تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟

الإنسحاب الناعم من الإنقلاب العسكري




الإنسحاب الناعم من الإنقلاب العسكري
كان من الواضح في خطاب عبدالفتاح السيسي الذي أعلن فيه الإنقلاب الغادر علي الدكتور محمد مرسي في وجود شيخ الأزهر وبابا الكنيسة والبرادعي أنه يعمل جرماً كبيراً، وأنه دُفع إلي ذلك دفعاً سواء كان داخلياً أو خارجياً علاوة علي أنه صدق نفسه أنه سيكون يوماً زعيماً مثلما فعل عبدالناصر في عام1954 عندما انقلب علي الإخوان المسلمين وسرق الثورة من بين أيديهم.
ومع الترتيبات الإبليسية من الجهات الأمريكية والصهيونية والخليجية بالتخلص من الدكتور مرسي حيث بدى جلياً للجميع أن الشعوب تتطلع إلي زعيم للعرب يخرجها من ذلتها ومهانتها ، فلفت الأنظار إليه وأعاد مصر لمكانة الزعامة مرة أخري في أقل من عام ، ومن هنا كان السيناريو بسرعة التخلص من هذا الرجل الداهية في ذكاءه، القوي في حجته، الصامد في مواقفه ، الذي أخذ يعيد للعرب عزتهم وكرمتهم.
وزاد رصيد الإخوان المسلمين خاصة والإسلاميين عامة بتولي الدكتور مرسي رئاسة مصر، ومن هنا تأكد لكل الحاقدين والمغرضين أن أي إنتخابات لن تثني الإسلاميين عن مكانتهم ، بل تزيدهم شعبية مما يعيدهم لسدة الحكم مرات ومرات.
ولم يكن بد لهؤلاء المعاديين إلا أن يستخدموا الجيش في إنقلاب عسكري علي الرئيس الشرعي للبلاد.
وصدق السيسي اللعبة الأمريكية الإسرائيلية الخليجية، وحقق لهم ما أرادوا بعدما طمئنهم أن الشعب لن يصمد أمامهم طويلاً، ولن تدوم المظاهرات والإعتراضات إلا يومين علي الأكثر وبعدها تعود المملكة إلي ملك السيسي الذي تخيل نفسه الزعيم المرتقب ، حتي وإن أتي برئيس مدني مؤقتاً متمثلاً في رئيس المحكمة الدستورية الذي رضي لنفسه أن يكون كرفاناً تدار من خلفه البلاد، ونسي أنه قاضياً يفصل بين الناس بالحق وما أراه الله .
ومع إزدياد الرفض الشعبي للإنقلاب العسكري  وحجب الرئيس الشرعي عن الشعب بدأت أعصاب الإنقلابيين في الإنفلات الذي بدى جلياً في إستخدام سياسية الإغتيالات الجماعية، والإبادة الميدانية التي إستخدمها العسكر ، ومع ذلك لم ترهب هذه الطريقة المواطنيين او تردهم إلي بيوتهم بعيداً عن ميادين المظاهرات، مما زاد السيسي ورفاقه غيظاً وكبداً فوضع نفسه أمام من من دعموه من الأمريكان والصهاينة انه قادر علي كبت جماح المتظاهرين ، متخيلاً أن العصي والرصاص سيردعهم!
استخدم السيسي بمعاونة باترسون  ورفاقه من المجلس العسكري الضغط علي الدكتور مرسي ليأمر المتظاهريين بالإنصراف عن الميادين وقبول ماحدث من تغيير وخاصة بعد محاولتهم سرعة ترسيخ كيان الدولة الجديدة من رئيس مؤقت ورئيس حكومة وإعلانات دستورية وحل مجلس الشوري ، وغلق القنوات الإسلامية وإعتقال رئيس أكبر حزب ـ الحرية والعدالةـ  وهو الدكتور الكتاتني وتلفيق التهم بالتحريض علي قتل المتظاهرين لقيادات من جماعة الإخوان وإعتقال كثير من القيادات الإسلامية وإصدار أوامر ضبط وإحضار لهم علي ذمة قضايا وهمية قد تؤدي بحياتهم إلي الإعدام.
لقد فلت عيار السيسي وإزداد غيظاً من المتظاهرين بإصرارهم علي عودة الرئيس الشرعي للبلاد، ومع وجود قلاقل كبيرة داخل الجيش وإعتراض بعض القادة علي الإنقلاب العسكري وجر الجيش في المعترك السياسية مما يضعف قوة الجيش مرة أخري بعدما بدأ يتعافى من كبوته السابقة ، فاتبع السيسي سياسية المنشورات التحذيرية بتوصيها للمتظاهرين  خلال طائراته الحربية التي رمتها علي المتظاهرين وتعطي العفو عن جميع المتظاهرين إذا ما ذهبوا إلي بيوتهم دون ملاحقة لهم!
وهذا النوع من الأسلوب لا يستخدمه إلا العدو المحتل الذي يحلق بطائراته فوق الميادين للرصد والحصر والتهديد والوعيد والتخويف والتهويش.
إن السيسي وقف في أول خطاب إنقلابي له يبرر ما فعله بقوله: بناءاً علي خروج الشعب في الميادين كان لازماً علي الجيش أن يتدخل ليحقق رغبة الشعب في التغيير، فقام بعزل الرئيس وأوقف العمل بالدستور وغيرها من القرارات العسكرية الإنقلابية التي إتخذها.
واليوم وبعد أن بدي للعالم كله رفض المصريين الإنقلاب العسكري وإعادة  الأمور إلي نصابها الأصلي بعودة الرئيس الشرعي  كان لازم علي السيسي ورفاقه أن يستسلموا لهذا الطوفان من المظاهرات ، ولكن كيف يضعوا رقابهم في حبال المشانق حيث ما قاموا به يعد خيانة عظمي قاموا بها علي الدولة وكياناتها الشرعية؟
وحتي لا تتطور الأمور وتتأزم المواقف أكثر من ذلك فمن الأولي بالسيسي أن يقف مرة أخري أمام كاميرات الفضائيات ويدعي البطولة بإنسحابه الناعم بقوله : أنه بناءاً علي المظاهرات العارمة للمصريين بعودة الدكتور مرسي مرة أخري، وحيث أن  الجيش يقف دائماً مع الشعب لذا فإنه وجب علينا إعادة الدكتور محمد مرسي رئسياً للبلاد مرة أخري]
وفي هذه الحالة فله أن يأخذ الضمانات اللازمة لعدم ملاحقته ورفاقه قضائياً بتهمة الخيانة علي أن يجلس في بيت أبيه وأمي ويكتفي بعزله من وظيفته، وكفي الشعب إنهياراً في مؤسساته ومقدراته.
والسيناريو الأخر للسيسي ورفاقه  أن يأخذوا أول طائرة  للفرار من مصر إلي إحدي الدول التي دعمت الإنقلاب مطالبين حق اللجوء السياسي لديهم، وما أكثر تلك الدول.
وإن لم يكن هذا وذاك فالكلمة النهائية ستكون للشعب المتواجد في الميادين حتي وإن طالت بهم المدة ، ولن تدم طويلاً، فالشعب صاحب الكلمة العليا والآخيرة،( ويَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51) سورة الإسراء
وعندها سيعود الدكتور مرسي لسدة الحكم ، وسيحاسب الإنقلابيين جميعاً علي فعلتهم الشنعاء والتي أهدرت كثيراً من الأرواح والأموال ، ولن يرحمهم الشعب، كما لن يرحمهم التاريخ.
 (حَتَّى إذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ولا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ القَوْمِ المُجْرِمِينَ (110) سورة يوسف
خليل الجبالي
مستشار بالتحكيم الدولي

هناك تعليقان (2):

  1. السلام عليكم أستاذنا ... اسمح لي أن أتطفل على صفحتك وأبدي رأياً آخر ... أن رجوع السيسي عن انقلابه صعب للغاية لعدة أسباب أهمها أن رقبته قد تكون في مقابل عودة الرئيس مرسي ...وكذلك هناك طبقات ليست بالقليلة من الشعب لعب الإعلام بأدمغتها وكرهها في الإخوان والرئيس حتى صاروا في نظرهم أسوأ من اليهود ‘ وهؤلاء لن يسمحوا بعودة مرسي وبالطبع هناك أصحاب المصالح من الفلول وأذنابهم وجبهة الخراب وأعوانها ...لذلك عندما قرأت أن محامياً رفع دعوى ببطلان الإنقلاب العسكري وبعودة مرسي فكرت في هذا الحل ...لماذا لا يصدر القضاء ( المسيس)بسرعة قراراً بعودة مرسي .. بذلك نضمن حفظ ماء وجه العسكر ونقلل بشكل كبير حدة الإنتقادات والمواجهات المحتملة بين المعارضين والموالين إذا تراجع العسكر عن إنقلابهم من تلقاء أنفسهم ...ما رايك ؟

    ردحذف
  2. الأخ الكريم أبو بسمة
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    كلام طيب منك، فهذا يدخل في سيناريو اخر وهو حل إيجابي وهو رجوع العسكر عن الإنقلاب السياسي ولكن يبقي الضمان للعسكر بعدم التتبع او المحاكمة حيث انه معني أن يكون من خلال حكم محكمة يعطي عدم شرعية لما فعله العسكر مما يعرضهم للمسائلة القانونية ايضاً
    وحيث ان مصلحة مصر هي التي تغلب الجميع في تلك الفترة فيبقي الخروج الآمن لهم حتي ننتهي من تلك الأزمة التي وضعواأنفسهم قبل الشعب فيها.

    ردحذف