هاتوا الحديد وسلحوا الأسوارا
شعر د. محمود السيد داود
أستاذ السياسة الشرعية المشارك
بكلية الآداب ـ جامعة البحرين
هاتوا الحديد .. وسلحوا الأسوارا = وابنوا لكل الخائنين جدارا
وإذا أردتم .. سلحوا أثوابكم = وبكل عين سلحوا الأشفارا
وابنوا السدود على معابر غزة = وانووا لها طول السنين حصارا
وإذا استطعتم أسقطوا من فوقها = شمس السماء وبعثروا الأقمارا
ومن المجامع قرروا منع الهوا = من أن يمس الغصن والأشجارا
ألا تمر على المقابر نسمة = فتمس فى بطن الثرى أحرارا
ألا تعيش بأرض غزة نبتة = فتبث فى أنقاضها الأزهارا
ألا تروا فى ساحة قدسية = تدعو إلى قذف العدا أحجارا
هاتوا الحديد .. وسلحوا أسواركم = فلقد رأيتم ماردا جبارا
وإذا ارتعدتم بعد ذلك أشعلوا = فى نفس كل الخائفين النارا
ياغزة الأبطال ماذا فى الحشا = ماذا لديك يزلزل الأقطارا
ماذا لديك من العتاد وسره = ماذا ؟ وقد فضح العدو نهارا
ماذا لديك وقد رأى أعداؤنا = عند القذائف بالحصى أسرارا
ماذا لديك وقد تورم كيدهم = وجنوا به فى العالمين العارا
ماذا لديك وقد توقف عقلهم = لما رأوا من غزة الإعصارا
جمعوا الجيوش لكى يفك أسيرهم = ولكى يفتوا العزم والإصرارا
ولكى ينالوا من "حماس" حياتها = يستأصلون الطهر والأطهارا
وليسقطوا بالقهر حكم "هنية" = ويحكموا من بعده الأشرارا
فاستخدموا فى الرمى كل محرم = وبرميهم ملأوا السما أمطارا
لكنهم فشلوا .. وخابت دولة = قامت على نهب الحقوق جهارا
لكنهم عجزوا .. وخابت أمة = قامت ترد لربها الأقدارا
تاقوا إلى سفك الدماء فأشربوا = بالذل من كأس الردى أنهارا
ظنوا بأن الكون رهن إشارة = فإذا المكون فوقهم قهارا
هاتوا الحديد .. وسلحوا أسواركم = لا تتركوا جند اليهود حيارى
لن يهدأوا .. لا .. لن يقر قرارهم = ستظل شاخصة لهم أبصارا
حتى يروا جدرا تؤمن خوفهم = ويرون من بعد الجدار جدارا
واليوم وا أسفى .. بمصر جدارهم مصر التى قد هدت الأسوارا(1)
مصر التى أهدت شقائق دربها = روح الكفاح وبثت الأنوارا
مصر التى حظيت بكل نفيسة = وحضارة تتجاوز الأعمارا
مصر التى سادت وساد شبابها = لما بدا فوق التتار تتارا
اليوم وا أسفى .. وضدك غزةَ = نهضت لتركب مصرنا التيارا
شدت حبال الموت فوقك غزة = لم ترع فيك قرابة وجوارا
ما هذه أرضى وما هى تربتى = إنى أرى غير الغبار غبارا
ماهذه أرضى ولا بكنانتى = أرض الكنانة تلفظ الأقذارا
ما هذه بلدى وما هى بالتى = يطوى الورى فى حبها أسفارا
ما هذه مصرى وما هى بالتى = ذكرت بوحى المرسلين مرارا
ما هذه بلدى .. تغير دورها = وهل الزمان يغير الأدوارا؟
لا تعجبوا من مصر .. إن رجالها = حين المكاره يودعوا الأغوارا
******************
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق