تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟
كلانا يكمل الآخر‏



أن أقرأ ما قرأت عن المشاركة بين الزوجين وكونها محور السعادة وأصدقه ثم أنفيه البتة متحايلة علي ذاك القانون السخيف.


ثم أستمع إلي شيخ جليل - أقتنع دوماً بأي شيء يقوله- وهو يتحدث عن التكافؤ بين الزوجين أو التوافق، وأثر عدم توفره في إنعدام نجاح الزواج .


فهذا أشبه بالطرق علي الحديد وهو ساخن


نعم عدم التوافق بين شريكي الحياة في الاهتمامات و النظرة إلي الحياة في القناعات لشيء قاسٍ.


وهذا يجعلني محقة بشأن ما يراودني عند كل خلاف، فيبدو أحياناً الإختلاف بيننا كبير، فزوجي يتميز بأشياء مستحيل أن أدركه فيها،ويتمسك عقلي بأشياء يأبي هو أن يدركني فيها.


أتمني في كل لحظة أن نتفق في شيء من الإهتمامات ، أتخيل دوماً كيف سيكون الحال إذا كان زوجي موافقاً إليَّ ،محباً لهذا الشيء أو ذاك.


بل أذوب إحباطاًعلي تأكيد إدراكي بإصراره علي عدم إهتمامه بأمور أهتم بها جدا ، عندما يعلنها بكل جوارحه( القلب واللسان والعين واليدين) فيقول : أنا لا أحب هذا، أنا أكره هذا.


ما يمنحني وقتها بعض الزاد من الصبر هو إنعطافي بفكري إلي ذاك النصف الممتليء من الكوب والذي يأبي العقل أحيانا أن يعترف بوجوده ، حينها فقط تتبدل الأوضاع رأساً علي عقب،وأراه وإذا به مني مناط الثريا


نعم فلكم أبهرتني أفعاله،ولكم أعاد إلي ذكري فضائل اندثرت عن الوجود،


بل كل عجبي حين يأبي أن يشاركني مناقشة قناعاتي التي أتمسك بها جداً ويصول ويجول خاطري بها دوماً، وأزهو بها جداً في نفسي ،ثم أنسي عندما يحين وقتها أن أحققها وأعمل بها ،وإذا بها واقعاً ملموساً بين يديه دون بنت شفه


نعم قد يكون بيننا تفاضل ،لكن الأكيد أن هذا التفاضل يؤدي بنا في النهاية إلي تكامل


هذا التكامل هو أكسجين حياتنا السعيدة، موجود دائماً في الجو من حولنا،فالتكامل يتحقق تلقائياً في ظل تفاضلنا،ولكني أنا من يغلق فمه وأنفه رافضة أن أتنفسه،أحتاج إلي قليل من الرأفة بنفسي قبل أن تكون رأفة بزوجي وأسمح لكل أركاني أن تتنفس السعادة من حولي بعمق.


الاختلاف بين البشر هو سنة الحياة، وعدم تواجد الكمال في بشر هو أيضا من سنة الحياة ،بل من طرائف الدنيا أن صفة الكمال ليست ثابتة مطلقة بل هي نسبية تتفاوت تعريفاتها لدي الجميع ،فما عندك أو في معتقدك صفة جيدة قد تجده عند الاخر صفة مرفوضة، يقول الله عز وجل


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" الحجرات الآية 13 )


فعلي -وعلي أي زوجة تحسب نفسها علي خير- أن أتقي الله في زوجي وأدرك أنه من الصعب أن يكون زوجي صورة لما في الخيال، فأقبل الصورة كما هو عليها ، تماما كما يقبل هو الصورة التي أنا عليها .


كل إنسان،أي إنسان يحمل الخير والشر معاً والاختلاف يكمن في تفاضل نسب الخير إلي الشر.


ومهما كانت نسبة الخير فإنها تستحق تسليط الضوء عليها ووضعها في بؤرة الفكر والبصر


من فضل الله أن الزوجين يكملان بعضهما البعض في حالة الاختلاف، فأنا أحيانا أستمتع بتنبيه زوجي لشيء لم يكن يدركه، وأسعد عندما أراه يحققه، وأسعد أكثرعندما ينبهني هو لشيء لم أكن أدركه،ولولا اختلافا بيننا لما أدركته


رغم أوقات كثيرة أشعر فيها بحاجتي الشديدة لأن يهتم ويحب بعض مما أحب ،إلا أني لازلت أحاول جاهدة أن أتعلم وأكتسب منه صفات كثيرة لا أملكها حقا .


إذا كنا نتمتع بنفس الصفات الحسنة، فبعملية حسابية بسيطة سيكون مجموع الصفات الحسنة التي نملكها=1


ولكننا وأنا أتمتع بصفات وهو يتمتع بصفات أخري مختلفة سيكون مجموع ما نملكه معا من صفات حسنة=2؛ ذلك لأن أي زوجين من المفروض أنهما كيان واحد، تماماً كالأواني المستطرقة ما يصب هنا يفيض به هناك، تماماً كالبحر والسحب، وكالنهر والمطر


كلهم مختلف ولكن لن يكون أحد بدون الاخر .


أختكم

نورهان محمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق