تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟

إلي السيد عمرو خالد


 

إلي السيد عمرو خالد

 

إلي السيد عمرو خالد السياسي حالياً ( الداعية سابقاً)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لا أجد مبرراً لك في رفضك للدستور!!

مع إحترامي لحرية الرأي لم تبد حتي الأن سبباً واحداً واضحاً لرفضك بما يتوافق وتدينك.

غير أنها يا سيدي وقوفك ضد تيار الإخوان المسلمين الذين تربيت في أحضانهم سنوات كثيرة ، وراعوك شاباً حتي كبر سنك، وزرعوا فيك العلم حتي صرت داعياً،

وتعلمت منهم شمولية الإسلام ومع ذلك أخذت علي نفسك عهداً أن لا تتحدث في السياسة منذ إلقاءك لدروس العلم في مسجد المغفرة ومن ثم في مسجد الحصري حتي كبر عودك، واشتد عضدك، وقويت شوكتك ، فخلطت بين المباح والمستباح، واندمجت مع المدينات والكاشفات ولعبت في نوادي الصيد مختلطاً بهن ، ثم يأتي اليوم الذي تقف فيه ضد الدستور سياسياً، ولكنها الحقيقة المرة يا سيدي ، أنك تضع نفسك في مواجهة من علموك وتربيت علي أيديهم حتي لا يشعر أحد أن له يد عليك أو أنه صاحب فضل فيك ، وهذه طباع ناكر الجميل ، حاقد علي تقدم الآخرين ،

وهذا ما لا أظنه فيك حتي تكون قدوة لمن تلقنهم دروس العلم في الأخلاق والسلوك والأدب.

فكن عمرو خالد كما عرفناه ابن الدعوة ، ولا تكن عمرو الذي يسعي أن يركب موجة السياسة والمعارضة أياً كان موقفها  قبل أن تفقد رصيدك لدي الآخرين.

خليل الجبالي

مهلاً أيها البابا

مهلاً أيها البابا
تربينا نحن المصريون في بيوت جيراننا ، نأكل ونشرب ونلعب مع أولادهم دون فوارق إقتصادية او عقيدية تذكر.
فلم يشعر المصري أن هناك فرق بينه وبين جاره النصراني، ففي أوقات الدراسة لم يشعر أحدنا بعزلة حتي في حصص التربية الدينية كان الطالب النصراني يجلس ويتعلم ويفهم الأخلاق الحميدة والسلوكيات الحسنة من مدرس التربية الإسلامية فيمتلأ قلبه حباً ورضاً دون إحساس بتعصب ديني أو تذمت ممقوت.
تعايشنا في العمل مع كثير من النصاري وكانت تدار بيننا نقاشات حول مصلحة البلد وأحوالنا الخاصة والعامة دون تحيزأو تعصب أو غضب في ردود الأفعال .
هكذا الحال بين كثير من المصريين – مسلميهم ومسحييهم- منذ مئات السنين، فقد تربي المسلمون من خلال دينهم الحنيف أن يودوا أهل الكتاب وأن يأكلوا طعامهم وأن يتعايشوا معهم ماداموا في سلم منهم وأمان(لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِينِ ولَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وتُقْسِطُوا إلَيْهِمْ إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُقْسِطِينَ (8)سورة الممتحنة.
بل أمر الإسلام أن يكون الحكم بالعدل بين المسلمين وأهل الكتاب لأن ذلك أقرب تقوي إلي الله (يَا أَيُّهَا الَذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ ولا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى واتَّقُوا اللَّهَ إنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8) سورة المائدة
علاقة المسلمين منذ فترة مع الكنيسة تميل إلي الود والحب وهذا ما أبداه كل من البابا شنودة في حواراته ومقابلاته مع علماء المسلمين ورموزهم علي الرغم ممن يعتبرون أنفسهم رموزاً للتيار المسيحي يقومون بعكس ذلك قولاً وفعلاً.
وفي ظل تولي البابا تواضروس كرسي البابوية ظهرت مستجدات علي الساحة السياسية يظهر فيها تواضروس عداوته الشديدة للإسلام بلا خجل أو وجل، فها هو يعلن إعتراضه علي دستور مصر من خلال المواد التي تتحدث عن الشريعة فيقول تواضروس: ( تفسير مبادئ الشريعة الإسلامية تفسير كارثي ويؤدي بنا إلي دولة دينية)!!
ونسي البابا أن هوية مصر إسلامية، ولن تكون إلا ذلك.
ولكن معاني الديمقراطية التي يحاول المسلمون ترسيخها في هذا البلد سمحت للبابا ولأتباعه أن يتحدثوا بهذه الطريقة.
فيقول الأنبا باخوميوس الذي انسحب من الجمعية التأسيسية بعد أن وقع بالموافقة علي كل البنود التي فيها خلاف ، فيقول : ( نرفض إضافة كلمة أحكام الشريعة للدستور ولن نعود إلي الجمعية حتي يحذف تفسير مبادئ الشريعة ) ، فهذه هي الديمقراطية التي تريدها الكنيسة ، ديمقراطية فرض رأي، وسيطرة قوتها علي دولة لا يمثلون فيها أكثر من 6% من عدد السكان.
ويقول السيد إكرام لمعي رئيس لجنة الإعلام بالكنيسة الإنجيلية : ( لابد من إلغاء النص علي مرجعية الشريعة الإسلامية، وإلغاء نص أن الإسلام دين الدولة).
هكذا بكل تبجح يرفضون أن يكون الإسلام دين الدولة ، فماذا إذاً تريدون أيها النصاري؟
يقول صفوت البياضي رئيس الطائفة الإنجيلية ( المادة الثانية ليست خط أحمر وعانينا منها كثيراً ولا مكان لها في الدستور)!!
لا تعليق علي كلام صفوت ما دامت الشريعة لا مكان لها في الدستور فيكفي أنه أظهر الحقد المدفون في قلبه.
ويقول جورج إسحاق مدعي الديمقراطية ورجل السياسة الأول كما يظن في نفسه وعضو مؤسس في حزب الدستور  ( المادة الثانية تتعارض مع الوفاق الوطني ولابد من تعديلها).
ولا ادري أي وفاق وطني يتحدثون عنه في ظل محاولة فرض الرأي علي الشعب بكاملة ؟
كلام جورج إسحاق هذا كلام غير مسئول فكثيراً ما يتحدث بما عهدناه منه بلا وعي أو إدراك أو وطنية كما يدعي.
وإليك أيها البابا آخر كلام رجالك وهو مستشار الكنيسة الأرثوذكسية نجيب جبرائيل الذي لا يتواني أن يظهر عداوته وبغضه وكراهيته للإسلام في كل المحافل الإعلامية التي يظهر فيها فيقول هذا الكاره لنفسه قبل وطنه: ( لابد من إلغاء المادة الثانية لأنها تحول مصر إلي دولة دينية).
أيها البابا : إن الأجندة التي أتيت بها من الخارج لتطبقها وأنت علي كرسي البابوية لن تكون في صالح وطنك الذي تعيش فيه ، بل لن تكون في صالح دينك الذي تنتمي إليه، ولابد للعقلاء منكم أن يحكموا العقل وأن يتحدثوا بالمنطق فهذا البلد لم ولن يكون يوماً إلا بهويته الإسلامية النقية الشاملة الحاضنة لكل فئات المجتمع ، مسلميه ومسيحييه ، رجاله ونساءه، لا فرق بين المواطنيين في حقوقهم وحرياتهم بالعرق أو الدين.
أيها البابا : إن دعمك لمظاهرات الإتحادية بدفع خمسة عشرة ألفاً من النصاري للمشاركة فيها، وتحديد مبلغ 200 ألف جنيهاً لمن يموت في تلك المظاهرات ليدفع البلاد إلي خراب ودمار.
أيها البابا: إن كهنة الكنائس  الذين قاموا بإطلاق ما يسمى بـ "مجموعات الافتقاد" التي تستخدمها الكنيسة في إعداد أتباعها من أجل توزيع منشورات تحض الأقباط على التصويت بـ "لا" خلال الاستفتاء، بدعوى أنه "دستور إخواني وسلفي لا يمثل الشعب المصري كله"، وأنه "نص على تعريف للشريعة الإسلامية التي ستطبق علي الأقباط فيما بعد"، بحسب المنشور. وستقوم الكنيسة بالدفع بمئات الكهنة والرهبان للتصويت بـ "لا" في الاستفتاء المزمع حتى يتم إسقاط الدستور الذي أعدته الجمعية التأسيسية المنتخبة طيلة 6 أشهر، إن هذا وغيره ليدفع البلاد إلي عدم الإستقرار وتأجج البغض والكراهية بين أبناء الوطن الواحد بسبب الدين الذي تنتمي إليه ، ولن يأت ذلك إلا بخسارة فاضحة علي تقدم ونهضة هذا الوطن.
مهلاً أيها البابا ، وشيئاً من العقلانية قبل فوات الآوان فهذا الوطن لن تكون هويته إلا الإسلام ، ولن يتعايش المواطنون فيما بينهم إلا إذا ذابت الفوارق وانتهى التعصب الممقوت من قلوبكم.
فالوطنية التي تتشدقون بها لابد أن تكون علي أرض الواقع منكم ، فإن أفعالكم تخالف الشرعية التي تنادون بها ، وإننا نعلم يقيناً قول الله تعالي (ولَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ (120) سورة البقرة.
أيها البابا قد لا تجدي معك النصيحة ولكنها للعقلاء منكم: أن هذا الوطن لن يستقيم حاله ولن يتقدم إلا بأيدي أبناه الشرفاء الأوفياء المخلصين الذي لا يعملون من خلال أجندات أجنبية أو عصبية دينية أو مصالح شخصية حتي تعلو مصحلة الوطن فوق الجميع.
خليل الجبالي
 

عفواً وزير الإعلام


عفواً وزير الإعلام

أكن كل الحب والتقدير للسيد الوزير صلاح عبد المقصود ، فقد عرفته عن قرب ، وهو من الشخصيات المضحية لدعوتها بوقتها ومالها وجهدها، فيشهد له الجميع بحسن السمعة، ودماثة الخلق، وطول البال، والأدب الجم، والعمل الدؤوب، وهو من الذين بذلوا جهداً كبيراً في تحسين مسار المهنة الصحفية والحفاظ عليها حتي في أحلك الأوقات وأشدها ، فتسسير العمل في نقابة الصحفيين بتولي رئاستها بعد سحب الثقة من مكرم محمد أحمد الموالي لمبارك ولسانه السليط جعل الأستاذ صلاح عبدالمقصود يكسب ثقة الصحفيين حيث أنه رفض أن يرشح نفسه كنقيب لهم وترك لهم الخيار في إختيار نقيب جديد ثم تخلي عن ذلك المنسب المؤقت.

إن تاريخ وزير الإعلام حافل بكل التضحيات لصالح الوطن والدعوة الإسلامية ، فقد أعتقل مرات عديدة في عهد مبارك المشئوم وضيق عليه في رزقه ودعوته.

وترشيح الكثيرون للأستاذ صلاح في منصب وزير الإعلام لاقى قبولاً ممن يعرفونه معرفة جيدة.

وآمل الناس فيه الخير من ناحية إصلاح هذه المؤسسة المؤثرة التي تعد السلطة الرابعة في البلاد بعد المؤسسة القضائية والتشريعية والتنفيذية.

انتظر الشعب الكثير والكثير من الوقت ، وقالوا ربما يعد خطة إصلاح ، أو يجهز قيادات لقلعة ماسبيرو ، أو يقوم بتحقيقات داخليه حتي لا يظلم أحد من الموالين للنظام السابق ، أو يغربل الثمين من الغث، فالخبرات مطلوبة في إدارة أي عمل، فكثير من التكهنات طرحها الشعب وانتظر طويلاً حتي تفاجئ بالحقيقة المرة وهي أن القنوات المصرية زادت سوءاً ، وأن المعدين والمخرجين ومقدمي البرامج إزدادوا جراءة وتجرئ، بل قل إن شئت إزدادوا لغطاً وغلطاً وسوءاً في الأدب وكذباً في نقل المعلومات وتداولها ، حتي وصل الأمر إلي التطاول علي هيبة الدولة ورئيسها من مذيعات تابعات للثورة المضادة ،

ولا أدري لما يبق عليهم وزير الإعلام في مناصبهم حتي الآن ، لماذا لم يقدم المخالفين للقانون وقواعد اللعبة الإعلامية للمحاكمة أو التحقيقات .

أنتظر الشعب من وزير الأعلام أن ينظف وسائل الإعلام .

أنتظر الشعب الكلمة الحرة العادلة.

انتظر الشعب الإعلام المنصف ، الواقعي والحقيقي.

انتظر الشعب تطهيراً في تلك المؤسسات ولكن بلا جدوي ، وإلي متي الإنتظار بعد إهانة رئيس الجمهورية؟

إنه قد حان الآوان أن يسمعها وزير الإعلام بلا حرج ولاخجل : أن التطهير بيدأ من الكرسي الذي هو عليه .

إن الشك في شخصك أيها الوزير قد وصل إلي قلوب الناس بعد عقولهم أنك موالي للثورة المضادة وإلا لماذا تبقي علي هؤلاء الموالين لمبارك وأمثاله؟

إن الشعب كان يطالب منذ بداية الثورة بعبارته المشهورة ( الشعب يريد تطهير الإعلام ) ولا زال.

أما اليوم فالشعب وأوله الإسلامييون الذي أنت واحدٌ منهم ينادي برحيل وزير الإعلام .

أيها الوزير دمث الخلق ، طيب القلب ، رقيق المشاعر هذا المكان ليس مكانك، وهذا المنصب لست له.

فإن أعواد الخشب المنحنية قد تحتاج إلي بعض اللين حتي تستقيم ، أما أعواد الحديد التي إمتلأت صدأً وتغلفت وسخاً إنها تحتاج إلي طرقٍ شديدٍ بمطارق من حديد، وأنت لست بحداد حتي تقوم بهذه المهمة، فالوقت ليس وقتك.

والجلوس علي كرسي وزارة الإعلام بطريقتك يزيد الطين بلة ، ويؤجج الشارع المصري ضجيجاً وصخباً بسؤء التصرف وقلة الحيل في إدارة السلطة الرابعة التي أن تعتليها الآن .

فرحمة بنا وبشعب آمل فيك الخير حتي يسترد قوته ويحافظ علي ثورته نقول لك : عفواً وزير الإعلام إرحل، ثم إرحل ثم إرحل قبل فوات الأوان.

فسيألك الله عن مسئوليتك (وقِفُوهُمْ إنَّهُم مَّسْئُولُونَ (24) مَا لَكُمْ لا تَنَاصَرُونَ (25) سورة الصافات.

خليل الجبالي  

التحالف المشئوم وخيب الرجى


التحالف المشئوم وخيب الرجى

تقف الإمارات هذه الأيام موقف المعادي بل المحارب بكل شراسة ضد ترسيخ دولة الديمقراطية والمدنية التي يقودها الدكتور محمد مرسي في مصر.

فقد وضعت حكومة الإمارات المدعو ضاحي خلفان تحت أقدامها لينفذ مخططها الخبيث والذي تحالفت فيه مع القوي الليبرالية والعلمانية المختلفة وفي مقدمتهم الهارب أحمد شفيق و محمد أبو حامد و محمد البرادعي وحمدين صباحي و عمرو موسي وغيرهم.

لم أستغرب هذا التحالف الشيطاني الذي جمع كل هؤلاء وغيرهم ممن يعادون الفكرة الإسلامية وتطبيق الشريعة الإسلامية حيث جمعهم هدف واحد علي قلوب متفرقة، وهو معاداة الإسلام بكل معانيه وجوانبه (من أهداف وكوادر ووسائل ورئيس منتخب الذي يعلم توجهه ووجهته الجميع).

إن المواقف المخزية التي تبدو واضحة من دولة الإمارات في إيواء مصاصي أموال الشعوب العربية والإسلامية لتبعدها كل يوم عن قلوب الشعوب جميعاً.

ولكنني أحب أن أشير إشارة واضحة أن المواطنين الإماراتيين ليملأ قلوبهم الحب والود والصفاء لإخوانهم العرب والمسلمين، ولكنهم مغلوبون علي أمرهم في النطق بذلك أو التعبير عنه بأي وسيلة، أو مد يد العون لهم، حيث أن الحكومة الإماراتية تتخذ إجراءات مشددة ضد هؤلاء المواطنيين إذا ما نطقوا كلمة حق تخالف هواها، فسيعرض المواطن نفسه للمسائلة السريعة والحاسمة إذا خالف ذلك، وهذا ما تعرضوا بالفعل، فمنهم إختفي وراء الشمس ولم يعلم له أثر، ومنهم من نفي من وطنه، وأخرون ضيق عليهم في أرزاقهم.

إن ريح الربيعي العربي ستقتلع كل الفساد والمفسدين الجاثمين علي الصدور لتسطع شمس الحرية كما سطعت في مصر وليبيا وتونس وغيرها من الأوطان العربية.

إن الإماراتيين لم ينسوا وقفات الأخوة التي وقفتها مصر بجانبهم في الخمسينات والستينات والسبعينات يوم كانت تحاصرهم الأمراض والجوع والعطش حتي ضاقت عليهم الدنيا بما رحت ، فقدمت لهم مصر الكثير من الطعام والشراب والأدوية علي قوافل من الحمير .

إن التحالفات الشيطانية التي تتم أحياناً لها مبررها إذ جمعها هدف واحد في المصالح الشخصية بغض النظر عن كونه هدف لا يعمل لصالح الوطن أو المواطنين، (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) سورة الطور.

إن عدم التوحد للتيارات الإسلامية والمعتدلة و المدنية ليس لها ما يبررها حيث أن وسائلهم واضحة للجميع ، وأهدافهم سامية ، ووجهتهم نقية ومع ذلك لم يجتمعوا حتي الآن علي قلب رجل واحد .

فهل هذا تخوفاً أن يجتمعوا فتنال القنوات الفضائية الليبرالية والعلمانية منهم ؟

 أم إختلافهم البسيط والمتفاوت في الوسائل يجعلهم يبعدون عن تحقيق أهدافهم السامية؟

أم قلة الإمكانيات وضعف الموارد لديهم يمنعهم عن تحقيق وسائلهم ، مقارنة بما يُبذل وما يتم تحويله من أموال لليبراليين والعلمانيين؟

أم أنه مازال لديهم ضعف في التخطيط الجيد واستخدام أحدث الوسائل لتحقيق أهدافهم؟

أم مازالت القلوب مختلفة الأهداف فكل يغني علي ليلاه؟

إن هذه التساؤلات وغيرها لا يكون مبرراً لهذه القوي أن تبتعد عن بعضها البعض وتترك الساحة لقلة ليبرالية وعلمانية تحركها أيادٍ خفية وظاهرية حتي تفتت مؤسسات هذا الوطن أو تعطل مسيرة التقدم لتظل الأزمات التي أوقعنا فيها النظام السابق كما هي.

ومع كل هذا فإننا لن نيأس ولن يهدأ لنا بال حتي تشرق شمس الحرية علي ربوع الوطن بل الأوطان العربية ليري العرب الحرية، ويلمسون معاني الديمقراطية وتتحقق لهم العزة والعيش الكريم والحياة العزيزة.

(ويَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً (51) سورة الإسراء

خليل الجبالي

 

أسود ... ولكن

أسود.. ولكن
ما أحقر الأسود عندما تضع رؤسها في الرمال وتترك الذئاب تجول في الأرض فساداً بعد أن تخلت عن مسئوليتها وتركت صلاحياتها.
ما أصغر المارد بعد أن ترك الأقزام والقردة تقفز يمياً ويساراً وتتسلق فوق الرؤوس والأكتاف وتفتخر أن قامتها أعلي القمم، وأن رأسها لا تضاهيها رؤوس ، فهاهي صعدت فوق الهامات، وظنت أنها قد وصلت أعلي القمم بمكانتها وجهودها، ونسيت أنها تتسلق كاللولب الطفيلي تحميه الكلاب الضالة بنباحها في فناء خاوية يخلو منها الحراس والرجال .
صوت عال مسموع من مجرمي الحروب وسفاكي الدماء ( الصين والإتحاد السوفيتي ) يرفض اتخاذ أي موقف ضد بشار الأسد وما يفعله من قتل وتمثيل بأجساد السوريين وإبادة جماعية في حمص وحماه وغيرها من مدن سوريا.
بل الأدهي والأمر دعم دولة إيران الإسلامية بالسلاح والجنود لبشار وزبانيته!.
تظن الأمم المتحدة أنها فعلت ما عليها عندما طلبت التصويت ضد ما يفعله بشار ولم تفلح في تصويتها!.
لو كانت هذه الإبادة لغير المسلمين لقامت دنيا أمريكا وبريطانيا وألمانيا وفرنسا ولم تقعد.
ماذا قدمت الأمم المتحدة لمسلمي البوسنة والهرسك ومسلمي أفغانستان والصومال والسودان والجزائر وتونس وليبيا وكاشمير والصين حتي تقدم لمسلمي سوريا؟.
إن الأيادي التي تعبث بأرواح الإنسانية من أجل  حفنة دولارات أو برميل بترول لا ينتظر منها أن تدافع عن دماء مسلمين تسيل كدماء النعام التي لا تستطيع الدفاع عن نفسها فتضع رؤسها في الرمال في إنتظار القاتل حتي يأتي لذبحها .
فهل شلت عقول المسلمين فلم تستطع التدافع عن بعضها أوتفكر في مستقبل أمتها ؟
هل ضنت جيوب المسلمين حتي تنفق علي إخوانٍ لهم يموتون جوعي، أو يعيشون عرايا؟
هل قطعت ألسنة المسلمين فلم يرتفع لهم صوت بالمناجاة أن هبوا لنصرة إخوانكم ، أو إصدار صغباء في مجال القوم حتي ترهبهم الأصوات العالية ، أو يلبوا جزءاً من طلباتهم تفادياً للقلق؟
هل ضعفت قوة المسلمين فلم يستطعوا أن يقفوا حائطاً مانعاً لأذي إخوانهم؟
أم قلت حيلتهم فلم يستطيعوا أن يتوجعوا لما ألم بالمسلمين في سوريا ؟
أين أصحاب الأموال من قول الله تعالي (هَا أَنتُمْ هَؤُلاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ومَن يَبْخَلْ فَإنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ واللَّهُ الغَنِيُّ وأَنتُمُ الفُقَرَاءُ وإن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (38)  سورة محمد.
 ومن قوله تعالي (انفِرُوا خِفَافاً وثِقَالاً وجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (41)سورة التوبة .
أين هم من قول رسول الله  صل الله عليه وسلم (المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعده بعضاً)
ومن قوله صل الله عليه وسلم ( مثل المؤمنين في تواداهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكي منه عضو تداعي له سائر الأعضاء السهر والحمي)
إن إسرائيل العدو اللدود للعرب والمسلمين ، المتطاولة بألسنتها وأسلحتها عليهم دون رادع تستخدم قوتها كل فترة علي أهل غزة لجعلهم حقل تجارب للأسلحة الأمريكية ولمحاولة فرض سيطرتها علي الشرق الأوسط فأين إتفاقية الدفاع المشترك عن الدول العربية ؟ أين المعتصم؟
أين العروبة ، بل أين الإسلام  في نفوس هؤلاء؟
هل هانت الدماء؟
أين الأسود؟
(أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ومَا نَزَلَ مِنَ الحَقِّ ولا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ (16) سورة الحديد.
خليل الجبالي

أنا إمرأة أيها الرجل


أنا إمرأة أيها الرجل

وضع الإسلام المرأة في مكانة عالية ،وقدر جهدها، وشكر سعيها وتضحيتها حتي صار سعيها من مشاعر العقيدة ومناسكها التي لا يصح للمسلمين التفريط فيها عند أداء بعض فرائضهم.
فسعي السيدة هاجر بين الصفا والمروة بحثاً عن الماء لوليدها جعله الله من مناسك الحج والعمرة التي لا غني للمسلمين عنها.
والكلمات التي خرجت من فمي السيدة خديجة رضي الله عنها عندما هرع إليها رسول الله صل الله عليه وسلم يستنجد بها عند أول نزول الوحي عليه فقال لها زمليني دثريني، ثم قال لها الله صل الله عليه وسلم ( والله لقد خفت على نفسي) فقالت له كلمات تُوزن بميزان الذهب بل أقيم من ذلك (كلا والله لا يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).
والصحابيات اللاتي كن يخرجن مع رسول الله صل الله عليه وسلم في الغزوات ليضمدن الجرحي، ويسقين العطشي وغير ذلك من المواقف القيمة في دور المرأة في الإسلام والتي حافظ عليها كإبنة وكفل لها حق التربية والتعليم والرعاية وغيرها.
وحافظ الإسلام عليها كأم، فراعي فيها حق الزوجة، وبر الأولاد، وعلاقة الأنساب، ورفع منزلتها في هذا الدور العظيم وجعل الجنة تحت أقدامها.
وحافظ الإسلام علي دور المرأة في الحياة فلم يفتح مجالاً للتعامل مع الآخرين أو الدعوة إلي الله أو نفع الغير أومصلحة المجتمع إلا وحثها عليه.
فهي مطالبة بالأمر وبالمعروف والنهي عن المنكر وأداء العبادات كالرجل سواءاً بسواء.
وهي مطالبة بالإرتقاء بنفسها في كل الجوانب التربوية الفكرية والعلمية والنفسية والمهنية والجمالية والبدنية بالإضافة إلي تزكية نفسها وترقيها إلي كمال الإيمان.
إن تاريخ المرأة الإسلامي المشرف في كل المجالات ضرب أروع الأمثلة  لنساء العالم بما قدمه الإسلام للمرأة في العلم والمعرفة والثقافة، فالسيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها كانت تقبل علي العلم من كل جوانبه حتي إمتازت في علم الحديث والفقه والطب والشعر فصار المؤمنون يسألونها عن أمور دينهم ودنياهم حتي قال عنها الإمام الزهري رحمه الله ( لو جُمع علم عائشة إلى علم جميع أمهات المؤمنين وعلم جميع النساء لكان علم عائشة أفضله).
فقد كفل الإسلام للمرأة جميع الحريات التي نص عليها للرجل سواءاً بسواء، ولذا فإن عمر بن الخطاب- رضي الله عنه يقول: كنا لا نعدُّ النساء في الجاهلية شيئًا، فلما جاء الإسلام جعل النساء شقائق الرجال (وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ(228) سورة البقرة.
إن الإسلام قد أعلى منزلة المرأة ورفع قيمتها واعتبرها أختاً للرجل وشريكة له في حياته، هي منه وهو منها(بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ (195) سورة آل عمران.
ولكن عبء المرأة الكبير في التربية والتوعية والرعاية لأسرتها لابد أن يقيد حركتها مقارنة بالرجل حيث أصبح بيتها هو ميدان جهادها الأعظم والتي لا غني عنها للقيام بهذا الدور فهي مسئولة ، راعية تتحمل ذلك امام الله .
فقد روي البخاري ومسلم” الرجل راعٍ في أهله ومسئول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة عن رعيتها”.
وعلي الرغم من ذلك فإن الإسلام لم يحرمها أن تعمل خارج منزلها في أي مكان يضمن لها الستر والعفاف، ولا يسبب لها الأذى والفتن، فالمرأة وهبها الله العقل والتفكير وأعطي لها المواهب والقدرات التي يجب أن تنميها وتستفيد منها مثل الرجل شريطة أن تكون داعية لربها مطبقة لأحكامه في ميدان عملها.
إن الإمام البنا رحمه الله وضع رسالة كاملة سماها ” المرأة المسلمة” ذكر فيها أن الإسلام يقر بحقوق المرأة كاملة، الحقوق الشخصية والمدنية والسياسية، والإخوان يهتمون بالمرأة كاهتمامهم بالرجل.
إن العلمانيين والليبراليين يتشدقون من حين لآخر مطالبين بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل ويكأن الإسلام أو المجتمعات الإسلامية سلبتها تلك الحقوق.
عندما تغوص في تفكير الليبراليين تجد أنهم ينادون بتحرر المرأة لا بحريتها المنضبطة بالإسلام، وينادون بتحلل المرأة لا بإلتزامها بسلوكيات وأخلاق المجتمع الإسلامي أو الشرقي التي تحيا فيه ، ولكنها الإباحية والتعري التي ورثوها من المجتمعات الغربية لتخدم أهوائهم.
وياليتهم أخذوا من تلك المجتمعات ما يصلح شأن دنياهم بما يخدم أمور دينهم.
وهاهم ينصبون أنفسهم حماة للمرأة ينادون بالمساواة بينها وبين الرجل ، ونسوا أن رب الكون سبحانه وتعالي قد بين حقوقها، وحدد مواريثها، ووضع لها ما يصلح شأن حياتها ليهديها إلي سواء السبيل.
إن نظرة الليبراليين للعلاقة بين المرأة والرجل كالند بالند، وهي علاقة جسدية تعلوها المتعة، ثم بعد ذلك مسئولية عن المصروفات والأعباء الحياتية الخاصة بها، فهم يسعون لتدمير حقيقة المرأة ككونها إنسانة كرمها ربنا وبين حقيقة علاقتها بالرجل فقال (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا(21) سورة الروم.
إن مؤتمرات عديدة في دول شتى من أوربا وأمريكا أقيمت لتتحدث عن حقوق المرأة ولكنها لم تنصف لها حقاً ، ولم تضع لها مكانة حقيقة في تلك المجتمعات حتي الآن.
إن المرأة لم تجد حريةً حقيقةً ولا حقوقاً فعلية، ولا حماية مصونة لها إلا في ظل الإسلام  الذي جعل كل ذلك أمراً شرعياً لا يحق لإنسان أن يعتدي عليه أو يتعدى عنه.
يقول الدكتور محمد بن عبد الله بن صالح السحييم في كتابه الإسلام أصوله ومبادؤه [ بلغت المرأة في الإسلام مكانة عالية، لم تبلغها ملة ماضية، ولم تدركها أمة تالية، إذ أن تكريم الإسلام للإنسان تشترك فيه المرأة و الرجل على حد سواء، فهم أمام أحكام الله في هذه الدنيا سواء, كما أنهم أمام ثوابه وجزاءه في الدار الآخرة سواء، قال تعالى ( ولَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ 70 ) سورة الإسراء.
وقال عز من قائل (لِلرِجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ والأَقْرَبُونَ ولِلنسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الوَالِدَانِ والأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَّفْرُوضاً (7)) سورة النساء].

إن المرأة في ظل الإسلام يحق لها أن تفتخر بنفسها فترفع صوت الحق عالياً لتقول بملأ فيها ( أنا إمرأة أيها الرجل).

خليل الجبالي.