تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟
هكذا تغضب



كان حكيم يسير فى الطريق يوماً ما فسمع بكاءً شديداً ، بكاء لم يعهده من قبل ،لدرجة أنه اخذ يلتفت حوله ليرى

مصدر ذلك البكاء،فرأى فتاً أمامه يبكى كثيراً ،فبادر الحكيم وسأله لما البكاء أيها الفتى ؟،فأجاب الفتى وكان فى حاله صعبة قائلاً : من كثرة الدماء التى تسيل ،ومن الحالة السيئة التى يمر بها أهل الدار المجاورة لدارنا ،فحالتهم صعبة للغاية كما اخبرنى اخى الذى استثاره المشهد فاخذ يتحسس ليعرف ما يحدث ،واكمل الفتى قائلاً العجيب انه لا احد يواسيهم ماذا يحدث لنا واخذ يبكى ويبكى ويعلو صوته ماذا يحدث ويتسأل كأنه يخطب امام حشد من الناس قائلا ايها الخلق ماذا يحدث بنا؟ لما السكون ؟ لما تبلد المشاعر ؟


فما كان من الحكيم الا أن رد قائلاً له: افرغ شحنة غضبك، افرغها وان اردت ان تجرى متلهث وتدق الأبواب، لتفيق الناس فى الديار الآخرى المجاورة فلا تترد، افرغ ولكن لا تفرغ كل ما بداخلك فان افرغتها دفعة واحدة فانى اخشى عليك من اصابتك بالتبلد، تبلد المشاعر كالشخص الذى من كثرة التفكير الذى اصدع راسه قرر الا يسمع اى كلام حتى لا يفكر فتصدع راسه ،ارفق بذاتك وجه جزء منها لغضبك وجزء لفكرك حتي لا يختال توازنك، وتٌصاب بالتبلد او الجنون، أو تصبح أصم رغم كمال أعضائك.


وأكمل الحكيم متحدثاً للفتى أعلم أنك مندهش تتسأل عن الذي اقوله،إنها هى البداية :البداية الصحية للتوازن بين ان تفكر وان تعبر عن مشاعرك.


وترك الحكيم الفتي واختفى ويكأنه شبح ظهر له فى حلم أثناء نعاس من تعب البكاء ،ومرت الايام وعاد الفتى لحياته الطبيعية وخاصة عندما علم من أخيه أن الوضع هدأ ولا شىء يلفت انتباهه هناك.


و فى يوم مشابه لليوم الذى ابكى الفتى فيه، بدا فيه الفتى انسان عادى امام ماشهده من قبل فأبكاه.


فتوجه الحكيم للفتى الذى اخذ ينظر اليه محدقاً محاول تذكره ،حيث ان هيئته ليس بالغربية عليه ،ليقول له الحكيم الم أقل لك افرغ الشحنة وكن كالميزان لا تجعل كفة تخل عن الاخرى ،ولكنك لم تاخذ نصيحتى حتى نفذت كل شحنتك ولم يبقى لك أى قدرة على رد فعل،فللأسف تبلدت مشاعرك وصٌمت آذانك، فلو اخذت بقولى لما جف دمعك، وما وقف عقلك، وما تراجعت أقدامك، ولرأيت ما لم تراه عيون غيرك ، ولأدركت عمى البصر رغم قوة النظر.


فرد الفتى متسائل كيف هذا؟ ،وما هذا ؟، فرد الحكيم وقال له: طالما أنك تنتظر من يأتى ويدق بابك من اهالى الديار الاخرى التى تقنط نفس الحى ويقول حالى هذ او ذلك ،فاعلم انك بذلك لن تحيأ إلا لنفسك، ومن حى لنفسه أصبح غريب عن اهل داره ،قبل ان يكون غريب عن اهالى الديار الاخرى فلا يشعر بحزنهم ولاجراحهم ،وإن شعر بهم فسيألم للحظات ثم يستأنف حياته كما هى ، فيا من تالم قلبك فى مرحلة عبرة لجراح اهالى الديار المجاورة لك فهل دارك سليمة بلا جراح ام يصرخ وانت لا تشعر , ويا من صرخ أثر جراح أٌحلت بأشقائك الملاصقين لك ،وعلى بكائه حتى اسمع الخلق فاندهشوا لفعله


هل تحسب انهم مع خفوت أصواتهم الطالبة للاغاثة ،التى جعلتك ظاناً بأن حالهم قد استقر موضعه ، قد وقف نزيفهم وغمضت أجفانهم ؟، لا،ثم لا ، .إذا أردت أن تتحقق من قولى فانزل وابحث فى حالك وحالهم ووازن بين غضبك لهم، وتفكيرك فى حالهم ،واجمع بقايا صور الاحداث الماضية لهم التى تناثرت. فاجمعها حتى ترى الصورة كاملة ،واحمل رسالة انقلها لمن تقابلهم أن غضبك وغيرتك على جراح غيرك اى اخواتك له صور وأشكال جمة من بكاء ورثاء وغناء وحكى وإلقاء وأن تلك الاشكال ان لم يصحبها عمل فابحث عن الخلل فى عقلك أو قيمك.



بقلم أختكم / صفا صبري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق