تهاني والتكية

تهاني والتكية

كانت لي تهاني إبنة عم، وكانت أمها بهية ، يعيشان في قرية ريفية.

تهاني أخت لبنات صغار تحكمت فيهم كأنها واصية.

أمها تعمل خادمة في قصر جلفدان هانم ـ أم عطية .

عطية راح يتعلم لغات كعادة ولاد الذوات في زمن التكية.

القصر كبير علي جلفدان، فطلبت تعيش معها واحدة من ولاد بهية،

تأنس وحدتها ، وتسلي غربتها في العزبة دية.

فاحتارت بهية ، تبعت مين من بناتها حتي لا تعص أم عطية .

وبدون تفكير قالت أخلص من تهاني المسترجلة علي أخوتها يمكن يجيلهم عريس لقية.

وتتفك عقدتهم بعد ما تغور تهاني وتعيش مع أم عطية.

فراحت تهاني لقصر جلفدان ـ أم عطية ، في الأول كانت قطة وديعة ، بلا صوت ولا حركة، ولا أوامر وهمية.

حريصة تعيش في قصر الملوك حتي لو كانت خادمة حقيقية.

ولما كسبت ثقة الهانم بعد المحلسة والطبطبة وعرفت خبايا القصر وطباع الخدم ومن في القرية الريفية.

أوهمت نفسها أنها ملكت الزمان، وقصر جلفدان، وكل من في العزبة دية.

فقالت لأم عطية : الأصوات تزعجك ولازم أهل القرية يناموا من العصرية.

فنصدر قوانيين ولوايح تضبط معيشتهم اليومية، وكل الخدم والحشم يعرفوا أنك هانم بجد مش بس أم عطية.

وطاحت تهاني بقوانيينها في كل من في القصر والعزبة، حتي أم عطية.

ومرت شهور وتهاني قاعدة علي الجميع حتي السلطانية.

ونسيت أمها بهية ، فعاملتها زي الخدم والحشم، ورفضت إخوتها يزروها حتي ياكلوا لقمة هنية.

وعاد عطية .

فوجد تهاني مالكة القصر كأنه تكية، ولها رجالة حولها من الترزية والبلطجية.

قالت له أنت مين، أنا لا أعرفك، أنا صاحبة التكية.

وطردت جلفدان من القصر حتي عطية.

وضاق أهل القرية بها  بعد ظلمهم وأخذ مالهم ، ووقف حالهم حتي أصبحت دنياهم قبور ما يضيئها إلا ثورة علي تهاني والترزية.

فوقفوا بقوة عددهم وقالوا لازم ترحلي بره القصر يا تهاني يا بنت بهية.

ومش عاوزين قوانيينك ولا لوايحك المجحفة دية.

وطردوا تهاني من قصر العز والأموال وكل التكية.

فراحت تهاني تمشي في حواري القري  وتقول:  أنا تهاني ما أعرفش بهية ... أنا تهاني بنت أم عطية.   

ولسه تهاني بتنادي وتقول أنا صاحبة القصر... أنا صاحبة التكية.

خليل الجبالي

مستشار بالتحكيم الدولي

https://www.facebook.com/khalilibrahim1967