تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟
الخوف وقوة الشخصية

المسلم مطالب بأن يبني جوانبه الشخصية كما وضحها لنا ربنا تبارك وتعالى من خلال دينه الحنيف حتي يصير مسلماً بحق في عباداته وأخلاقه وسلوكياته، ويُعتمد عليه في تحقيق الغاية التي خُلق من أجلها .
يحتاج المسلم أن يصل في بناء شخصيته إلي رسول الله صل الله عليه وسلم ليصبح قدوته ومثله الأعلي في الأخلاق والسلوك الذي صارت أخلاقه ربانية كما قالت السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها عندما سئلت عن أخلاقه صلى الله عليه وسلم فقالت :(كان خُلُقُهُ القرآن)!
والأخلاق الكريمة هي الهدف الأساسي لرسالة الإسلام كما عبر عنها الرسول صلى الله عليه وسلم في حديثه: ( إنما بُعثت لأُتمم مكارم الأخلاق ) السيوطي - المصدر:الجامع الصغير.
وهذا ما يؤكده قول الله تعالي { الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ(41){ سورة الحج
ولبناء الشخصية السوية للمسلم صفات إن تولدت فيه يستطيع أن يطور شخصيته ويجعلها أكثر تأثيراً وفعالية، ومنها عدم الخوف، وهذا ما يؤكده علماء النفس في بناء الصفات النفسية للشخصية السوية.
ومشكلة الخوف تحتاج إلي مواجهة حتي تستطيع أن تقضي عليها . والمواجهة تتطلب شيئاً من القوة.
والمسلم يحتاج أن يظهر بمظهر الإنسان الواثق من نفسه فلا يُظهر أي أحزان أو هموم أو ضعف، لأن الظهور بمظهر الحزين يعطي انطباعاً بالضعف لدى الآخرين.
إن المسلم الذي يمر بتجربة فاشلة أياً كانت نوعيتها قد يخاف إن عاود المحاولة مرة أخري، فيتولد عنده الخوف فيوقفه عن عدم تحقيق الهدف الذي يسعي إليه مما يجعله فاشلاً في حياته فلا يستطيع أن يخوض تجارب أخري فيضعف من شخصيته التي طالبه الإسلام بها.
ولكن المسلم مطالب أن يتعلم من فشله فيغير وسائله التي قادته إلي هذا الفشل حتي يصل إلي ما يريد.
إن المسلم الذي يأخذ بالأسباب ويركن إلي الله لا يخشي من تجربة فاشلة، أو محاولة محبطة لأنه يركن إلي العليم الخبير الذي لن يضيع محاولاته بلا أجر أو ثواب.
إن المحاولات التي يفعلها المسلم في حياته اليومية حتي وإن باءت بالفشل لا تزيده إلا إصراراً علي الخوض في التجارب مرات ومرات لأنه يسعي لتحقيق غايته بعد التوكل علي الله وعدم الركون إلي الراحة.
ولما لا يسع مكرراً محاولاته بعد تلافي الأخطاء التي وقع فيها في المحاولات السابقة ؟!.
إن أديسون عندما كان يعمل على تجربة معينة طوال فترة ثلاث سنوات متواصلة وفشل خلالها سبعمائة مرة، فأحُبط زملاءه وتلاميذه جميعهم، فتوجهوا إليه وقالوا له:
(لقد فشلنا سبعمائة مرة، وهذا فشل ذريع، إذ لم نتوصل إلى شيء بعد، وعلينا أن نتوقّف)، فضحك أديسون، وقال: (ما الذي تقولونه؟ أيُّ فشل؟ لقد نجحنا في معرفة أن هذه الوسائل السبعمائة لن تجدي نفعًا، وإذا لم نجرب لما عرفنا، ولكنا نقف على الباب الأول نفكِّر ما إذا كان هذا هو الباب الصحيح أم لا، أما الآن فقد تأكدنا أن الأبواب السبعمائة ليست الصحيحة، وهذا إنجاز ما بعده إنجاز).
يقول الشيخ محمد أحمد الراشد رحمه الله: ( كن حمّالاً في السوق ، لكن قرّر مع أول خطوة لك فيها أن تصير تاجراً أو عقارياً أو مدير شركة فستصل بإذن الله ، المهم تصميمك) .
وقال في موضع آخر وهو يتحدث عن زرع الأمل في النفس بقوله : ( وفي هذا المنعطف يجفل الراهب فيدعي عجزاً، ويقول تريد مني أن أكون فقيهاً وليس جدي مالكاً ولا الشافعي ، وتطلبون أن أتغنى بالشعر وما ولدني المتنبي ولا البحتري ، وتتمنون أن ألوك الفلسفة وليس جاري سقراط ، فمن أين يأتي لي الإبداع ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : الناس كإبل مئة لا تكاد تجد فيها راحلة ؟
فنقول : نعم نريد ونطلب ونتمنى ، ونظن ، ونجزم ، ولا وجه لا ستضعاف نفسك ، وقد أعطاك الله ذكاءً ونسباً ، فلم لا تتعلّم السهر وتطلب الفصاحة).
إن أولياء الله الذين يضعون الثقة فيه سبحانه وتعالى تتولد الثقة في أنفسهم فيتوكلون عليه، ويأخذون بالأسباب، فلا يخافون ولا يحزنون (أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ *الَّذِينَ آَمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ *لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيم) [يونس: الآيات(62-64).
إن الخوف شعور داخلي يتولد تلقائياً وليس للإنسان تحكم فيه ، فكل الكائنات تخاف ، وتختلف درجة الخوف من كائن لآخر، ولكن لاتجعل الخوف يسيطر علي أفعالك فيحولك إلي عاجز عن الحركة أو المحاولة.
إن زيادة الثقة في النفس بعد الثقة فيما عند الله يقلل الخوف حتي يضمحل.
والخوف يكون نتيجة لمؤثراتٍ خارجية، أو خوف علي المستقبل أو خوف من قوة يتخيل المرء أنها أكبر منه فتكاد تفتك به ، أو لضعفٍ في إيمانياته، أو لصحبة لا تعينه علي تحقيق مراده ، أو لضعف في ثقته بنفسه.
ولذا فالمسلم أول ما يحتاج لإزالة الخوف أن يكون ذاكراً لله ، واثقاً فيما عنده سبحانه وتعالى، مستحضراً عظمته مهما عظمت الكائنات أمامه، فهذه العقيدة التي تتولد ستجعل المسلم أكثر قدرة على المواجهة وبالتالي تجعله أكثر قدرة على درء المخاوف.
إن المسلم يحتاج أن يتذكر فوائد قوة الشخصية مما يجعل العقل الباطن أكثر ميولاً لعدم الخوف، وبالتالي سيشعر بالقوة دون أن يبذل أي جهد.
إن النجاح في بناء قوة الشخصية وعدم الخوف يتولد حقيقة عندما نؤمن إيماناً صادقاً أننا أهل لذلك.
إن الخطوات الأولي للنجاح في التخلص من الخوف تكون مستعصية علي النفس ولكنها ستزول حتماً أمام أصحاب الهمم العالية فتكسر الخوف وتقودهم إلي قمم الجبال حتي يروا كل من حولهم وتمتلكه أيديهم.
(وتَوَكَّلْ عَلَى الحَيِّ الَذِي لا يَمُوتُ وسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً (58)) سورة الفرقان.
خليل الجبالي

هناك تعليق واحد: