تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟

عندما يحكم الغباء السياسي



عندما يحكم الغباء السياسي
إن تكاتف أمريكا وحلفائها العرب [ الإمارات , السعودية, الأردن, البحرين والكويت] مع السيسي وجبهة الخراب المصرية للإنقلاب العسكري علي الرئيس الشرعي لمصر الدكتور محمد مرسي لأمر دبر بليل ودعمته أمريكا بمباركة روسيا والإتحاد الأوربي  وإيران وسوريا وغيرهم من الدول التي تكن كل الكره للإسلام والإسلاميين.
نعم إنها الحرب علي الإسلام ، محاولة منهم لوأد ذلك المشروع الإسلامي الذي أعلن عنه الدكتور مرسي قبل أن يولد.
إن محاولة إعتماد الدول الإسلامية علي نفسها في دواءها وغذاءها وسلاحها ليعطيها حريتها التي تتمنها ويخرجها من دائرة الإذلال والعبودية التي تصنعه أمريكا والغرب إلي دائرة العزة والكرامة في ظل العروبة والإسلام لأمر ترفضه تلك الدول التي تستفيد من العرب والمسلمين مما لا يرضيها أن تخرج العرب من تحت عبائتها.
إن الإنقلاب العسكري  الذي دبر في ظلام الليل مع هؤلاء الإنقلابيين حتي تم تحقيقه في 3 يوليه ،
ثم أتوا بعدها برئيس المحكمة الدستورية الذي لم يقسم يميناً بعد أمام رئيس الجمهورية محمد مرسي حيث أنه تم الإتفاق عليه حديثاً بعد إحالة رئيس المحكمة السابق إلي المعاش لبلوغه السن القانونية ، فأقسم عدلي محمود أمام المحكمة الدستورية يميناً ليتولي شئون البلاد بحكم منصبه ، أليس هذا من الغباء الدستوري والسياسي؟
إن إصدار الأوامر بإلقاء القبض علي بعض رؤساء الأحزاب والسياسيين أمثال أبي العلا ماضي والكتاتني وحازم أبوإسماعيل ورشاد البيومي وأحمد عارف ومحمد أبو بركة والمرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع وغيرهم لهو من الغباء السياسي، فمن يقود الشباب ويحد من ثورتهم الإنتقامية في حالة أن يفيض كيلهم مما يفعله زبانية الليل.
إن فض الإعتصامات المؤيدة للشرعية بالقوة والطائرات وإطلاق الرصاص الحي عليهم من قبل السيسي في الحرس الجمهوري ورابعة العدوية والنهضة والمنصورة والفيوم ورمسيس وغيرها من الأماكن مما أدي إلي إستشهاد ألآف المصريين العزل لهو من الغباء السياسي.
إن السيسي يعلم يقيناً أن الشعب قد بدي يكره إسمه كما يكره رؤيته، فهم يصفونه بالخائن، القاتل، العميل فكيف يتخيل أنه سيحكم هذا الشعب ولا يثور عليه، ويرض بديلاً بالحرية بعد أن ذاقها في عهد د. مرسي، فإن هذا لهو من الغباء السياسي.
إن الكبت السياسي والقبضة البوليسية التي تقوم بها حكومة الإنقلاب العسكري من قتل وإعتقالات وفض للمظاهرات وتقييد للحريات ووأد للديمقراطية التي كانت في بداية ظهروها في مصر ليفجر الشعب من حيث لا تحتسب الحكومة الإنقلابية حتي يطيح بها، ولن يصمت الشعب وإن هدأت الأجواء نوعاً ما، فإن ذلك ليس معناها أن الأحرار قد رضوا بذل البيادة ، فإن هذا لمن الغباء السياسي.
إنني في أشد الحزن من وضع ثقة الرئيس مرسي في هذا السيسي ليقود جيشاً يعد من أكبر جيوش العالم ويتخيل نفسه أنه فرعون هذا الزمان ، ولوعلم نهاية فرعون موسي وصدق بها، لعلم أن نهايته كفرعون لمرسي ستكون بالمثل ( نَتْلُو عَلَيْكَ مِن نَّبَأِ مُوسَى وفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (3) إنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي الأَرْضِ وجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ ويَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ المُفْسِدِينَ (4) سورة القصص.
إن الله سيهزم الخونة ويشف صدور المؤمنين من نهايتهم بعد أن يري هؤلاء الإنقلابيون ما كانوا يحذرون منه، وسيكون قريباً بقوته وقدرته سبحانه وتعالي ( ونُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ ونَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ونَجْعَلَهُمُ الوَارِثِينَ (5) ونُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ ونُرِيَ فِرْعَوْنَ وهَامَانَ وجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ (6) سورة القصص.
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي

حزب النور ونهاية الطريق



حزب النور ونهاية الطريق

بعد التخاذل المستمر من حزب النور للشعب المصري أنفلت عقده بخروج كثير من أعضاءه الذي رأو أن الحزب قد خرج عن إطاره الدعوي وإنتهاجه الطريق السياسي الذي قد يدوس بأقدامه علي كثير من المبادئ والأخلاق الذين تربوا عليها.
ومع تحالف حزب النور لجبهة الإنقاذ في مواجهة الإخوان المسلمين والدكتور محمد مرسي إستنكر كثير من السلفين هذا التحالف مع القوي الليبرالية والعلمانية التي تعادي المشروع الإسلامي الذي يتطلع إليه كل الإسلاميين من جماعة الإخوان المسلمين و السلفية والجماعات الإسلامية وغيرهم من التيارات المختلفة، ولذا فقد خرج الكثير من السلفيين الذين أدركوا أن هذا التحالف ليس في مصلحة الإسلام ولا مصلحة الدعوة ، وانزوى كثيرٌ منهم بعيداً عن الحوارات التي تدار علي صفحات التواصل الإجتماعي.
وبعد الإتفاق الشيطاني والتأييد الخائن للإنقلاب العسكري من قبل حزب النور وظهور أمين عام الحزب لحظة بيان السيسي الإنقلابي لم يبق في حزب النور إلا ياسر برهامي ... أشرف ثابت... جلال مرة... خالد علم الدين... نادر بكار... والمتحدث الجديد باسم الحزب شريف طه.
وحيث أن هؤلاء قد نصبوا أنفسهم شيوخاً يتحدثون بإسم الدين ويحاولون إثبات وجودهم في العمل السياسي، وأنهم البديل القوي عن الإخوان المسلمين،  ثم وضح للشعب كذبهم ونفاقهم في مواقفهم المتعددة حتي أنه باع بعضهم بعضاً للوصول لتحقيق مأربهم، فهاهو ياسر برهامي يبيع خالد علم الدين من خلال رجال أمن الدولة الذين وضعهم له ضمن فريقه أثناء تعيينه مستشاراً للرئيس مرسي للشئون الزراعية، فقاموا ببيع الأراضي الزراعية للدولة لحسابهم الخاص ووضع خالد علم الدين في صورة القائم علي تلك الأعمال التي تُخل بشرف الأمانة الموكلة إليه مما إضطر الدكتور مرسي بعزله من منصبه نتيجة ما قُدم له من أوراق تثبت إدانة خالد علم الدين حيث أنه قام بالتوقيع عليها.
وبعد الإنقلاب العسكري والتسريبات التي تمت علم خالد علم الدين أن ياسر برهامي كان علي علم بما دبر له مما إضطره إلي تقديم إستقالته من الحزب ولكن بحجة رفضه مشاركة حزب النور في لجنة الخمسين الخاصة بالدستور.
إن حزب النور إنطفئ شعاعه، وأصبح في زوايا الظلام  يبحث من خلال قياداته الأربع المتبقية عن مخرج يبعدهم عن سطو السيسي وبطشه، ولكن ما لدي السيسي من إتفاقات مكتوبة معهم ضد الإسلاميين تجبرهم  أن ينفذوا ما يأمرهم به رغماً عن أنوفهم ، لا حفاظاً علي شيئ حصلوا عليه، بل إنه قد إنزلقت أرجلهم في دائرة الشيطان، وتمادوا في غييهم، فلم يستطيعوا أن يطهروا أيديهم التي إمتلأت دماءً وخيانة بموافقتهم علي الإنقلاب وصمتهم علي قتل المعتصمين.
إن العلمانيين والليبراليين في لجنة الخمسين الخاصة بالدستور الإنقلابي قالوها مراراً وتكراراً أن الدستور القادم سيكون علمانياً وليس فيه مجال لأحزاب سياسية علي أسس دينية!
إذاً فلماذا يوافق هؤلاء علي الإنضمام للجنة الخمسين؟
إنها الأوامر السيساوية التي تجبرهم علي الإنضمام لتلك اللجنة حتي يكتمل ديكورها الديني بإسم الإسلام!
إن قيادات الحزب المتبقية قد ضلت طريق النور وإنتهجت نظرية ميكافيللي التي بين فيها أن الغاية تبرر الوسيلة، فباعوا أنفسهم بعد أن باعوا دينهم.
وإن الشعب لن يرحمهم علي تواطئهم مع الإنقلابيين وتحالفهم مع تواضروس في  إسقاط الشرعية عن الرئيس الإسلامي الذي إكتسبها بعد ثورة 25 يناير.
(وسَيَعْلَمُ الَذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (227) سورة الشعراء
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي



البرادعي والوجه الثالث



البرادعي والوجه الثالث

محاولة إجهاد ثورة 25 يناير والقضاء علي المظاهرات التي يقوم بها مؤيدو الشرعية مستمرة علي قدم وساق من قبل الرافضين لعودة الشرعية والرئيس المنتخب مرة أخري.
كما يعلم الجميع أن الإنقلاب الذي تم في 3 يوليو كان من خلال الإعداد الأمريكي وإنتاج خليجي ومباركة الإتحاد الأوربي والروسي.
ومع قرب فشل الإنقلاب الذي قامت به أمريكا من خلال السيسي وزبانيته ومعاونة البرادعي وقوى جبهة الإنقاذ المختلفة كان لابد من أمريكا أن تنتهج طريقاً أخر تسلكه في حال سقوط الإنقلاب العسكري الذي بدي وشيكاً.
لذا فقد قامت بسحب البرادعي من الساحة السياسية مؤقتاً بحجة رفضه فض إعتصامي رابعة والنهضة بالقوة وإسالة الدماء علي الرغم أن قتل المعتصمين أمام الحرس الجمهوري والمنصة تم بمباركة منه دون أن يتمعض وجهه خجلاً، بل إنه قبل فض إعتصامي الرابعة والنهضة قال [أن الدولة قد تضطر لإستخدام القوة لتستعيد هيبتها وتحافظ علي مؤسساتها].
إن أمريكا رأت أن تحافظ علي البرادعي قبل فشل الإنقلاب هو وبعض أتباعه أمثال خالد داوود المتحدث الرسمي لجبهة الإنقاذ والمعروف بولائه للمخابرات الإمريكية CIA وكذلك يسري فودة وريم ماجد وغيرهم ، فقدم البرادعي إستقالته رسمياً لعدلي منصور، وفعلياً للسيسي الذي قبلها مضغوطاً عليه وسمح له بمغادرة البلاد علي الرغم أن السيسي يفرض إقامة جبرية ويعتقل كل من يتخلي عنه في تلك الفترة، إلا أنه لم يقدر أن يفعل ذلك مع البرادعي المندوب الأمريكي في مصر.
تتجه أمريكا هذه الأيام في طريق ثالث بعيداً عن طريق الإسلاميين الذين ترفض عودتهم حيث أنها العقل المدبر للإنقلاب العسكري، كما أنها رأت الشعب المصري يرفض حكم العسكر بالإضافة إلي خروج السيسي عن الخط المرسوم له وجري لعابه علي كرسي الحكم بسرعة البرق، لذا فإنها تتجه نحو طريق ثالث يرفض الإخوان والعسكر معاً بما يسمي التيار الثالث الذي من أجله ستعيد البرادعي إلي مصر مرة أخري بوجهه الثالث المعارض للإنقلاب ليدخل في التيار الثالث الذي بدأ الترتيب له بالفعل منذ فترة كل من حزب الدستور وحركة 6 إبريل والمنشقون عن الإخوان وبعض الحركات الشبابية التي تكونت في الفترة الماضية.
أثناء حكم مرسي عندما انفضح أمر جبهة الإنقاذ تم سحب البرادعي من المشهد السياسي وذهب إلي الإمارات ثم عاد بعدها بعد تشكيل حركة تمرد علي أنها حركة شبابية ثورية ترفض حكم الإخوان ثم انضموا إليها جميعاً .
واليوم يعيد البرادعي تاريخه وينسحب من المشهد السياسية في وقت لا يحق لسياسي شريف أن ينسحب منه، حيث أن الشعب بين فريقين ، فريق الحرية والكرامة الإنسانية والديمقراطية التي ينشدها، وفريق البلطجة السياسية والبطش البوليسي والسطو العسكري الذي يمثله السيسي ومحمد إبراهيم وجبهة الإنقاذ وتمرد.
ولكنها الأوامر الأمريكية التي تحرك البرادعي كالدمية التي تعمل بالبطارية المؤقتة، فتجده يتغير ويتلون ويشجب ويعلن عن إستخدامه القوة أو رفضه لسفك الدماء، أو إنسحابه من العمل السياسي أوعودته مرة أخري وغيرها من الحركات المتناقضة مع بعضها البعض وذلك طبقاً للمتغيرات الأمريكية والطريق الذي ترسمه له.
إن تهاني الجبالي مؤسس حركة الدفاع عن الجمهورية والمدافعة المستمية عن الإنقلاب العسكري الذي أعاد لها رونقها من جديد تقول [إن ما يطلق عليه التيار الثالث هو ''طابور خامس'' ممول من الخارج لمحاصرة الإرادة الشعبية الوطنية بعد 30 يونيوـ على حد قولها، وأن مصر محاطة الآن بمؤامرات وأجهزة مخابرات عالمية تنفق كل يوم لمحاصرة الإرادة الشعبية المصرية الوطنية، والتيار الثالث طابور خامس ممول من أجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية والألمانية].
إننا نوقن أن البرادعي لا وزن له في الشارع المصري ولا المستوي الدولي ولا الحياة السياسية إلا بالضغط الأمريكي الذي تفرضه علي أتباعها والتمويلات المالية التي تغدقها علي من تريد أن تكسبهم في صفوفها حتي تحقق مرادها.
سيظل البرادعي هو السكين التي تستخدمها أمريكا كما استخدمته في قتل العراقيين بحجة وجود مفاعلات نووية في العراق ، في الوقت الذي تغاضي فيه الطرف عن المفاعلات النووية في إسرائيل والعالم كله.
إن الطرق التي تسكلها أمريكا ستجدها مغلقة إلا طريقاً واحداً وهو إطلاق حرية الشعب المصري في إختيار مصيره ومن يمثله ويقوده في تلك الفترة.
سيعود الإسلام ليحكم العباد، وسنتشر فكرة المشروع الإسلامي حتي تغزو عقر دارهم في أمريكا وأوربا وروسيا وكل الدول التي تعادي الإسلام من منظوره السياسي حيث أنه الأبقي والأصلح للعباد في هذا الكون حتي وإن غاب بعض الوقت.
( شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وصَّى بِهِ نُوحاً والَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ ومَا وصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ ومُوسَى وعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ ولا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى المُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إلَيْهِ مَن يَشَاءُ ويَهْدِي إلَيْهِ مَن يُنِيبُ (13)سورة الشوري.
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي

الإنقلاب الأمريكي ـ مخاوف وأسباب


الإنقلاب الأمريكي ـ مخاوف وأسباب

إن حالة الترقب والقلق الأمريكي من المستجدات في الساحة السياسية المصرية جعلها تتحرك علي كل المستويات الدبلوماسية المختلفة، مستخدمة بذلك أداوتها السياسية من ضغوط وتفاوض وحوار وتواصل ومساومات.

فهاهي الإتصالات مستمرة بين وزير الدفاع الأمريكي تشاك هاغل والسيسي بعد تصريحات الأخير بحصوله علي تفويض الشعب لفض الإعتصامات بكل الطرق حيث أن تلك الإعتصامات تهدد الأمن القومي بزعمهم ، لذا فقد طلب تشاك هاغل من السيسي إصدار أمراً للجيش المصري بضبط النفس أثناء التعامل مع الاحتجاجات التي تشهدها مصر ودراسة المستجدات بعد زيار اشتون التي طلبت ضرورة إجراء عملية مصالحة شاملة، ولقد أرسل اوباما العديد من الرسائل تأكيداً علي دعم النظام الجديد.

إن رفض الإخوان المسلمين التعامل مع المسئولين الأمريكان نتيجة إكتشاف ضلوعهم كمحرك أساسي في الإنقلاب جعل المؤسسة الأمريكية لا تستطيع أن تتحاور معهم حيث أنهم  يتهمون السفيرة الأمريكية آن باترسون بمشاركتها الضليعة في عملية الإنقلاب ، وتهديدها للدكتور مرسي قبل بداية الإنقلاب بلحظات.

ولذا فإن الدلائل تشير إلي أن السفيرة الأمريكية تعد حقائبها الآن للرحيل خارج مصر حيث أن المؤشرات تتجه نحو فشل كل الطرق في البقاء علي الإنقلاب وخاصة بعد زيارة آشتون للدكتور مرسي الذي اتضح لأمريكا من خلالها إصراره علي تمسكه بالشرعية وعودته كرئيس للبلاد وعندها كل شيئ قابل للنقاش والتحاور مع أي جهات في ظل الشرعية والدستور.

إن أمريكا أيقنت أن الدكتور مرسي صلد لا تؤثر فيه الأحداث أو المؤامرات، وأخرها ما حدث من إنقلاب عسكري عليه والذي بدى للعالم كله أكثر جلداً وصرامة، ووضح لهم أن جماعته أكثر تنظيماً وحشداً، ولديها القدرة علي تحمل المسئولية، وتبعة ما تخطو إليه ، مما جعل أمريكا تفكر جيداً في حجم الأضرار التي ستقع عليها في حالة رجوع مرسي والتي بدت وشيكة علي التحقيق.

إن إسرائيل أبدت رعبها الكبير علي لسان الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز في حالة فشل الإنقلاب حيث قال : إن إسرائيل ستعاقب في حال فشل الإنقلاب العسكري في مصر، ثم عبر مجدداً للمسؤولين الذين يلتقيهم مؤخراً عن قلقه الشديد مما يسميه "العوائد الكارثية" للدعم الإسرائيلي المعلن للانقلاب على مرسي وتجنيده نتنياهو لتوفير دعم سياسي ومالي ودولي للانقلابيين.

إن ماصرح به نتنياهو يوم الإثنين 29 يوليو  في قناه التليفزيون الاسرائيليه الثانية أن نجاح الإنقلاب علي مرسي أهم من إحباط البرنامج النووي الإيراني.

وما صرح به الجنرال الصهيوني رؤفين بيدهتسور يبين مدي دعمهم للإنقلاب العسكر فقال: [ إن تورط الجيش المصري في السياسة علي هذا النحو سيضمن إستمرار تفوقنا النوعي والكاسح علي العرب لسنين طويلة].

وكذلك طلب نتنياهو من أوباما الضغط علي الزعماء العرب وغيرهم لتكثيف زياراتهم لمصر من أجل تكريس شرعية الانقلابيين كما أعلنت ذلك القناة العاشرة الاسرائيلية.

إن الضغوط علي الإدارة الأمريكية كبيرة ومتعددة هذه الأيام سواءً كانت ضغوط داخلية من خلال الكونجرس ومنظمات المجتمع المدني التي ترفض الإنقلاب العسكري لأنه مخالف للقوانيين الأمريكية أو من ناحية اللوبي الإسرائيلي داخل أروقة القيادة الأمريكية التي عبرت عن رعب إسرائيل من عودة مرسي مرة أخري.

وكذلك الضغوط النفسية في الإدارة الأمريكية لإخفاقاتها المتتالية سواءً كانت في الإنقلاب العسكري علي مصر أوقضية كوريا الشمالية أو تسريب المعلومات الإستخباراتية بالغة الحساسية من خلال إدوارد سنودن الموظف السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية الذي قام بتسريب معلومات حول برنامج أمريكي سري للمراقبة الإلكترونية الدولية وغيرها.

إن الخسائر المتلاحقة للإدارة الأمريكية يجعلها مهزوة القرار ومرتعشة اليد بتورطها في الإنقلاب العسكري علي الرئيس الإسلامي الذي أتي من خلال الإنتخابات الحرة النزيهة والتي شهد بها جيمي كارتر من خلال مراقبة مركز كارتر للسلام علي تلك الإنتخابات المصرية.

إن أمال أمريكا تبددت علي أعتاب ميدان رابعة العدوية بإستمرار التظاهر السلمي لمؤيدي مرسي في ظل الإخفاقات المتلاحقة لمسئولي الإنقلاب العسكري سواءً من ناحية كذبهم الفاضح، أوتشتت أرائهم، وحرصهم علي المكاسب الشخصية بغض النظر عن نجاح الإنقلاب من عدمه علي الرغم من فشلهم الزريع الذي لحق بهم في ظل الإنتخابات التي جرت في الساحة السياسية المصرية مما أوقع أمريكا اليوم في ورطة ووقفت مكتوفة اليدين الذي إضطرها بدفع الإتحاد الأوربي وبعض دول الغرب لمحاولة الوصول إلي نتيجة ترضيهم بإستمرار الإنقلاب كما هو مع تغيير بعض بنود الخطة التي كان متفق عليها.

إن إنهزام أمريكا في الإنقلاب العسكري علي الحكم سيجعلها تتراجع كثيراً عما بدأته في بلاد ثورات الربيع العربي الآخري رغم ضغوط دول الخليج مثل الإمارات والبحرين والسعودية في إستمرار تلك الإنقلابات والعمل علي نجاحها حتي تنجو بنفسها مما قد يلحق بها مستقبلاً في تغيير مماثل لخريطتها السياسية.

إن أمريكا في ظل هذه الأحداث السريعة والمتغيرة لا تري إلا مصلحتها الدولية التي تحاول أن تحافظ عليها حتي في ظل عودة الرئيس الشرعي الدكتور محمد مرسي، لذا فالتراجعات ستكون كثيرة حتي بعد محاولاتها بتدمير الإقتصادي المصري الذي تنتهجه هذه الأيام من خلال الإنقلابيين الذي يجرفون أموال مصر من خزائنها خارج البلاد.

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي


فض الإعتصامات وتنظيف الأيادي


فض الإعتصامات وتنظيف الأيادي
 

فشل الضغوط السياسية والدبلوماسية علي المعتصمين عامة وعلي جماعة الإخوان المسلمين خاصة لفض الإعتصامات علي الرغم من إعتقال قيادتها وحبس رئيس دولة الشرعي قسراً، وتوزيع التهم علي فريقه الرئاسي، هذا يعني فشل كل ما قام به السيسي والإنقلاببيون مما يضطرهم للفرار خارج البلاد بلا رجعة ، مع تعرضهم للمسائلة القانونية والجنائية علي ما أرتكبوه من مجازر.

لم يبق أمام هؤلاء الإنقلابين إلا حل واحد من وجهة نظرهم ليقوموا به قبل الهروب خارج مصر  وهو فض الإعتصامات بقوة البلاك بلوك والبلطجية مع تطعيمهم برجال أمن الدولة والمخابرات العسكرية التي سترتدي لبس هؤلاء المجرمين كما فعلو من قبل في مجزرة المنصة والتي قادها محمد إبراهيم وزير الخارجية ورجاله بأوامر السيسي وحكومة الإنقلاب.

إن التصريحات التي يصدرها البلاك بوك من قدرته علي فض الإعتصامات بطريقته الخاصة [ والتي يقصد بها إستخدام القوة وإسالة الدماء] ثم تجد القنوات الفضائية للإعلام الفاسد مثل قناة النهار وcbc  ودريم و on tv   وغيرهم منذ فترة يروجون لذلك مما يعني نوعاً من التهديد لترهيب مؤيدي الشرعية وعدولهم عن إعتصامهم.

إن فشلت الإتحاد الأوربي والأمريكي والعربي في الضغط علي الرئيس الشرعي ليبقي علي الإنقلاب العسكري كما هوعليه بعد أن تجولوا في السجون المصرية لمقابلة قيادات الإخوان المسلمين أمثال خيرت الشاطر والكتاتني ومقابلتهم مع الرئيس الشرعي الدكتور مرسي، فما علي أمريكا والسعودية والإمارات إلا أن يظهروا أمام مواطنيهم نظيفي الأيدي من المجزرة الجديدة المتوقع حدوثها، ولذا فإن التصريحات التي سمعناها بالأمس من السناتورين الأمريكيين جون ماكين وليندسي جراهام بإن ما حدث في 3 يونيو يعد إنقلاب،ثم يعقبه بتصريحه انه يحذر من حمامات الدماء التي قد تحدث، وتصريحات صدقة فاضل عضو مجلس الشوري السعودي أن الحل في مصر يستوجب عودة مرسي إلي منصبه وإجراء إنتخابات رئاسية مبكرة، كل هذا وغيره ما هو إلا بلونات تطيرها تلك الدول في الهواء لتشهد لهم أن أيديهم نظيفة من دماء الأبرياء .

إن الذي سمح لنفسه أن يتآمر علي الشرعية ، لا تهمه شريعة،

إن الذي سمح لنفسه أن يتآمر علي وطن لا يهمه شعب.

إن الذي تعامل مع الإنقلابيين علي أنهم ثوار ستنفجر ثورات في بلادهم، وسيذوقون جزاء مشاركتهم في إسالة دماء الأبرياء سواء بالتواطئ أو التعاون أو الدعم أو الصمت.

سيبطل الله كيدهم، وسيدحض مكرهم، ويخيب رجاءهم.

إن من ذاق طعم الحرية، وعاش جو الديمقراطية الحقيقة في عهد الدكتور مرسي لن يفرط فيها ولو بدمائه،

وسيعود الدكتور مرسي رئيساً شرعياً للبلاد،

وعندها يندم الإنقلابيون يوم لا ينفع الندم،

ويومئذ يخسر المبطلون.

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي