حرية البلطجية
عندما
يتراخى القائد عن إستخدام صلاحياته وسلطاته لحماية المنشأت أو أداء المهام المنوطة
به ستعم الفوضي.
وعندما
يطالب البلطجية بحقوقهم المسلوبة في العيش بحرية ليفعلوا ما يريدون من سطو وسرقة وقتل
وغيره سيصدقون أنفسهم مادام هناك من يمثلهم ، ويتحدث بألسنتهم، ويقودهم في ميادين الحرية
ليرفعوا راية الجهاد ، والثورة مستمرة والمناداة
بالعيش والكرامة والإنسانية.
عندما
تري البلطجية يرفعون تلك الشعارات التي لا يعلمون عنها إلا أحرف متلعثمة لم يستطيعوا حتي النطق بها تشعر بالخزي والعار من قبل
تلك الفئة التي يطلقون علي أنفسهم النخبة وتدفع البلطجية إلي التدمير، والبلاد إلي
الهاوية، ومصالح الناس إلي العطلة والركون.
إن
المحافظة علي المنشأت العامة والمؤسسات الوطنية التي هي جزء من تلك الوطن لابد أن يحافظ
عليها أولو الأمر ويقومون علي حمايتها من أي إعتداء أياً كان نوعه، أو من أي فئة أياً
كان إتجاهها، وإلا فالتفريط في هذه المهمة هو تفريط في جزء من المسئولية التي نهي عنها
رسول الله صل الله عليه وسلم، فقد جاء في صحيح البخاري الحديث الذي رواه سيدنا عبدالله
بن عمر رضي الله عنه عندما قال (كُلُّكُم راعٍ ، وكُلُّكُم مَسْؤُولٌ عَن رَعِيَّتِه ، الإِمامُ
راعٍ ومَسؤُولٌ عنْ رعِيَّتِه ، والرَّجُلُ راعٍ في أهلِه وهو مَسْؤُولٌ عن رعيَّتِهِ
، والمرْأةُ راعِيةٌ في بيتِ زوجِها ومَسْؤُولةٌ عن رعِيَّتِها ، والخادِمُ راعٍ في
مالِ سيِّدِه ومَسْؤُولٌ عن رعيَّتِه . قال : وَحَسِبْتُ أنْ قدْ قال : والرَّجُلُ
راعٍ في مالِ أبِيهِ ومَسْؤُولٌ عن رعيَّتِه ، وكُلُّكُم راعٍ ومَسْؤُولٌ عن رَعِيَّتِه) .
إن الإتفاقيات التي تتم بين
من يشعلون الفتن ، ويأججون الخصومات، ويوقدون النيران بلغة الطائفية بأنواعها،
ويستغلون عداوة بعض الدول لثورات الربيع العربي في دعمهم بالمال والمعلومات لابد
أن يقف المسئولون أمامها بالمرصاد ، وبكل حسم وحزم وإلا ستظل النيران مشتعلة في
النفوس، كما أنها تشتعل كل يوم في مقارات الإخوان والمحاكم العامة والمؤسسات
الوطنية وغيرها.
إنني في أشد العجب من السماح
للبطجية بقيادة مسيرات ومظاهرات تنادي بالحرية والعيش في كرامة وإنسانية في وجود
من يسمون أنفسهم نخبة هذا الزمان .
فأي حرية تلك التي يسمح بها المسئولون أن تقام علي مرأي ومسمع
منهم دون إتخاذ الإجراءات القانونية والصلاحيات التنفيذية في القبض علي هؤلاء البلطجية
معلقة صورهم في أقسام الشرطة أو مديريات
الأمن للبحث عنهم.
إن الإخوان المسلمين
والمعارضين في عهد الرئيس المخلوع كان يقومون بوقفات جماعية، ومظاهرات فئوية،
ومسيرات منظمة، وما كان واحد منهم يرمي بحجر علي منشأة أو محلات تجارية ، أو يجرح
شرطي أو حارس عقار، أما اليوم فنري الأجساد تحمل علي الأعناق قتلي وجرحي من كلا الأطراف
ولا رادع يُتخذ، ولا سلطات تتحرك لمنع هذا الأسلوب الهمجي.
فحرق المنشأت وقتل الأبرياء
وتعطيل حركة المرور لساعات وقطع قضبان القطارات وغيرها من التخريبات التي تقوم بها
فئة ضالة أصبح سمة هذه الأيام علي أيدي من ينادون بإسقاط الرئيس ( المنتخب ) أو
إسقاط الدستور ( المستفتى عليه) دون رادع لهم أو تحرك ساكن من قبل المسئولين مما يشعرنا
بحالة فوضى كأنك تعيش في غابة يفعل فيها من شاء وقتما شاء!.
فقد روي عثمانَ بنِ عفانَ
رضِيَ اللهُ عنه عن رسول الله صل الله عليه وسلم أنه قال ( إنَّ اللهَ يزعُ بالسلطانِ ما لا يزعُ بالقرآنِ) المصدر : مجموع فتاوي ابن باز – الصفحة أو الرقم : 67/5
وروي النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله
صل الله عليه وسلم: ( مثَلُ المُدْهِنِ في حدودِ
اللهِ والواقعِ فيها ، مثلُ قومٍ استهَموا سفينةً ، فصارَ بعضُهُم في أسفَلِها
وصارَ بعضُهُم في أعلاها ، فكان الَّذي في أسفلِها يمرُّونَ بالماءِ على الَّذين
في أعلاها ، فتأذَّوْا به ، فأخذَ فأسًا ، فجعلَ ينقُرُ أسفلَ السَّفينةِ ،
فأتَوْهُ فقالوا : ما لكَ ، قال : تأذَّيتُم بي ولا بُدَّ لي من الماءِ ، فإنْ
أخَذوا على يدَيهِ أنجَوهُ ونجَّوْا أنفُسَهم ، وإنْ ترَكوهُ أَهلكوهُ وأهلَكوا
أنفُسَهم) المصدر
صحيح البخاري الصفحة أو الرقم 2686.
إن الصمت علي من يشيعون
الفوضي ويقطعون كل السبل نحو إستقرار
البلاد أوترسيخ معاني الديمقراطية الحقيقية أو تعطيل عجلة الإقتصاد بحجة التوافق بين كل فئات المجتمع لأمر زاد عن
حده حتي إنقلب إلي ضده، فضاقت الأنفس وأمتلأت القلوب رعباً وتعطلت مصالح الناس
الخاصة والعامة مما يستوجب أن يتخذ المسئولون مالديهم من سلطات وصلاحيات
ليحدوا من همجية هؤلاء المضللين المنتفعين الذين لا يرون إلا مصلحتهم
فوق مصلحة الجميع.
خليل
الجبالي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق