تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟

لن ترهبونا أيها المتمردون


لن ترهبونا أيها المتمردون
أتعجب ممن يتخذ البلطجة طريقاً في مجال العمل السياسي، وأتعجب ممن تكونوا لهم أراء متعارضة ويصبحوا حلفاء علي الأخرين.
في عهد الرئيس المخلوع وخاصة في أواخر الثمانينات عندما حاول الإخوان المسلمون مع حزب العمل خوض الإنتخابات البرلمانية في عام 1987 عمل أتباع مبارك من الإعلامين والسياسين علي لصق أعمال الإرهاب بالإسلاميين حتي يخيفوا الناس منهم ، فهم يعلمون جيداً أن أي جماعة منظمة، ولها قيادة واحدة، وعند أتباعها ولاء لها ستنجح لا محال مادام لديها أهدافاً محددة تسعي إلي تحقيقها.
وعندما أيقن مبارك أن جماعة الإخوان لديها من الإمكانيات العقلية والتنظيمية والعلمية ما يؤهلها لتكون في الريادة فض مجلس الشعب وأخذ في محاكمتهم بتهم يضحك منها العقلاء، ويفرح بها المبطلون ، وعرقل مسيرة تحقيق أهدافهم فشغلهم بأنفسهم ، فاعتقل منهم الكثير، واستولي علي ممتلكاتهم، وطرد كثيراً من أعضاءها من وظائفهم الحياتية ، ومع ذلك فقد عملوا وإجتهدوا وتلاحموا في صفوف الشعب يقومون علي خدمتهم وحل مشاكلهم، فاستخدموا العمل التطوعي والخدمي وسيلة للتواصل مع الآخرين ، ولم ينقطعوا عن العمل السياسي قيد أنملة حيث أنهم يؤمنون بشمولية الإسلامي وعمومه.
ولن ننسى فضل كثير من الإسلاميين الذين ضحوا بوقتهم وجهدهم بل وعمرهم في سجون مبارك حتي قضوا من العمر عتياً ( فَمَا وهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ومَا ضَعُفُوا ومَا اسْتَكَانُوا واللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) سورة آل عمران ، فصمدوا وتحملوا حتي جاء فرج الله لهم ولغيرهم.
وبعد الثورة سطر الشعب كلمته، وخط رأيه في إختيار رئيس شرعي ينتمي للتيار الإسلامي ، ذلك الحلم الذي عاشه الإسلاميون في غياهب السجون ، وعلي مضجع نومهم، يتخيلون ويحلمون أن يمن الله عليهم بفتح من عنده حتي يكون للإسلام دولة يعيشون فيها ، وترفع له رايه يعملون تحت لواءها ، ويبدأون أولي خطواتهم نحو إصلاح المجتمع ولتعود الدولة الإسلامية قوية من جديد، لينشد الجميع إعادة الخلافة الإسلامية التي تجمع قلوب الشعوب قبل بلدانهم، وسيكون ذلك قريباً بأمر الله (ويَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51)  سورة الإسراء.
إن هذا الحلم الذي بدا واقعاً ملموساً اليوم لجدير أن يتشبث به العقلاء والحريصون علي نصرة دينهم  حتي وإن دافعوا عنه بأموالهم ووقتهم وجهدهم ، بل بأرواحهم ، فدينك دينك روحك دمك.
ومع حنكة القائد الجديد الدكتور مرسي الذي يقود السفينة بحكمة عالية، وخبرة متراكمة، وحلم كبير، وصبر طويل، يجعلنا نصبر قليلاً علي أهل وطننا الذين يشاركوننا العيش والحياة في ظله، ويعارضون فكرتنا ويضحدونها بعقولهم، ويتكاتفون سوياً لتقليل الشأن من دعوتنا ومشروعنا الإسلامي في بناء الدولة الديمقراطية  المدنية.
ولكننا نرفض تمام الرفض أن يرهبنا أحد ، لابماله ولا بإعلامه ولا بسلطانه ولا بإستقوائه بالخارج ولا  بإستقوائه بالخارجين عن القانون، فإننا نؤكد أن الدماء ليست رخيصة، كما أن الدين غالي وثمين، فقد جاء الإسلام ليعزنا بعد ذل كما قال سيدنا عمر بن الخطاب [نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فإن إبتغينا العزة في غيره أذلنا الله].
إن الهوجائية التي يتبعها المتمردون ويعملون علي تأصيلها سواء بالتعبير عن أرائهم، أو رد فعلهم فيما يدار من حولهم، أو الإعتداء علي المناصرين للحق لن ترهبنا لحظة واحدة ، ولن ننجر ورائهم في الإعتداء عليهم بالمثل علي الرغم أنهم يعلمون جيداً أن هدفنا نصرة الإسلام ففي سبيله نجاهد ومن أجله نفقد الغالي والرخيص، وأن ثمن الجنة ليس بالقليل ، ولنا في صحابة رسول الله القدوة في ذلك ، فقد ضحوا بأموالهم وديارهم وأرواحهم حتي إنتشر الإسلام ووصل إلي ربوع الأرض.
ولذا فليعلم هؤلاء المتمردون أن طريق البلطجة الذي انتهجوه ، وتشوية صور المصلحين التي يرسمونها من خلال إعلامهم الفاسد سيزول ، فهذا الطريق ليس بطريق الوطنية والمدنية والتقدم ، فسيكشف الله أمرهم وكبرائهم ومموليهم وعملائهم حتي يفضحهم علي رؤوس الأشهاد ، وسيكون طريقهم هذا حصرة وندامة في قلوبهم يوم ينبذهم الشعب ويطردهم من ساحة الشرفاء ليكونوا عبرة لغيرهم.
إن تعاون بعض المنتفعين مع المتمردين سواءاً كان الإنتفاع بالمال أو الجاه أوالحصول علي مناصب سيادية، أو كراسي رئاسية ، وتأييدهم فيما يقومون به من مظاهرات وإعتصامات وتعطيل لمصالح الشعب بإعتبارها تعبير علي الأراء وإمتلاك للحريات سينقبل عليهم المتمردون يوماً ويفضحون أمرهم، وسيكشف الشرفاء حقيقتهم حتي وإن لبسوا لباس الوطنية والإعتدال بل وثوب الإسلام أحياناً.
فالحق أحق أن يتبع ، ولا يجادل فيه إلا مرائي ، ولا ينتهجه إلا منتفع لا يضع لمصلحة البلاد والإسلام وسيلة.
إن الدماء التي سالت في ميدان التحرير ومحمد محمود والإتحادية والمقطم وماسبيرو وغيرها ستكون لعنة علي من قام بها وسيأتي اليوم الذي يتطهر فيه القضاء ، ليحكم الشرفاء الأنقياء علي هؤلاء بما يستحقوه.
إن العقلاء من المعارضين يحق لهم أن يعبروا عن أرائهم ، ويدلوا بمقترحاتهم مادمت في خدمة وطنهم ، أما المتمردون الذين ينهجون العنف طريقاً، والبلطجة سبيلاً فلا مكان لهم إلا بجوار نخنوخ حتي يُسلي بعضهم بعضاً.
خليل الجبالي
باحث سياسي في الشئون الدولية


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق