تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟

بعيداً عن الخيال

بعيداً عن الخيال

د. صلاح عبدالحق
د. صلاح عبد الحقسئل الإمام البنا عن طبيعة دعوته فقال الإجابية والبناء.
واجه الرجل في حياته فكراً مغلوطاً فصححه وحرره من دخنه وجعله ممكناً للتطبيق، قابلاً للاعتماد، وقدمه لأمته نضيجاً فيه كل ما تحرص عليه الأمة من خير، وما تطمح إليه من كمال هو موجود وزيادة.
وواجه تديناً محصوراً في الضمائر والقلوب والتكايا والزوايا والروابط والخلوات؛ فأذاعه ونشره ليشمل مظاهر الحياة جميعاً؛ فهو دولة ووطن أو حكومة وأمة، وهو ثقافة وقانون أو علم وقضاء، وهو خلق وقوة أو رحمة وعدالة، وهو مادة وثروة أو كسب وغنى، وهو جهاد ودعوة أو جيش وفكرة، كما أنه عقيدة صادقة وعبادة صحيحة سواء بسواء…
وواجه جيلاً أفسدته روح الخنوثة والميوعة وعقد النقص والدونية، وفقدان الثقة في صلاحية الإسلام. .. كتب عنه يوماً يقول: ” لا عن نقص في طبعه فهو أعلى الطباع، ولا عن سوء في نفسه فهي أكمل النفوس، ولكن لسوء في أساليب التربية، وضعف في وسائل التوجيه وخلو من الأهداف والآمال”
فأقبل عليه يُحسن تربيته وتوجيهه ويعلمه استقلال القلب والنفس، واستقلال العقل والفكر واستقلال العمل والجهاد يملأ روحه الوثابة بجلال الوحي وروعة الإيمان، ويجنده تحت زعامة النبي صلى الله عليه وسلم وراية القرآن ويضع في طريقه الأهداف والآمال… فجعل في جسوم الحمائم قلب الصقور والأسود.
وواجه مجتمعاً فقد قوة الإيمان وقوة الجماعة؛ فأسرع يكون منه أُسراً من أهله ، يقوي روابطهم ويرفع درجة إخوتهم بالتعارف والتآلف بعيداً عن اللامبالاة والعزلة، وبالتفاهم والتقارب بعيداً عن الفتور والغفلة، وبالتكافل والتساند بعيداً عن القصور والعجز.
وأقبل عليهم بالدروس لينمي عقولهم وأفكارهم، وكون منهم الفرق ليقوي جسومهم وأبدانهم، وألف منهم الكتائب للمران على حسن الصلة بالله
ثم خطا الرجل خطوته الجريئة الموفقة بفكرته السامية ودعوته العالية وجماعته التقية وأمته النقية ليقيم دولة فتية تعمل على حراسة الدين وأحكامه في الداخل ، وتبليغ رسالته في الخارج.
فقد كان يرى أن الوسائل الرسمية هي الأشد خطراً والأقوى أثراً في تكييف الشعوب وتوجيه النهضات.
فالوزارة والمدرسة والبرلمان والمحكمة والصحف والمجلات والمسارح والخيالات والحاكي والمذياع هي وسائل أصحاب الدعوات في تكوين الأمم وتربية الشعوب
أثنى على مصطفى كامل عندما نادى بوزارة المعارف الأهلية… وأشاد بعبد العزيز جاويش عندما دعا إلى إقامة المدارس الليلية التهذيبية… واستفاد مما كتبه عبد الرحمن الرافععي عن حقوق الأمة … يقول البنا رحمه الله : ” فقد قرأت له في ذلك كتاباً وأفدت منه”
كتب البنا يوماً يقول: ” إن الرضا برتبة الوعظ والإرشاد والدعوة والإقناع وتهذيب النفوس وتزكية الأرواح إنما هو سبيل الفلاسفة الخياليين، لا المصلحين العمليين، ونحن قوم عمليون، فبدا الرجل واقعياً في طرحه، رغم قدرته على الخيال… فلم يكن بد من إيقافه إلا بالإطاحة به باغتياله وهو ما كان
ولن يمر وقت طويل حتى يقول التاريخ النظيف فيه كلمته ويروي الراوي الصادق عنه قصته ” فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأرْضِ”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق