تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟
لماذا صفعتنى .....؟
في بيت جميل هادئ كان يعيش هذا الرجل وأسرته , منزل فسيح وحديقة جميلة وعيشة هنية , الرجل بطبعه مسالم لا يعتدى على أحد وليست له أية عداوات , غير أن بيته هذا الجميل بحديقته الغناءة كان مطمعا لكثير من ضعاف النفوس الذين حاولوا مرارا وتكرار أن يساوموا الرجل على شراء البيت أو جزء منه لكن طلبهم كان دائما يقابل بالرفض ومحاولاتهم تبوء بالفشل فالرجل يعتز ببيته الذي ورثه عن آباءه وأجداده كابرا عن كابر فهو يعتبره رمزا لأصالته ومحلا لفخره واعتزازه وأمانة لابد وأن يؤديها إلى من بعده مصونة معززة .



وبعد فلازال الطامعون الآثمون يخططون ويدبرون يعينهم على ذلك للأسف بعض أصحاب المصالح والمنتفعين وضعاف النفوس من جيران هذا الرجل حتى استقروا علي أنه لا سبيل مع هذا الرجل إلا أخذ البيت غصبا وعنوة , وبالفعل بدأوا التنفيذ فاستجلبوا رجالا من أحياء مختلفة لا يجمع بينهم شئ ولا يربطهم رابط إلا ذلك الحقد الدفين والكراهية الممقوتة التى لا يكنونها لهذا الرجل فحسب بل لجميع من هم على شاكلته من الرجال الطيبين المسالمين .



وبدأت فصول المهزلة حين أقدم هؤلاء المغتصبون - مدعومون من جهات لها مصالح – إلى هذا الرجل يدعون ان لهم حق في بيته وانهم شركاء له فيه وليس ذلك فحسب بل لقد أدعى بعضهم انه لا حق للرجل فى بيته وأن عليه أن يغادره كليتا , فثارة ثائرة الرجل وانتفض رافضا كل هذه الأباطيل يدافع عن بيته بكل ما أوتى من قوة عاملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم " ومن مات دون أرضه فهو شهيد " إلا أنه قوبل بكل عنف من المغتصبين المدججين بالسلاح كما قوبل أيضا بكل تخاذل وتآمر من جيرانه الضعفاء الجبناء الذين آثروا مصالحهم والركون إلى أهوائهم وشهواتهم دون نصرة جارهم المظلوم .

وظل الرجل على هذا الحال سنوات طوال وبيته يغتصب منه جزءا بعد جزء حتى انتهى به الحال إلى زاوية ضيقة من الحديقة التى دمرها العدو المغتصب وبور أرضها , والرجل لازال يقاوم آملا أن يستعيد بيته كاملا , ومرت سنوات أخرى حتى تضائلت آمال الرجل فهو الآن يريد جزءا من بيته لا بيته كاملا ومع ذلك فالمغتصب يرفض بل و يتبع معه سياسة أخرى وهى أن يجعله دائما في موقع المدافع , في موقف من يرد الفعل لا من يفعل فخير وسيلة للدفاع الهجوم , فأصبح المغتصب يختلق المشاكل ليل نهار فكلما قابل هذا الرجل المظلوم صفعه عل وجهه فيرد الرجل " لماذا صفعتنى ...؟ " وتقوم الدنيا ولا تقعد وينتفض الجميع ضمن مسلسل هذيل لماذا صفعت الرجل وبهذا يغفل الجميع عن الحق الأصلى.. يغفلون عن إغتصاب البيت نفسه ولكن ماذا يفعلون لابد وأن ينكروا على المغتصب هذه الفعلة "فلماذا يصفعه..؟ " هذه سياسة العدو الخبيث دائما يهاجم ليكون خصمه مدافعا فلا يستطيع أبدا أن ينال منه شيئا .



ويستمر المغتصب في سياسته فتارة يبنى جدارا وتارة يغلق معبرا ويضيق على الناس معايشهم وتارة يطرد الناس من أرضهم بدعاوى شيطانية لا أساس لها من الصحة ويصبح الجميع في حالة إستنفار ودفاع لا في حالة هجوم , ترى هل تنجح هذه السياسة ؟ هل يفلح المغتصب أن يكون دائما في موقع الهجوم وأصحاب الحق في موقع الدفاع ؟ هل يصبح الرجل المظلوم لا هم له إلا أن يسأل صافعه " لماذا صفعتنى .....؟ "



ليعلم العدو انه لازال في هذه الأمة رجال مخلصون مجاهدون يفهمون أسلوبه جيدا ويعرفون كيف يتعاملون معه إنهم المجاهدون في سبيل الله الذين لا هم لهم إلا النصر أوالشهادة فهم الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .

من الأخ الفاضل / مؤمن عمارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق