تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟

إلي الأحزاب الإسلامية قبل فوات الأوان

مرت الدعوة الإسلامية بمنعطفات كثيرة، ولاقى أصحابها ألواناً من الإبتلاءات مابين االسجن والتضييق في أرزاقهم، والنفي من البلاد، والمتابعة الأمنية لهم ولذويهم حتي صار التشكيك في كثير من الناس سمة هذا العصر من قبل جهاز أمن الدولة ( المنفك) الذي عاث في الأرض فساداً، مما اضطر بعض الإسلاميين أن ينحنوا لموجة الضغط المستمر عليهم، فمنهم من أخذ جانباً واكتفي بعباداته وإلتزامه الأخلاقي والسلوكي، ومنهم من أخذ جانباً واحداً من الدعوة ، فأخذ يدعو الناس إلي الصلاة والأخلاق دون الخوض في الحياة السياسية ، ومنهم من أصر أن يأخذ الدعوة بشمولها فوضع نفسه أمام موجة العبث والإضطهاد والفساد، فلاقى من السجن والإعتقال والمحاكمات العسكرية والنفي وعزلهم من وظائفهم من قبل النظام الحاكم .

هكذا مرت الدعوة في ظل الكبت والتضييق حتي أذن الله سبحانه وتعالي أن ينكشف الظلم، ويزول بقدرته فوثق الناس فيمن يأملون فيهم الخير.

فوضع الشعب ثقته في ذوي الإتجاهات الإسلامية بغض النظر عن إختلاف وسائلهم وأهدافهم المرحلية، ومكن الله لهم في الإنتخابات التشريعية التي فازت فيها بنسبة تصل إلي 70% .

وتمر المرحلة السياسية الثانية في اختيار رئيس البلاد بإختلافٍ للرؤى والأراء الحزبية المتواجدة علي الساحة كل حسب أهدافه ، مما ولد حالة من الارتباك الشديد تسيطر على تلك الأحزاب والقوى السياسية المختلفة بسبب موقفها من المرشحين للرئاسة.

إن تأخر الإسلاميين في تحديد مرشح للرئاسة يعمل بلا شك علي زعزعة كبيرة في المجال الإقتصادي، وإستقرار البلاد، وإيجاد إضطرابات بين أراء الشباب وخاصة المنتمين إلي تلك الأحزاب مما يولد حالة من الإنشقاق الداخلي، فإن لم يكن إنشاقاً تنظيمياً فسيكون إنشقاقاً نفسياً وحيرة ملحوظة في إختيار الشباب لمن سيقود البلاد في الفترة القادمة، ولذا فإن من الواجبات المرحلية علي الأحزاب الإسلامية أن تعمل علي إلتئام الصف الإسلامي بوقوفهم صفاً واحداً برؤية واضحة ومحددة من ذوي الخبرة لديهم في استقراء الأحداث الجارية والمستقبلية حتي يكونوا علي أرض مشتركة في الحديث والحوار فيما بينهم (ولا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا واخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ البَيِّنَاتُ وأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105) سورة آل عمران

إن التنافس علي مصالح البلاد والعباد أمر حث عليه الإسلام، ولكن السعي علي تولي المسئولية حذر منه رسول الله صل الله عليه وسلم لأنها أمانة سيسأل صاحبها أمام الله تعالي، فقد ورد عن أبي ذري الغفاري رضي الله عنه قال: ( قلت يا رسول الله ألا تستعملني -أي في منصب- قال : فضرب بيده على منكبي ثم قال : يا أبا ذر إنك ضعيف و إنها أمانة و إنها يوم القيامة خزي و ندامة إلا من أخذها بحقها و أدى الذي عليه فيها ) صححه الألباني في غاية المرام - الصفحة أو الرقم:174.
إن التشكيك في الإسلاميين يسير هذه الأيام علي قدم وثاق من قبل المغرضين الذين تفاجئوا بوصولهم إلي تولي مسئولية السلطة التشريعية، فلماذا نضع الفرصة اليوم بين أيديهم ليشككوا في مصدقية الإسلاميين؟.

ولماذا نجعل شبابنا في حيرة من أمرهم في إختيار مرشح الرئاسة؟.

إن الإسلاميين اليوم لأشد إحتياجاً في وحدتهم، والإعتصام بحبل الله تعالي، وتقليل الفجوة فيما بينهم، ليتفادوا تفتيت أصواتهم، وليزيدوا من ثقلهم في الشارع المصري حتي يمكن الله لهذا الدين ويتم نعتمه علي مصر وشعبها الذي حرم من رفع راية الإسلام سنوات عديدة (واعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً ولا تَفَرَّقُوا واذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إخْوَاناً وكُنتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (103) سورة آل عمران.

إننا نعلم أن قرار الإخوان المسلمين بعدم خوض إنتخابات الرئاسة من خلال مرشح لهم أخذ في فترة لطمئنة كثيراً من التيارات المختلفة، وعدم قلب الرأي العام الدولي، وتجنب ما حدث في غزة بعد فوز حركة حماس وتوليها رئاسة الحكومة ، ولكننا نعلم أيضاً أن الساحة السياسية تتغير يوماً بعد يوم، ولا نري غضاضةً في أن تُعدل جماعة الإخوان عن قرارها السابق وتخوض الإنتخابات بمرشح من أعضائها، فلديها الكثير ممن يعملون في الحياة السياسية ويحظى بقبول من التيارات المختلفة،(وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ المَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ78 ) سورة الحج

إن فوز أحد المرشحين المعاديين للمشروع الإسلامي بالرئاسة ليعطل نضهة مصر في المرحلة المقبلة ويعوق حركة الإسلاميين الذين تولوا السلطات التشريعية مما يصب الناس بحالة من الإحباط ويصل بهم إلي نقطة الصفر - أي ما قبل الثورة- وهذا ما نعانيه الآن من حكومة الجنزوري المؤقتة.

وعلي الأعضاء المنتميين للأحزاب الإسلامية الذين ارتضوا أن يعملوا في ظل جماعة تعمل لدين الله أن يلتزموا بلوائحها وقراراتها فالثقة في القيادة ركن من أركان بيعتهم التي بايعوا عليها حتي لا يتشتت الصف، وتتفرق أصواتهم ، وتضعف قوتهم (وأَطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ ولا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وتَذْهَبَ رِيحُكُمْ واصْبِرُوا إنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) سورة الأنفال

خليل الجبالي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق