تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟
كيف تستمتع بالفشل؟
د. محمد سعد أبو العزم
16-02-2010 23:24

هل تشعر بالإحباط في حياتك؟، هل أخفقت في تحقيق أحلامك وطموحاتك؟، إذن.. فكل ما عليك فعله أن تشعر بمتعة الفشل، (استمتع بالفشل ولا تكن فاشلاً) هو أفضل ما يمكن إهداؤه إلى الطامحين بالنجاح، وهو الكتاب الذي تمكن من خلاله الكاتب "علي الطاهر" أن ينقل لنا قصص التحول من أقصى درجات الفشل إلى أعلى سلم النجاح.

العديد من التعليقات والرسائل تلقيتها بعد نشر مقال الأسبوع الماضي "كيف تكسب سيارة تويوتا"، والذي تناولت فيه قصة نجاح شركة تويوتا على يد مؤسسها الأول، وتحولها من مجرد شركة صغيرة تعمل في صناعة الغزل، إلى أكبر شركة سيارات في العالم، وبالرغم من تقديري الكامل لكل وجهات النظر التي خالفتني الرأي، واعتبرت أن الحديث عن مشاكل تويوتا يعتبر شكلاً من أشكال الترف والرفاهية، أو تلك التي طالبتني بعدم الانبهار بالحضارات الأخرى، وأن أستعيض عن ذلك بالبحث في جذور الحضارة الإسلامية، وهي الآراء التي أحمل لها كل الاحترام، ولكني أختلف معها جذريًا، وأعود مجددًا لأؤكد أن البحث في تجارب نجاح الآخرين، واستخلاص الدروس المستفادة من حضارات الأمم أيًا كانت هو الطريق الوحيد للتنمية والنهضة، بكل تأكيد لا يعني ذلك التقليد الحرفي للغرب أو الشرق، إنما يعني أن نفتش عن أسس التقدم العلمي والاقتصادي ونصنع منها خارطة طريق لتنمية بلادنا.






إذا ما قررت أن أنظر تحت قدماي فقط فسوف تشاهدون كل كتاباتي تنعي واقعنا الأليم، وتلعن اليوم الذي أصبحنا نتسول فيه رغيف العيش وأنبوبة البوتاجاز، قد يكون ذلك متنفسًا للكاتب وللقارئ، ولكنه من دون شك لا يقدم علاجًا ولا يصنع حلولاً، ولذلك فقد اخترت الطريق الأصعب في التنقيب عن طرق النجاح ودعائم النهضة والتنمية، ومن هنا أيضًا كانت فكرة البحث في الفلسفة التي استطاعت بها شركة تويوتا بناء هذا الصرح العملاق، والأساليب التي مكنت الشركة أن تتزعم عرش السيارات في العالم لدرجة أن نوعًا واحدًا من منتجات الشركة (الكورولا)، تباع منه سيارة كل 40 ثانية في مكان ما من العالم.



نظام تويوتا هو درس ورؤية شاملة يمكن أن تعتمدها أي منظمة تريد أن تكون ناجحة على المدى الطويل، سر نجاحها أنها مدرسة علم وأخلاق، ويمكن فهم أسلوب تويوتا في العمل من خلال 14 مبدأ إداري، سنتناول أهمها بإيجاز حتى يمكن فهمها والاقتناع بها، لنستوعب كيفية تحويلها إلى ثقافة عامة في المجتمع وبالتالي يمكن تطبيقها بسهولة في كل مؤسساتنا الخاصة والحكومية.

المبدأ الأول الذي تبنته تويوتا ورفعته شعارًا دائمًا هو: (مشكلة الفرد مسؤولية الجميع) فالجميع يتعاون ويهتم بحل مشكلة غيره، لأنه على المدى الطويل سوف تؤثر هذه المشكلة على سمعة القسم والشركة بأكملها، وهذه الثقافة بالذات من الأهمية بمكان أن نتفهمها ونسعى لتكون بديلاً عن مفاهيم التنصل من المسؤولية، وإلقاء تبعاتها على الآخر، والبحث الدائم عن الذات والوصولية بأي طريقة.

كذلك فقد تمكنت تويوتا من تقديم مبدأ ونموذج المؤسسة المتعلمة، فهي واحدة من أفضل النماذج في العالم التي تهتم باستثارة أفراها للحصول على اقتراحاتهم للتطوير وتطبيقها، بحيث يمكن الجمع بين ثقافة الانتماء والعمل وحل المشاكل من أجل خلق مؤسسة للتعلم، وكان نتاج ذلك افتخار كل عامل في الشركة بأنه "رجل تويوتا"، حتى يمكنك النجاح فأنت في حاجة إلى العمل على تنمية القادة من داخل مؤسستك عوضاً عن التوظيف من خارجها، لا تنظر إلى عمل القائد على أنه يتمّم مجموعة مهام ويتمتع بمهارات جيدة في التعامل مع الناس، فالقادة يلعبون دور المثال الأعلى الذي يجسّد فلسفة المؤسسة وطريقة القيام بالعمل، على القائد الجيد أن يفهم العمل اليومي بأدق تفاصيله، مما يخوله أن يقوم بحل المشكلات في موقعها من المصدر نفسه، بدلاً من التصرف عن بعد من خلف المكاتب.

لقد وضعت تويوتا مبدأ هامًا يحتاجه أيضًا كل فرد منا، ويتمثل في الاستفادة من الأخطاء ، وتحويل الفشل إلى وسيلة لإدراك النجاح، فالخطأ يدل على أن المرء خطا خطوة إلى الصواب، والفشل يؤكد أنك تتجه نحو تحقيق النجاح، ومن لم يخطئ فإنه لم يخط نحو الصواب، وبتلك الفلسفة استطاعت الشركة أن تتجاوز العديد من المشكلات والعوائق التي واجهتها والتي كادت أن تؤدي في كثير من الأحيان إلى إفلاسها، يخطئ من يظن أن كل ما تقدمه الشركة يلاقي إقبالاً ونجاحاً، وعلى سبيل المثال فإن سيارة "كراون" تم سحبها من السوق لعدم فعاليتها في السوق الأميركية، وعلى الرغم من تأثر سمعة الشركة مع أول سيارة طرحتها، إلا أن ذلك لم يؤدي لإحباطها، وإنما قادها للبحث عن المزيد من الحلول، وكان نتيجة ذلك تطوير المفاهيم وأسلوب العمل لتولد سيارة "كورونا" التي كانت بداية اختراق تويوتا للسوق الأمريكية واستحواذها على نصيب الأسد فيه.

ما أحوجنا إلى دراسة تجارب الناجحين في أي مجال من مجالات الحياة والإبداع، وعندها سنكتشف أن أي شخص مبدع ناجح متألق في أي مجال، قد مر بسلسلة من الفشل في بداية مشواره، لكنه لم يقف عند المرة الأولى أو الألف، بل أكمل محاولاته ومشواره الإبداعي والنضالي وصولاً إلى هدفه المرجو، يا سادة.. إن الفشل ما هو إلا خطوة في درب النجاح، ومن لا يعرف الفشل لن يتعرف على النجاح، يمكنك أن تجعل الفشل سلماً للارتقاء، ولك أن تجعل منه قمقماً عندما تدخله فلن يكون لك منه مخرجًا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق