تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟


أصبحتُ أعشق ساعات الانتظار


بقلم: علي السيَّار


قال لي صديقي: أمس ضحكت زوجتي فأنا كنت أقرأ في الصباح سورة آل عمران، وخرجتُ لعملي، وإذا بي قبل النوم أقرأُ سورة هود.. فقالت: ما بك؟ أصبحتَ تتنقَّل بين السور على غير عادتك في ختم القرآن! هل لأنك تحب سورة هود أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك..؟ قلت لها: سأحكي لكي لاحقًا، لكنها نامت.

في الصباح كنَّا على موعدٍ عائلي، ولمَّا كانت زوجتي تتأخر في "الجهوزية".. فقد لبستُ ثياب الخروج، وأمرت الكبار بمساعدة الصغار وإنزال الشنط للسيارة.

وسحبت كرسي وجلست بجوار باب الخروج، ومعي مصحفي، فكانت تتوقع مني أن أرفع صوتي وأصيح بصوتي الجهوري لها هيَّا.. تأخرتي.. لكنها كانت تسمع قراءة القرآن، وعند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي فهمَّت زوجتي وقالت: سبحان الله ربنا يهدي.. أين موشحات الحِفاظ على الموعد وضرورة السرعة في "الجهوزية"؟ ضحكتُ وقلت لها: يكفي23 عامًا من النصائح.

وكان لي موعد عند أحد الزبائن لكنه أبقاني في حجرة الجلوس نصف ساعة معتذرًا بأدب، فتناولت مصحفي وأنهيتً وردي.

خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها وضوضائها وزخمها أخذتُ ابني معي ليقود السيارة، وتناولت مصحفي ولم أحس بالزحام ولا الضوضاء ولا أي شيء بل السكون والراحة والسلام يملأ حياتي، لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح ولا دموع تأثُّري بالآيات الجليلة, إنما هي دموع الندم.. يا الله! كم فرطنا من ساعاتٍ، هل يُعقل أنني أختم القرآن في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار، هذه الأوقات التي كانت كلها توتُّر وتبرُّم وضيق وانزعاج.. فكم قصَّرتُ في حق نفسي..؟ هل يُعقل أنني أصبحت أحبُّ ساعات الانتظار!!.

في انتظار الطعام ذلك الموعد المقدس الذي أحافظ عليه مع أولادي حين يتأخر الطعام كنت أنزعج.. لكني أمسكت مصحفي وعلا صوتي عند الآية ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ﴾ (الإسراء: من الآية 82).

قالت لي زوجتي: إن قراءتك هذه تركت انطباعًا طيبًا لدى الأولاد كلهم كبارًا وصغارًا، فهم بالرغم من أنهم يحفظون القرآن منذ الصغر إلا أن صوتك الطيب بحشرجته الخفيفة وإحساسك بالمعاني جعلهم يشتاقون لذلك، ويقولون: إنهم يتذكَّرون الآيات التي قرأتها ويقلدونك.

أين أنت يا رجل..؟!.

يا الله! نزلت عليَّ الملاحظة كالصاعقة، فكم قصَّرت في حقهم، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته".. فغياب القدوة في القرآن بالبيت وغياب القدوة في الأذكار والصيام والأوراد.. يجعل تعليماتك لهم بأداء أعمالهم التعبدية باهتةً ودون روح.. وتصبح التعليمات أمرًا من ضمن آلاف الأوامر التي يسمعونها صباحَ مساء.

يا الله! كم ضيعت عليهم ساعات الطمأنينة والهدوء والسلام التي كان يحققها القرآن؟.. ضيعت عليهم الرحمة والنور ومباركة الملائكة.. ضيعت عليهم الشفاء وينابيع الخير والعطاء التي يمنحنا إيَّاها القرآن، أأنا السبب؟.. الله المستعان.. لكن عذرًا فأنا من سيزرع فيهم عشق ساعات الانتظار.. اللهم أكرمنا بكرم القرآن, وشرِّفنا بشرف القرآن, واجعلنا من أهله.
----------
* داعية إسلامي



رسالة إلى عاق


ألم تعلم حكم بر الوالدين وهو أنه فرض واجب، وأنه قد أجمعت الأمة على وجوب بر الوالدين وأن عقوقهما حرام ومن أكبر الكبائر؟؟
أما سمعت هذا الحديث:
عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا؟ فقالوا : حارثة بن النعمان ) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كذلكم البر كذلكم البر [ وكان أبر الناس بأمه ] ) رواه ابن وهب في الجامع وأحمد في المسند.
وهذا الحديث ايضاً:


الوالدان..وما أدراك ما الوالدان
الوالدان، اللذان هما سبب وجود الإنسان، ولهما عليه غاية الإحسان..
الوالد بالإنفاق.. والوالدة بالولادة والإشفاق..
فللّه سبحانه نعمة الخلق والإيجاد..
ومن بعد ذلك للوالدين نعمة التربية والإيلاد..

وأنا أقف في حيرة ..
مالي أرى في مجتمعاتنا الغفلة عن هذا الموضوع والإستهتار به..
أما علمنا أهمية بر الوالدين..
أما قرأنا قوله تعالى:

وقوله تعالى: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً).النساء:36
ألم نلاحظ أن الله قد قرن توحيده ـ وهو أهم شيء في الوجود ـ بالإحسان للوالدين..
ليس ذلك فقط بل قرن شكره بشكهما ايضاً..
قال تعالى: (أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ ) لقمان:14
إلى متى سنبقى في التأجيل المستمر للتفكير في برنا لوالدينا..
إلى متى سيبقى الوقت لم يحن للبر؟؟!!..
وكأننا ضمنا معيشتهم أبد الدهر..
وغفلنا عن هذا الكنز الذي تحت أبصارنا ولكننا للأسف لم نره..
أما تفكرنا قليلاً في الحديث التالي:



أما مللنا من التذمر بشأن والدينا..
وكفانا قولاً بأنهم لا يتفهموننا …
إن الأمر أعظم من هذه الحجج الواهية..
ولنتفكر قليلاً في قوله تعالى:

وقوله تعالى:
( ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكر لي ولوالديك إليَّ المصير وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي ثم إلي مرجعكم فأنبئكم بما كنتم تعملون ) لقمان 14-15
يعني حتى لو وصل الوالدان الى مرحلة حثك على الشرك بالله وجب علينا برهما..
ماذا نريد إثباتاً اكثر من ذلك..
كما في هذا الحديث:
فعن أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، قالت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي مشركة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فاستفتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: قَدِمَتْ عليّ أمي وهي راغبة أفأصل أمي؟ قال: ((نعم، صلي أمك)) متفق عليه.

ولكن للأسف …
يمر علينا كل فترة قصة تنافي كل ما سبق ..


تكاد عقولنا لا تصدق..


وتكاد قلوبنا تنفطر من هول ما نسمع..


إنها قصص واقعية للأسف..



ذكر أحد بائعي الجواهر قصة غريبة وصورة من صور العقوق:


يقول: دخل علي رجل ومعه زوجته، ومعهم عجوز تحمل ابنهما الصغير، أخذ الزوج يضاحك زوجته ويعرض عليها أفخر أنواع المجوهرات يشتري ما تشتهي، فلما راق لها نوع من المجوهرات، دفع الزوج المبلغ، فقال له البائع: بقي ثمانون ريالاً، وكانت الأم الرحيمة التي تحمل طفلهما قد رأت خاتماً فأعجبها لكي تلبسه في هذا العيد، فقال: ولماذا الثمانون ريالا؟ قال: لهذه المرأة؛ قد أخذت خاتماً، فصرخ بأعلى صوته وقال: العجوز لا تحتاج إلى الذهب، فألقت الأم الخاتم وانطلقت إلى السيارة تبكي من عقوق ولدها، فعاتبته الزوجة قائلة: لماذا أغضبت أمك، فمن يحمل ولدنا بعد اليوم؟ ذهب الابن إلى أمه، وعرض عليها الخاتم فقالت: والله ما ألبس الذهب حتى أموت، ولك يا بني مثله، ولك يا بني مثله.

أما عرف هذا الرجل حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: “ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن، دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالدين على ولديهما”.

ألهذه الدرجة..
من هؤلاء أهم من البشر؟؟..

نعم للأسف …

المصيبة الأكبر أنهم من أمة محمد صلى الله عليه وسلم..

ولكن..

ما عرفوا وصاياه..

الموضوع خطيييييييييييير..

اسمع هذا الحديث:

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:((رضى الرب في رضى الوالد، وسخط الرب في سخط الوالد)) [رواه الترمذي وصححه ابن حبان].

وقصة مؤلمة أخرى..

وهذه قصة حصلت في إحدى دول الخليج وقد تناقلتها الأخبار، قال راوي القصة: خرجت لنزهة مع أهلي على شاطئ البحر، ومنذ أن جئنا هناك، وامرأة عجوز جالسة على بساط صغير كأنها تنتظر أحداً، قال: فمكثنا طويلاً، حتى إذا أردنا الرجوع إلى دارنا وفي ساعة متأخرة من الليل سألت العجوز، فقلت لها: ما أجلسك هنا يا خالة؟ فقالت: إن ولدي تركني هنا وسوف ينهي عملاً له، وسوف يأتي، فقلت لها: لكن يا خالة الساعة متأخرة، ولن يأتي ولدك بعد هذه الساعة، قالت: دعني وشأني، وسأنتظر ولدي إلى أن يأتي، وبينما هي ترفض الذهاب إذا بها تحرك ورقة في يدها، فقال لها: يا خالة هل تسمحين لي بهذه الورقة؟ يقول في نفسه: علَّني أجد رقم الهاتف أو عنوان المنزل، اسمعوا يا إخوان ما وجد فيها، إذا هو مكتوب: إلى من يعثر على هذه العجوز نرجو تسليمها لدار العجزة عاجلاً.

نعم أيها الإخوة، هكذا فليكن العقوق، الأم التي سهرت وتعبت وتألمت وأرضعت هذا جزاؤها؟!! من يعثر على هذه العجوز فليسلمها إلى دار العجزة عاجلاً.


عقوق .. عقوق .. عقوق..

وكأنهم نسوا مراقبة الله لهم..

وكأنهم لن يحاسبوا..

أما سمع هؤلاء بقول العلماء:”" كل معصية تؤخر عقوبتها بمشيئة الله إلى يوم القيامة إلا العقوق، فإنه يعجل له في الدنيا، وكما تدين تدان “”

إقرأ هذه القصة:

ذكر العلماء أن رجلاً حمل أباه الطاعن في السن، وذهب به إلى خربة فقال الأب: إلى أين تذهب بي يا ولدي، فقال: لأذبحك فقال: لا تفعل يا ولدي، فأقسم الولد ليذبحن أباه، فقال الأب: فإن كنت ولا بد فاعلاً فاذبحني هنا عند هذه الحجرة فإني قد ذبحت أبي هنا، وكما تدين تدان.

وهذا لا يقتصر على العقوق فقط بل على البر ايضاً..

ولكل مجتهد نصيب..

بروا آبائكم تبركم أبنائكم..

انظر هذه القصة:

هنيئاً لهؤلاء على الأقل تفكروا في هذا الحديث:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( لا يجزي ولدٌ والداً ، إلا أن يجده مملوكاً فيشتريه فيُعتقه )) رواه مسلم .

إخواني ..

إن هذا الكلام ليس جديداً..

بل هي من المواثيق التي أخذت على أهل الكتاب من قبلنا..


قال تعالى: (وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحساناً وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسناً) [البقرة: 83].


ولكننا أهملناه منذ زمن بعيد..

لحظة ..

مالي اتكلم وكأن الموضوع بسيط..
وكأن الموضوع يقرأ ويترك..

لالالالالالالالالالالالالالالالالالالالالا..

الموضوع أكبر من ذلك بكثير..

أنه من أهم مداخل الآخرة..


فعن أبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم: أي العمل أحب إلى الله تعالى؟ قال: ((الصلاة على وقتها))، قلت: ثم أي؟ قال: ((بر الوالدين))، قلت: ثم أي؟ قال: (( الجهاد في سبيل الله)). متفق عليه.
أسمعتم..

إن بر الوالدين بعد الصلاة على وقتها مباشرة في أحب الأعمال إلى الله..

وهناك أمر آخر في غاية الأهمية..

يا من يرى ما يحدث للأمة الإسلامية في كل مكان..

يا من يرى الإنتهاكات اليومية للمسلمين..

يا من ينفطر قلبه عند سماع أخبار المسلمين في فلسطين والعراق وأفغانستان وغيرها من دول الجهاد..

يا من يتمنى الإنضمام إلى صفوف المجاهدين والجهاد معهم ضد اليهود والصليبيين..

يا من تريد الجهاد بشدة ولكنك لا تستطيع..

هل سمعت هذا الحديث:
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: إني أشتهي الجهاد، ولا أقدر عليه. فقال صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟). قال: أمي. قال: (فاسأل الله في برها، فإذا فعلتَ ذلك فأنت حاجٌّ ومعتمر ومجاهد)[الطبراني].
هل سمعتم..

حاج ومعتمر ومجاهد..
أليس حري بك أن تعلم أن بر الوالدين أحب إلى الله من الجهاد في سبيل الله ما لم يكن فرض عين..
أليس حري بك أن تبدأ في جهاد الشيطان وتبر والديك..
مهلاً..

ألم تسمع حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل استأذنه في الجهاد: ((أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد))[رواه البخاري].
بعض الشباب يسمعون مثل هذه الأحاديث ولا يستجيبون لها ( ففيهما فجاهد ) ماذا تفهم أخي الشاب أختي المرأة المؤمنة عندما نسمع مثل هذا الحديث ففيهما فجاهد ؟
يعني توقع منهما بعض التصرفات التي تحتاج منك أن تجاهد نفسك على قبول هذه الأخلاق من والديك وأنت في جهاد في الحقيقة .
وأقبل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: أبايعك على الهجرة والجهاد؛ أبتغي الأجر من الله، فقال صلى الله عليه وسلم: (فهل من والديك أحد حي؟). قال: نعم. بل كلاهما. فقال صلى الله عليه وسلم: (فتبتغي الأجر من الله؟). فقال: نعم. قال صلى الله عليه وسلم: (فارجع إلى والديك، فأَحْسِنْ صُحْبَتَهُما) [مسلم].
وعن معاوية بن جاهمة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لرسول الله: أردت أن أغزو وقد جئت أستشيرك، فقال: ((هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها)) [رواه النسائي وابن ماجه بإسناد لا بأس به].
فكفاك تغييباً للحقائق عن ذهنك..
ولا تقول أن الأمر سهل بحيث أنك تبدأه متى تريد..

إن هذا التفكير من كيد الشيطان فاتركه..

وإن كان كذلك …………. فمتى تبدأ؟؟!!

أما عرفت قلب الأم….. أسمع هذه القصة:
امرأة عجوز ذهب بها ابنها إلى الوادي عند الذئاب يريد الإنتقام منها , وتسمع المرأة أصوات الذئاب, فلما رجع الابن ندم على فعلته فرجع وتنكر في هيئةٍ حتى لا تعرفه أمه .. فغير صوته وغير هيئته …فاقترب منها، قالت له يا أخ : لو سمحت هناك ولدي ذهب من هذا الطريق انتبه عليه لا تأكله الذئاب..

يا سبحان الله … يريد أن يقتلها وهي ترحمه.

ولكن هكذا تصنع الذنوب وهكذا يصنع العقوق بالأمهات…

وهذه القصة ذكرها الشيخ عبدالله المطلق عضؤ هيئة كبار العلماء .

هذا جزاء الأم التي تحمل في جنباتها قلباً يشع بالرحمة والشفقة على أبنائها، وقد صدق الشاعر حين وصف حنان قلب الأم بمقطوعة شعرية فقال:

أغرى أمرؤ يوماً غلاماً جاهلاً……..بنقوده كي ما يحيق بـه الضرر

قال ائتني بفـؤاد أمك يا فتى……..ولك الجواهر والدراهم والدرر

فأتى فأغرز خنجراً في قلبهـا……..والقلب أخرجـه وعاد على الأثر

ولكنه من فـرط سرعته هوى……..فتدحرج القـلب المعفـر بالأثـر

ناداه قلب الأم وهـو معفـر……..ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر

هذا قلب الأم ……… ولكن أين البارين به؟

خاطب والديك بأدب.

أطع والديك دائما في غير معصية مهما كان الطلب.

تلطف بوالديك ولا تعبس في وجههما، ولا تحدق النظر إليهما غاضبًا.

حافظ على سمعة والديك وشرفهما ومالهما ولا تأخذ شيئًا دون إذنهما.

أعمل ما يسرهما ولو من غير أمرهما، كالخدمة وشراء اللوازم والاجتهاد في طلب العلم.

أجب نداءهما مسرعاً بوجه مبتسم قائلاً : نعم يا أمي ونعم يا أبي.

لا تجادلهما ولا تخطئهما وحاول بأدب أن تبين لهما الصواب.

لا تعاندهما، لا ترفع صوتك عليهما وأنصت لحديثهما، ولا تزعج أحد أخوتك إكراما لوالديك.
إنهض إلى والديك إذا دخلا عليك وقبل رأسيهما وأيديهما.

ساعد أمك في البيت، ولا تتأخر عن مساعدة أبيك في عمله.

لا تسافر إذا لم يأذنا لك ولو كان الأمر مهما.

لا تدخل عليهما دون إذن لاسيما وقت نومهما وراحتهما.

لا تتناول طعاما قبلهما، وأكرمهما في الطعام والشراب.

لا تكذب عليهما ولا تلمهما إذا عملا عملاً لا يعجبك.

لا تفضل زوجتك أو ولدك عليهما، واطلب رضاهما قبل كل شيء، فرضا الله في رضا الوالدين وسخطه في سخطهما.

لا تجلس في مكان أعلى منهما، ولا تمد رجليك في حضرتهما.

لا تتكبر في الانتساب إلى أبيك ولو كنت موظفاً كبيراً، وأحذر أن تنكر معروفهما أو تؤذيهما ولو بكلمة.

لا تبخل بالنفقة على والديك حتى يشكواك، فهذا عار عليك، وسترى ذلك من أولادك فكما تدين تدان.

أكثر من زيارة والديك وتقديم الهدايا لهما، واشكرهما على تربيتك وتعبهما عليك.

احذر عقوق الوالدين وغضبهما فتشقى في الدنيا والآخرة وسيعاملك أولادك بمثل ما تعامل به والديك.

إذا طلبت شيئًا من والديك فتلطف بهما واشكرهما إن أعطياك ، وأعذرهما إن منعاك ، ولا تكثر طلباتك لئلا تزعجهما .

إن لوالديك عليك حقاً ولزوجتك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، وحاول التوفيق بينهما إن اختلفا وقدم الهدايا للجانبين سراً.
إذا اختصم أبواك مع زوجتك فكن حكيما وأفهم زوجتك أنك معها إن كان الحق بجانبها وأنك مضطر لإرضائهما.

إذا اختلفت مع أبويك في الزواج والطلاق فاحتكموا إلى الشرع فهو خير عون لكم.

دعاء الوالدين مستجاب بالخير والشر، فاحذر دعائهما بالشر.

تأدب مع الناس فمن سب الناس سبوه قال صلى الله عليه وسلم: (من الكبائر شتم الرجل والديه، يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه) متفق عليه.

زر والديك في حياتهما وبعد موتهما، وتصدق عنهما وأكثر من الدعاء لهما قائلاً: رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرًا.

لا تمشي أمام احد والديك بل بجواره أو خلفه وهذا أدب وحب لهما.

إذا رأيت أحد والديك يحمل شيء فسارع بالحمل عنه إن كان في مقدورك ذلك وقدم لهم العون دائماً .


أحد السلف لما ماتت أمه بكى قالوا ما يبكيك قال باب من أبواب الجنة أغلق عني .

أظهر التودد لوالديك … وحاول إدخال السرور إليهما بكل ما يحبانه منك .

إذا نادى أحد الوالدين عليك فسارع بالتلبيه برضى نفس وإن كنت مشغولاً بشئ فاستأذن منه بالانتهاء من شغلك وإن لم يأذن لك فلا تتذمر ..

إذا مرض أحدهما فلازمه ما استطعت .. وقم على خدمته ومتابعة علاجه واحرص على راحته والدعاء له بالشفاء .

أنانيتك تجعلك تخطئ أحياناً … ولكن إيمانك ورجاحة عقلك تساعدانك على الأعتذار لهما ..
وعن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه أحضر ماء لوالدته فجاء وقد نامت فبقي واقف بجانبها حتى استيقظت ثم أعطاها الماء . خاف أن يذهب وتستيقظ ولا تجد الماء , وخاف أن ينام فتستيقظ ولا تجد الماء فبقي قائماً حتى استيقظت.
ولم ننسى المثال الكبير في البر:

كما في قصة سيدنا اسماعيل والكل يعرفها.

عندما قال ذلك الإبن البار: { قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين }

عجباً لهذا البر…

والبر لا يقتصر أجره على ثواب الآخرة فقط…

بل له فائدة وتوفيق من الله في الدنيا ايضاً..

كما في قصة الثلاثة الذين أطبق عليهم الغار فلم يستطيعوا الخروج منه، فقال بعضهم لبعض: انظروا أعمالاً عملتموها لله صالحة، فادعوا الله بها لعله يفرجها فقال أحدهم: ((اللهم إنه كان لي والدان شيخان كبيران، ولي صبية صغار، كنت أرعى عليهم، فإذا رجعت إليهم، فحلبت، بدأت بوالدي أسقيهما قبل ولدي، وإنه قد نأى بي الشجر (أي بعد علي المرعى) فما أتيت حتى أمسيت، فوجدتهما قد ناما، فحلبت كما كنت أحلب، فجئت بالحلاب، فقمت عند رؤوسهما أكره أن أوقظهما، وأكره أن أبدأ بالصبية قبلهما، والصبية يتضاغَون عند قدمي (أي يبكون)، فلم يزل ذلك دَأْبي ودأبهم حتى طلع الفجر، فإن كنت تعلم أني فعلت ذلك ابتغاء وجهك فافرج لنا ففرّج الله لهم حتى يرون السماء)).

وحتى العقوق يعجل عقابه في الدنيا قبل الآخرة..
قال صلى الله عليه وسلم: (كل الذنوب يؤخِّر الله منها ما شاء إلى يوم القيامة إلا عقوق الوالدين، فإن الله يعجله لصاحبه في الحياة قبل الممات) [البخاري].
وعن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :” بابانِ مُعجَّلان عُقوبتهُما في الدنيا: البغي، والعقوق”.

ولا ننسى أن نذكر بعض الأشياء التي يجب أن نتوقف عنها لأنها تعتبر من العقوق:

أن يترفع الابن عن والديه ويتكبر عليهما لسبب من الأسباب، كأن يكثر ماله، أو يرتفع مستواه التعليمي أو الاجتماعي ونحو ذلك.

أن يدعهما من غير معيلٍ لهما، فيدعهما يتكففان الناس ويسألانهم.

أن يقدم غيرهما عليهما، كأن يقدم صديقه أو زوجته أو حتى نفسه.

فربما لو غضبت الزوجة لأصبح طوال يومين حزيناً كئيباً لا يفرح بابتسامة، ولا يسّر بخبر، وربما لو غضب عليه والداه، ولا كأن شيئاً قد حصل.

أن يناديهما باسمهما مجرداً إذا أشعر ذلك بالتنقص لهما وعدم احترامهما وتوقيرهما.

أن يتجاهل فضل والديه عليه، ويتشاغل عما يجب عليه نحوهما .

من الأخت الفاضلة /dedo D

هذا هو القرضاويّ

شعر: محمد بن عبد الكريم النعيمي

انتصاراً لفضيلة الشيخ العلامة يوسف القرضاوي
إزاء الحملة الشرسة على مقامه وتراثه
من قبل الملاحدة والمرتزقة والحَوزَويين والطُّرُقيين


نَجْمٌ بدا في فضاء الكَونِ يَأتَلِقُ = ما غَمَّهُ حَلَكٌ إذْ عَسْعَسَ الأُفُقُ
يا شَيخُ إنَّ فُؤاداً مما أَلَمَّ بهِ = مِنْ حَادِثِ الدَّهْرِ وَالأَحوالِ يَحتَرِقُ
هَلْ بَعدَ نَبْحِ كلابِ الحَيِّ مِنْ جَلَلٍ؟ = أو بَعدَ أَنْ يَنبَرِي في الناسِ مُرتَزِقُ؟
دَعْ عَنكَ غِلْمانَ غَيٍّ قادَهُمْ سَفَهٌ = لا يُغْرِيَنَّكَ مَا شَطُّوا وَمَا نَعَقُوا
هُمْ لِلطُّغاةِ مِنَ الحُكَّامِ أَحذِيَةٌ = تَكَادُ مِنْ وَقْعِها الأَجْداثُ تَنطَبِقُ
دَعْ عنكَ قوماً رَضُوا مِنْ دِينِهِمْ بِدَعاً = وَمَا تُخَرِّجُه الحَوْزَاتُ وَالطُّرُقُ
عَبِيدَ كُلِّ مُنادٍ في حَظيرَتِهِمْ = أَتباعَ كُلِّ هَوىً مَا أُطْعِمُوا وَسُقُوا
دَعْ عنكَ طُلاَّبَ فُجْرٍ في مَرَابِعِنا = إبليسُ رائِدُهُمْ وَالحُمْقُ وَالشَّبَقُ
لله دَرُّكَ مَا أعطاكَ مِنْ حِكَمٍ = كُلُّ الأُلَى ذُكِرُوا مِنْ فَيْضِهِا شَرِقُوا
بالعِلْمِ وَالفَهْمِ قَدْ أَلقَمْتَهُمْ حَجَراً = بِسِهامِ حُجَّتِكَ البَيضَاءِ قَدْ رُشِقُوا
حَربٌ لسانُكَ فيها رُمْحُ مَلحَمَةٍ = أمَّا مِدَادُكَ فيها الدِّرْعُ وَالحَلَقُ
في الفِقْهِ قامَتُكَ العُليا كَطَوْدِ ذُرىً = "فِقهُ الزَّكاةِ" حَكاهُ التِّبْرُ وَالوَرِقُ
مَنْ لِلسِّياسَةِ بِالوَحْيَينِ مُهْتَدِياً؟ = لِلنَّاسِ عَافِيةٌ مما رَأَوْا وَلَقُوا
"تاريخُنا" بِكَ مَحفُوظٌ مَفاخِرُهُ = حَضارةُ العَدْلِ نَهْرٌ دَافِقٌ غَدَقُ
مَن ذا يُضارِعُ صِدِّيقاً بحِنكته؟ = مَن عَزَّ قِبطِياً قَدْ مَسَّهُ رَهَقُ؟
مَن ذا يُطاوِلُ ذا النُّورَينِ في كَرَمٍ؟ = هل للوَغَى بَعدَ ذي السِّبطَينِ مُمتَشِقُ؟
لولا مُرَاقَبةُ العَلاَّمِ مِنْ سَخَطٍ = ما كانَ يَمنَعُ بَيتاً إنْ هُمُ مَذَقُوا؟
هَذَا هُوَ القَرَضاوِيُّ جَلَّلَهُ = شَيبُ الوَقارِ وَوَجْهٌ باسِمٌ طَلِقُ
آمالُ أُمَّتِهِ عِبْءٌ تَنُوءُ بِهِ = خُرْسُ الجبالِ ولكنْ لَيسَ مَنْ نَطَقُوا
للهِ أَفذاذُ دَهْرٍ لِلفَلا خِصْبٌ = وَلِلصَّدَى وِرْدٌ وَللدُّجَى الفَلَقُ
أَعلامُ هَدْيٍ شَرَوْا مَرْضاةَ خَالِقِهِمْ = هُمُ الرِّجالُ إذا ما عاهَدُوا صَدَقُوا
هُمْ للقُلوبِ إذا ما أُغْلِيَتْ مُهَجٌ = وَللعُيونِ إذا ما عَزَّتِ الحَدَقُ
************
الإسلام والدولة المدنية

بقلم: الشيخ محمد إبراهيم

بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد؛
فإن الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى الناس، فقد جاء الإسلام ليحرِّر الناس من الظلم ويخرجهم من الظلمات، جاء الإسلام ليخرج الناس من ظلم الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة.

وجعل الله سبحانه وتعالى السعادة في الدارَيْن منوطة باتباع شرعه ومنهجه، وجعل الشقاوة في الدارَيْن منوطة بالإعراض عن شرعه ومنهجه قال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (123) وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)﴾ (طه).

- الدولة الدينية والدولة المدنية:
بين الحين والآخر تُثار دعوى أن الإسلام لا يعترف بالدولة المدنية، وأنه يدعو إلى دولة دينية، وفي الحقيقة هذه الدعوى إما عن جهل بحقيقة الإسلام وتشريعاته، وإما عن حقد على منهج الإسلام لا سيما وإن جل أصحاب هذه الدعوى من العلمانيين الذين لا يؤمنون بأن الإسلام منهج حياة.

لذلك سنعرِّف الدولة الدينية والدولة المدنية وموقف الإسلام منهما.
الدولة الدينية: هي الدولة التي يعتبر الحاكم فيها نفسه نائبًا عن الله، ويضفي على نفسه نوعًا من القداسة، فهو الحاكم بأمر الله لا تجوز معارضته؛ لأن أوامره مستمدة من الله!

الدولة المدنية: هي الدولة التي تقوم على اختيار الأمة لحاكمها، والعدالة بين جميع أبنائها، وتعتبر الحاكم فردًا منها، يجوز معارضته إذا أخطأ وحاد عن الصواب كما أنها تقوم على الشورى.

لكن العلمانيين يربطون بين مدنية الدولة والعلمانية، بمعنى أن الدولة المدنية لا وجود للدين في نظمها وتشريعاتها.

يقول الدكتور رفيق حبيب: "والواقع أن قطاعًا كبيرًا من النخب العلمانية تمارس دور محاكم التفتيش بأسلوب حديث، فيجعل من الحداثة الغربية كتابًا مقدسًا ومفاهيم مطلقة، لا يجوز الخروج عليها؛ ما يجعل النموذج الغربي العلماني الليبرالي هو الكتاب المقدس للسياسة، وبالتالي تصبح النخب العلمانية هي الوصية على تعاليم الليبرالية، فهي تمنح صكوك الغفران السياسية لتحدِّد من يحق له العمل في المجال السياسي ومن يحرم منه".

- موقف الإسلام من الدولة الدينية:
الإسلام لا يعترف بالدولة الدينية، ولا يدعو إليها؛ فالإسلام كما يقول المجدد الكبير الشيخ محمد عبده: "الإسلام لم يعرف تلك السلطة الدينية التي عرفتها أوروبا، فليس في الإسلام سلطة دينية إلا سلطة الموعظة الحسنة والدعوة إلى الخير والتنفير من الشر، وهي سلطة خوَّلها الله تعالى إلى كل عباده أدناهم وأعلاهم، والأمة هي التي تولي الحاكم، وهي صاحبة الحق في السيطرة عليها، وهي تخلعه متى رأت ذلك من مصلحتها، فهو حاكم مدني من جميع الوجوه، ولا يجوز لصحيح النظر أن يخلط بين ما يسمى عند المسلمين بالخليفة وما يُسمى عند الإفرنج "ثيو كرتيك" أي "سلطان إلهي"، فليس للحاكم ولا للقاضي ولا للمفتي ولا لشيخ الإسلام أدنى سلطان على العقائد وتحرير الأحكام، وكل سلطة تناولها واحد من هؤلاء فهي سلطة مدنية قدرها الشرع الإسلامي".

التاريخ خير شاهد
التاريخ الإسلامي لم يرصد لنا أن أحدًا من الخلفاء الراشدين- رضي الله عنهم- أضفى على نفسه نوعًا من القداسة، بل إنهم دعوا الناس لمناصحتهم ومعارضتهم إن صح التعبير، فقد قال أبو بكر رضي الله عنه في أول خطبة له: "إني قد وليت عليكم ولست بخيركم فإن أحسنت فأعينوني؛ وإن أسأت فقوموني... أطيعوني ما أطعت الله ورسوله، فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم".

روى ابن أبي شيبه في المصنف في كتاب الزهد عن حذيفة قال: "دخلت على عمر وهو قاعد على جذع في داره وهو يحدِّث نفسه، فدنوت منه فقلت: ما الذي أهمك يا أمير المؤمنين؟ فقال هكذا بيده وأشار بها، قال: قلت: الذي يهمك والله لو رأينا منك أمرًا ننكره لقوَّمناك قال: آلله الذي لا إله إلا هو لو رأيتم مني أمرًا تنكرونه لقومتموه؟ فقلت: الله الذي لا إله إلا هو لو رأينا منك أمرًا ننكره لقومناك، قال: ففرح بذلك فرحًا شديدًا، وقال: الحمد لله الذي جعل فيكم- أصحاب محمد- مَن الذي إذا رأى مني أمرًا ينكره قوَّمني".

فخلاصة القول.. إن الدولة الإسلامية مدنية مرجعيتها الشريعة الإسلامية، وذلك لأن الإسلام كما يقول الشيخ محمد عبده: "دين وشرع فهو قد وضع حدودًا، ورسم حقوقًا لا تكتمل الحكمة من تشريع الأحكام إلا إذا وجدت قوة لإقامة الحدود، وتنفيذ حكم القاضي بالحق، والإسلام لم يدع ما لقيصر لقيصر، بل كان شأنه محاسبة قيصر على ماله، ويأخذ على يده في عمله، فكان الإسلام كمالاً للشخص وألفة للبيت ونظامًا للملك".
-------------
أهم المصادر:
1- الجامع لأحكام القرآن.
2- فتاوى الشيخ القرضاوي ج 4 ص865.
3- جريدة (الدستور) عدد 582، د/ رفيق حبيب.
--------------
* إمام بالأوقاف- القوصية، أسيوط

نسمة محاولة
***********
حاول ثم حاول ، ثم حاول


فالمحاولات ليست كلها فشل، فستؤدي حتماً إلي النجاح،


المهم إصرارك علي ذلك
أهمية الدعوة في حياة المسلم

ما أحوجنا للدعوة إلي الله سبحانه وتعالي، فبها تسمو القلوب ، وتسكن الجوارح، وتعلو المفاهيم وترتقي ، وتنجو بها الأبدان من النار وغضب الله.
ما أحوجنا لطاعة الله والدعوة إلي الحق التي يخرج بها الناس من الظلمات إلي النور، ومن الجهل إلي العلم والمعرفة { اللَّهُ ولِيُّ الَذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إلَى النُّورِ والَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257)} سورة البقرة.
والدعوة إلى الله وظيفة الأنبياء، فقد أوجبها عليهم ، بل ابتعثهم من أجلها وكلفهم بتبليغ دينه إلى الناس، وجعله أهم الواجبات المنوطة بهم بعد الإيمان به سبحانه وتعالي [الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله وكفى بالله حسيباً] الأحزاب: 39.
[ رُسُلاً مُّبَشِّرِينَ ومُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وكَانَ اللَّهُ عَزِيزاً حَكِيماً] سورة النساء: 165.
ما أميز هذا الدين الذي أنزله ربنا تبارك وتعالى للناس كافية ،ولم يستثن من تبعة هذا الدين مخلوق، فالكل مكلف أمام الله سبحانه وتعالي بتبليغه والعمل له [ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ (28) ] سورة سبأ.
دينٌ ارتضاه لنا رسول الله صل الله عليه وسلم بعد أن اكتملت جوانبه ، فأصبح نعمة تستحق الشكر، [اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي ورَضِيتُ لَكُمُ الإسْلامَ دِيناً] سورة المائدة.

فبالدعوة يُرفع لواء الدين، وينتشر بين ربوع هذا الكون بعد أن يصل إلي النجوع والكهوف، ويلمس جميع القلوب.

والمخلوقات جمعاء خلقت لغاية واحدة وهي مرضاة الله سبحانه وتعالي وكمال العبودية له (ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُم مِّن رِّزْقٍ ومَا أُرِيدُ أَن يُطْعِمُونِ (57) إنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو القُوَّةِ المَتِينُ (58)] سورة الذريات.
فلولا الدعوة إلى الله لما قام دين، ولا انتشر إسلام، ولولاها لما اهتدى عبد، وما عَبدَ الله عابد، وما دعا الله داع {يََأَيّهَا الرّسُولُ بَلّغْ مَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رّبّكَ ، وإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67]
فدعوة إلإنسان إلي الله تحقق الغاية من خلقه (ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56)] سورة الذريات.
دعوةٌ بينها ربنا لنبيه صل الله عليه وسلم أنها طريق الهداية والإستقامة {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِى أَدْعُو إِلَىَ اللّهِ عَلَىَ بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتّبَعَنِى وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَآ أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ} [يوسف: 108]
وهذه الدعوة لابد أن تؤثر في جوانب المسلم الشخصية، في جانبه التربوي والتعبدي، وجانبه الأخلاقي والسلوكي ، وجانبه الفكري والثقافي، وجانبه الجمالي والصحي، وجانبه المالي والإجتماعي.
وإذا لم تتأثر حياة المسلم بالدعوة فلن تكون مجدية.
وحياة المسلم الأسرية كذلك لابد أن تتأثر بدعوته ، فالهدف العام للأسرة ، وتقوية الروابط الإجتماعية وتقوية صلة الأرحام وتفعيل أفراد الأسرة نحو نفع المجتمع لأمر طـُلبنا نحن المسلمين به [وأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ (214) واخْفِضْ جَنَاحَكَ لِمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ (215)] سورة الشعراء.
والمسلم الذي يتخذ الدعوة طريقه والله غايته سيحيا حياة طيبة، وضحها ربنا تبارك وتعالي فقال [مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ولَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (97)] سورة النحل.

وصاحب الدعوة يكون في شرف عظيم ومقام رفيع وإمامة للناس في الدنيا {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمّا صَبَرُواْ وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24].
وفي الآخرة يكون من المفلحين {وَلْتَكُن مّنْكُمْ أُمّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلََئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 104]
ويكفي صاحب الدعوة أنه في معية الله وكنفه، فالداعي إلي الله في طاعته فقد جاء في الحديث القدسي: [... وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ...] رواه البخاري .
والدعوة إلي الله تزكية للنفوس، وتطهير للقلوب، ومنة من الله تعالى يمُنُّ بها علي من يشاء من عباده [ لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ ويُزَكِّيهِمْ ويُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ والْحِكْمَةَ وإن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (164)] سورة آل عمران.
والداعي ذو منزلة عالية، ودرجة رفيعة، فيكفيه فخراً أنه داعي إلي الله [ومَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِّمَّن دَعَا إلَى اللَّهِ وعَمِلَ صَالِحاً وقَالَ إنَّنِي مِنَ المُسْلِمِينَ (33)] سورة فصلت.
خليل الجبالي
عام كامل مضى على خطاب «أوباما»بالقاهرة والنتيجة «لا جديد»
د. عبد المنعم أبو الفتوح:

________________________________________
عام مضي علي خطاب الرئيس أوباما في جامعة القاهرة الذي توجه به إلي العالم الإسلامي مادًا يده كما قال مؤخراً.. وعرفنا منه أنه لا خصومة بين الولايات المتحدة الأمريكية والمسلمين وأنه يريد أن يفتح صفحة جديدة مع العالم الإسلامي.
انتظرنا أن نري تطبيقاً لهذا الكلام في الواقع.. يبشر بشيء جديد في أفق العلاقة الصحيحة التي حدثنا عنها.. فلم نر شيئاً جيدًا ولا جديداً. رأينا إصراراً علي تأييد إسرائيل في عدوانها وشراستها.. رأينا إصراراً علي تأييد أنظمة القهر والاستبداد التي تستمد كل قوتها علي شعوبها من هذا التأييد.. رأينا إصراراً علي تعميق الأخطاء يوماً بعد يوم في أفغانستان والعراق.
علي أننا لم نفقد الأمل كلية في النظر إلي الحالة التي أخرجت إلي العالم ظاهرة الرئيس أوباما، ذلك الشاب الأسود ذو الأصول الأفريقية المتحرر من سيطرة أباطرة المال والإعلام في أمريكا.. الرجل الذي لا ديون عليه لأحد إلا المواطن الأمريكي (الإنسان) الذي تبرع بخمسة دولارات لحملته الانتخابية.. وإلا لهؤلاء الشباب الواعدين بالخير والسلام والعدل علي الفيس بوك والتويتر. وبدا لنا جميعا أن الإدارة الأمريكية التي لطالما كانت أسيرة لدي أباطرة المال والإعلام.. قد نفضت عنها غباراً لا يليق بقيم الآباء المؤسسين الذين وضعوا الدستور الأمريكي.. والذين صاغوا وأعلنوا( إعلان الاستقلال) عن حق الناس جميعاً في (الحياة والحرية والسعي إلي السعادة). كما ذكر الزعيم الأمريكي جيفرسون.
ثمة عقبات واضحة أمام الرئيس أوباما بشخصه وبأفكاره أراها قائمه في العلاقة مع العالم الإسلامي.. وهي ليست بالصعبة ولا بالعسيرة إذا صدقت النوايا والعهود.
أولي هذه العقبات هي إسرائيل.. بكل ما تمثله من إشكالات معقدة شديدة البعد عن قيم الأديان والرسالات السماوية.. شديدة البعد عن قيم الحضارة الإنسانية.. شديدة البعد عن حقائق النظام الدولي عرفاً وقانوناً وواقعاً.. وأحب أن أؤكد في هذا السياق عدة نقاط:
أولاً:- ليس بيننا كعرب ومسلمين وبين اليهود أي عداء تاريخي أو خصومة أبدية.. فهم أصحاب دين سماوي نؤمن به ونشهد به وقد عاشوا بيننا في ظل الحضارة الإسلامية عيشاً كريماً لهم ما لنا وعليهم ما علينا وهي الحقيقة التي يذكرونها جيداً في تاريخ مآسيهم واضطهادهم.. لم تحدث لهم أي مذابح ولا إبادات كما حدثت لهم في أوروبا بعد اتهامهم بتسميم الآبار في القرن الرابع عشر ولم نعزلهم إجبارياً ولا اختيارياً كما حدث لهم في القرن السادس عشر في أوروبا بأمر من البابا بولس الرابع مثلاً. لم نعتبرهم شعباً غريباً كما فعل قياصرة روسيا في القرن الثامن عشر.. علي العكس تماما من كل ذلك كان لهم بيننا كل الصون والإكرام.
ثانياً:- التسليم بوجود واقع تاريخي متصل لليهود هو غير صحيح تماماً وهم في ذلك مثلهم مثل باقي البشر تعددوا وتفرقوا ورحلوا وأقاموا.. واكتسبوا صفات المجتمعات والأعراق التي حلوا بها.. وهذه الحقيقة يقر بها أكثرهم ممن دعوا إلي مصالحة العالم وأصبح الخلاص الحقيقي لديهم هو انتشار العقل والعدل بين الشعوب.. وليس العودة إلي أرض الميعاد وإقامة الهيكل ومحوا تماماً من وعيهم كلمات مثل التلمود وصهيون وإحياء مملكة إسرائيل. فقط أقلية متمكنة من أتباع المذهب الصهيوني هي التي تحالفت مع المستعمرين القدامي.. وصاغوا أساطير الميعاد والعودة وارتضوا فيما بينهم أن يقوموا بدور وظيفي يفصل الشرق العربي عن غربه ويتمتعوا بالتأييد الأوروبي الأمريكي تحت دعوي التطهر من خطيئة إذلالهم وإحراقهم..
ثالثاً:- لا علاقة لإسرائيل بيهود العالم.. فلم تعد إسرائيل وإيباك هم يهود العالم ولديكم في أمريكا منظمة(جي- ستريت ) التي تزداد قوة يوماً بعد يوم ومثلها (جي- كول) في أوروبا وهم يرفضون أن تكون لليهود دولة بحدود سياسية وجغرافية.. فغير أن ذلك لا أساس له في الإيمان اليهودي كما ذكر عالم الذرة ألبرت آينشتين.. هو أيضاً خطأ وخطر وضد السلام العالمي والإنساني. وهو ما ينادي به عالم اللسانيات الشهير ناعوم تشومسكي.. أحد أروع وأعظم العقول الإنسانية كما يوصف دائما.
من كل ذلك يجب أن تنتبه الأمة الأمريكية إلي خطأ التأييد المطلق لإسرائيل، تلك الأمة التي صححت في مسارها التاريخي أخطاء كبيرة ليست أقل خطأ من تأييد فكرة (الدولة اليهودية)..
من ينسي عظمة الأمة الأمريكية في تصحيح خطأ الرق والعبودية علي يد إبراهام لنكولن. من ينسي تصحيح خطأ العنصرية والتمييز علي يد مسز (روزا باركس)بموقفها الذي هز الأمة الأمريكية هزاً عنيفاً. من ينسي تصحيح خطأ المكارثية التي كانت تتعقب بالشبهة والشائعة المثقفين الأمريكيين. كل ذلك يجعلنا علي أمل كبير من تصحيح هذا الخطأ الكبير الذي ما عاد مقبولاً حضارياً وإنسانياً وتاريخياً وكما نقول في الإسلام لا يصح إلا الصحيح.
ثاني هذه العقبات:- هي أنظمة الاستبداد والفساد.. وهي الأنظمة التي تكونت في المنطقة بعد الحرب العالمية الثانية. وعملت بالجهد الجهيد علي خنق الشعوب والمجتمعات وحرمانها من حقها الطبيعي في النمو والنهوض والديمقراطية.. هذه الأنظمة تلقت ولا تزال دعمكم الكامل بحجة الحفاظ علي الأمن الإقليمي والاستقرار في المنطقة وبقدر ما كانت تقترب منكم كانت تتباعد عن شعوبها.. وهو الأمر الذي أنتج حالة بائسة من التكوين الاجتماعي والسياسي للشعوب، أدي فيما أدي إلي التطرف والتعصب والعنف وعدم الاستقرار.. فالاستقرار لا يكون إلا علي قواعد الحرية والرفاة والرقي الحضاري (تعليم وثقافة وفكر وفن) هذا ما تعلمناه من الإسلام ديننا وحضارتنا، وهذا ما نطمح إلي تحقيقه وإقامته في مجتمعاتنا.. إلي حيث الحياة السياسية الصحيحة في ديمقراطية التعدد والتنوع وتناوب السلطة وإلي حيث الحياة الاجتماعية الصحيحة في وضع المرأة في مكانها اللائق بها في المجتمع (شقائق الرجال) تعليماً وتمكيناً وارتقاء. وإلي حيث المواطنة الكاملة والمساواة الكاملة بين أبناء الوطن الواحد دون النظر إلي عقيدة أو لون أو عادات.
الاستقرار الكذوب الذي يستند إلي الكبت والاستبداد والقهر والإفقار وطريقة (لا تتركه يموت ولا تدعه يحيا) لن يؤدي إلا إلي العنف والتطرف والإرهاب والاضطراب والجريمة.. وإذا كان هناك من يقول بخبث ومخاتلة إن مصر القوية هي التي حاربت الصليبيين وهي التي أوقفت المغول وهي التي حاصرت الأستانة (وقت محمدعلي).. ويحب علي الغرب خنقها وحصارها في حدودها.. فهذا القول الكذوب أقل ما يوصف به أنه قول غير علمي وغير منطقي؛ لأن الزمن غير الزمن والأحوال غير الأحوال.. كما أن التقدم الإنساني في رحاب الحضارة والعلم جعل للقوة والمكانة أسباباً ونتائج مختلفة تماماً عما كان في الماضي.. وهاهي تركيا (العدالة والتنمية) نموذجاً أمامكم لتفاعل الحكام مع شعوبهم وهي نموذج لكل المخلصين لأوطانهم في ألا يفقدوا الأمل في الإصلاح ويستمروا علي طريق النضال من أجل الحرية والحياة الكريمة. مازال في الوقت سعة وفرصة لتصحيح الأخطاء والبدء فوراً في استدراك ما كان سوء فهم وتقدير.. ومازلنا نري في أن هناك أملاً كبيراً للإنسانية في تصحيح مسارات تقدمها في رحاب الحضارة والتاريخ.. رافعة راية الأخلاق والحرية والكرامة.
وسائل تربية النفس
" البكاء من خشية الله عز وجل "
للدكتورة /فاطمة الشيخ (حفظها الله )


هل العين تدمع من خشيه الله أم أن العين جفت من الدموع ........ للأسف فهذا دليل على البعد عن الله عز وجل

هل ينكسر القلب بين يدى الله عز وجل أ م لا يستطيع ولا يشعر القلب بالإنكسار بين يدى الله عز وجل

- ولذلك إذا رأيت إنسانا يسمع الموعظة ومازال يلهو و يلعب فاعلمي أن هذا قلب لم يستقيم فالإستقامة إستقامة قلب أولاً " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله و إذا فسدت فسد الجسد كله "

- هل تبكين خوفاً من الله عز وجل أو شوقاً إليه أم أن القلب لم يشتاق بعد

- هل تبكين رغبة ورهبة واعترافاً بتقصيرك أم أن القلب لم يشعر بعد بالتقصير ؟؟؟؟؟؟

- تبكى اعترافاً بذنبك وشعوراً بالفقر و التقصير تجاه ربك أم أن القلب لم يشعر بذلك ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ولذلك نقول:
إذا وجد العبد قلبه قاسياً لا تلين الجوارج للموعظة ابداً ولا تدمع عينه و لايخشع قلبه فهذا هو القلب القاسي.
ولو تعلمين حبيبتي في الله أن هذه الدموع على الوجنتين أغلى عند الله من الذهب الخالص ...........

هل تنفقين الذهب الخالص لله عز وجل ؟؟؟؟؟

فإذا امتلأت القلوب بالحب وعرف كل قلبقدر الله عز وجل واستعظم المسألة للانت القلوب، و إذا رق القلب سالت العين و إذا قسى القلب جمدت العين
ولذلك نقول : نعوذ بك ربى من قلب لا يخشع ومن عين لا تدمع ومن نفس لا تشبع ومن دعوة لا يستجاب لها

الدليل من القرآن والسنة:
فالقرءان والسنة يحثان على البكاء من خشية الله

"وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً" (الإسراء : 109 )

ولذلك عندما قرأ أحد الصحابة هذه الآية سجد وبكى على نفسه بكاء شديدا وقال هذا السجود فأين البكاء

" أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ وَأَنتُمْ سَامِدُونَ" النجم 59- 61 - أى لاهون وغافلون

يروى أنس : يخطب النبى "" خطبة لم أسمع مثلها قط فقال:
"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً"

فغطى الصحابة وجوههم بملابسهم ويسمع لأحدهم صوت البكاء من شدة خشية الله لماذا فقدنا الخشية من الله عز وجل و تجرأنا على معصيته وهو لا يدري أنه يبارز الجبار بهذه المعصية

يا من تبكين من خشية الله عز وجل أبشري !!!!!!!!

يقول النبى ""
" ليس شئ أحب إلى الله تعالى من قطرتين و أثرين : قطرة دمع من خشية الله عز وجل و قطرة تهرق في سبيل الله و أثر فى سبيل الله وأثر فى فريضة من فرائض الله عز وجل " رواه الترمذي و حسنه الألباني

مثل :
رجل حضر مجلس علم .......... في سبيل الله
رجل خرج يصلى فى المسجد ......... في فريضة
رجل خرج فى عمرة أو حج ........... في فريضة

نسأل الله عز وجل أن تكون خطانا لله عز وجل

يقول النبى ً
" لا يلج النار رجلاً بكى من خشية الله حتى يلج اللبن فى الضرع ولا يجتمع غبار في سبيل الله و دخان جهنم " رواه الترمذي و حسنه الألباني

يقول سيدنا على بن أبى طالب الناس فى عهده:
رأيت أصحاب رسول الله فلم أر اليوم شيئاً يشبههم كانوا يصبحون شعثاً غبراً صفراً بين أعينهم كركب المعزى قد باتوا
سجدا و قياما يراوحون بين جباههم و أقدامهم ، فإذا أصبحوا تمادوا كما يميد الشجر يوم الريح وهملت أعينهم بالبكاء فوالله لكأني أرى القوم اليوم غافلين .

يبكى أبو هريرة فى مرض موته : فيسأل ما الذى يبكيك فيقول والله ما تبكينى دنياكم هذه ولكني أبكى لبعد سفرى وقلة زادى

أصبحت في صعود مهبطه جنة ونار فلا أدري إلى أيهما يسلك بي . وهو أبو هريرة الصحابى الجليل وأكثر من روى عن النبى

بكى النبى عند سماعه لآيات الله عز وجل عندما قال لعبد الله بن مسعود اقرأ عليّ القرآن قال اقرأ عليك وعليك أنُزل قال إنى أحب أن أسمعه من غيرى فقرأ عليه من سورة النساء حتى وصل إلى قوله تعالى " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَـؤُلاء شَهِيداً " (النساء : 41 ) فقال حسبك فالتفت بن مسعود و رأى النبي وقد فاضت عيناه بالدموع ........ فالنبي

* الذي غفر له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر يبكي من هول المطلع فما بالنا شغلتنا الدنيا و لا نعد للقاء الله عز وجل ؟؟؟؟

وكان أحد الصحابة إذا قرأ الفاتحة ووقف عند قوله تعالى " إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ" بكى حتى انقطعت قراءته ثم عاد فقرأ " الحمد لله "

أين نحن من خشية الله عزوجل ؟؟؟.............. وأين نحن من هؤلاء ؟؟؟؟؟؟

وكفى شرفاً لمن يبكي من خشية الله هذه البشرى من الله عز وجل
حيث ذكر النبى فيمن يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل إلا ظله – ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه

" قيل أن ثابت البنانى وهو أحد التابعين كان كثير البكاء من خشية الله عز وجل حتى كاد أن يصاب بالرمد فقال له الطبيب

علاجها ألا تبكي فقال فما خيرهما إن لم تبكيا ؟! وأبى

فلماذا تبكين على شئ فى الدنيا فاتك ولا تبكى على تفريطك فى قرآنك أو تقصيرك فى طاعات الله عز وجل .... والله لا يكون ذلك إلا لقسوة القلب وغفلته عن الله عز وجل

قيل أن عمرو بن عتبة كان يخرج ليلاً ويقف على القبور ويقول :
يا أهل القبور قد طويت الصحف و قد رفعت الأعمال ثم يبكى بكاءاً شديداً ويصف أقدامه بين يدى الله عز وجل في قيام الليل حتى يصبح فيرجع فيشهد صلاة الصبح .

و بكى عمر بن عبد العزيز فبكت زوجته فاطمة فبكى أهل الدار فسألته زوجته مم بكيت ؟ قال : ذكرت منصرف القوم من بين يدي الله عز وجل فريق في الجنة و فريق في السعير فما زالا يبكيان

يقول أحد التابعين لأن أبكي ن خشيه الله أحب فتسيل دموعي على وجنتيه

و كان بن عمر إذا قرأ " أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ ....... " الحديد 16 – بكى حتى يغلبه البكاء .

يقول الفضيل بن عياض : طوبى لمن استوحش من الناس وكان الله أنيسه وبكى على خطيئته

و عن سلام بن أبي مطيع قال:أتوا إلى الحسن بكوب من الماء ليفطر عليه ، فلما أدناه إلى فيه بكى و قال : ذكرت أمنية أهل النار : " َنْ أَفِيضُواْ عَلَيْنَا مِنَ الْمَاء أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُ " وذكرت ما أجيبوا به : " إنَ اللّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ " الأعراف 50

أسباب نضب العيون وقحطها:
1- ترك العلم عن الله عز وجل والإشتغال بعلوم الدنيا فقط
2- نسيان العبد أنه يوشك أن يرحل "كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ" الأنبياء : 35
3- عدم الشعور بالتقصير فى حق الله عز وجل
4- غياب كثير من الناس عن دراسة سيرةالنبى فهي تحيي القلوب وتزيد الإيمان في القلوب
5- هجر كتاب الله عز وجل قراءة حفظاً وفهماً وتدبراً حتى النظر فيه

فكان من الصحابة من فقد بصره ويرد إليه بصره عند النظر فى كتاب الله
وأكثر الناس تعاسة فى الدنيا أكثرهم هجراً لكتاب الله عز وجل
وأكثر الناس سعادةفى الدنيا أكثرهم تمسكاً بكتاب الله عز وجل
لو كان عندك أهلك وأولادك والدنيا كلها لن تجدى سعادة مثل السعادة بكتاب الله عز وجل
6- لهو الناس عن الحق :
فى أى موطن أو فى أى مكان – فى بيتك – خارج بيتك انظرى للمشهد هل يقرب من الله عز وجل أم يبعد عن الله عـز وجل
إذا استحييتى أن تطلع الناس عليه فاعلمى أن الله لا يرضى عن هذا العمل
7- نسيان يوم اللقاء الأعظم يوم الحساب ووضع الموازين القسط ليوم القيامة

نسيان أن الأرض تحدث أخبارها – حجرة نومك – وكل مكان فى بيتك سيشهد لك أو سيشهد عليك " إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا وَقَالَ الْإِنسَانُ مَا لَهَا َوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا " الزلزلة من 1: 4

ماهى الأمور التى تعين على البكاء ؟
1- الخلوة الصالحة في أوقات إجابة الدعاء
2- أن ترى نفسك مع جماعة كلهم قد سبقوك إلى الجنان و أنت تتعثر بذنبك
3- أن تذكرى يوم التغابن وقول الله تعالى " يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ " (الحاقة : 18 )
4- التباكى ، وهو استدعاء البكاء
5- المناجاة ، و هي الشكوى إلى الله عز وجل
6- عد السيئات ، أن يجلس فيتذكر ذنوبه و يحاول إحصاءها ولن يستطيع
7- قلة أكل اللحم و كثرة أكل البقول
8- الإنصات للموعظة و التدبر فيها.
نسمة ورع

من الورع اشتغالك بعيوبك

فالمرء إن كان عاقـلاً ورعـاً
...
انشغل بعيوبه عن غيره

وتلمس الإيجابيات عند الآخرين

وعود عينيك أن لا تري إلا الطيب.مشاهدة المزيد
إلهي

لي في الحياة صحبة يملأ قلبي حبُهم،

وإن باعد الزمان بيننا فدموعنا تسيل علي وجناتهم،

ويطوي الفراقَ حنينُنا وشوقُهم،

إلهي

يامن ألفت بيننا بغير موعد ولا أرض تقلهم

هيئ لنا لقائهم وقربهم،

فأرواحنا تعارفت بأرواحهم،

فأنت فيك نجلهم ونحبهم،

فاجمع إلهي قلوبنا بقلوبهم،

حتي تعانق أكتافنا أكتافهم .



خليل الجبالي
إلهي
لي في الحياة صحبة يملأ قلبي حبُهم،
وإن باعد الزمان بيننا فدموعنا تسيل علي وجناتهم،
ويطوي الفراقَ حنينُنا وشوقُهم،
إلهي
يامن ألفت بيننا بغير موعد ولا أرض تقلهم
هيئ لنا لقائهم وقربهم،
فأرواحنا تعارفت بأرواحهم،
فأنت فيك نجلهم ونحبهم،
فاجمع إلهي قلوبنا بقلوبهم،
حتي تعانق أكتافنا أكتافهم .
خشن المعاملة

خشن المعاملة إندفاعي متفرد الشخصية والتفكير، سريع الغضب، يعتمد في تعامله علي طريقة حواره وأسلوبه الفظ الموتر، فينفر الناس منه ليأمنوا أذي لسانه، أويفضلوا الصمت وعدم الرد عليه غالباً مما يجعل الحوار من طرف واحد ، فيظن أنه قد أنتصر بفكره وعقله، علي الرغم من الخسارة الواضحة في العلاقات والحوارات مع الآخرين.
ويمزق خشن المعاملة أحياناً علاقاته الأسرية لغلظ طباعه وتفادياً لعواقب معايشته.

صفاته:
 قاسي في تعامله حتى أنه يقسو على نفسه أحياناً.
 لا يحاول تفهم مشاعر الآخرين لأنه لا يثق بهم.
 يكثر من مقاطعة الآخرين بطريقة تظهر تصلبه برأيه.
 يحاول أن يترك لدى الآخرين إنطباعاً بأهميته.
 مغرور في نفسه لدرجة أن الآخرين لا يقبلوه.
 لديه القدرة على المناقشة مع التصميم على وجهة نظره.
 يستخدم التجريح أحياناً في كلامه مع الآخرين.
 يندفع في كلامه دون تفكير.
 يوتر نفسه ويوتر من حوله.
 يتمسك بأرآئه ويدافع عنها بكل قوة.

كيف تتعامل معه:-
 اعمل على ضبط أعصابك و المحافظة على هدوئك معه.
 حاول أن تصغي إليه جيداً ولا تستفزه.
 كن على إستعداد للتعامل معه ولا تحاول إثارته.
 حاول أن تستخدم معلوماته و أفكاره للرد عليه.
 كن حازماً عند تقديم وجهة نظرك معه.
 حذر الآخرين من طريقته وأسلوبه.
 فهمه إن إحترام الإنسان له على قدر إحترامه للآخرين .
 ذكره بالآيات و الأحاديث المناسبة في كيفية العلاقة مع الآخرين.
 لا تستفز مشاعرة وتعامل معه بتواضع وثقه.
 أحسن إستقباله وتحل معه بسعة الصدر.
 أشعره بأهمية رأيه مع حسن إستماع أرآء الآخرين .
 لا تتجادل معه، وتحاشاه عند الهجوم ( فلسانه فالت ).
 لا تفضح عيوبه أو تشهر به .
 عمق نقاط الإتفاق واجعلها بداية للحوار بينكما.
 إحذر أن ترد على خشونته بخشونة مماثلة.
 تجنب صحبته أو مجالسته فإنه يضر أكثر مما ينفع.
 بين له فضل اللين والمعاملة الحسنة.

وأخيراً قل له:
<<< المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده >>>
النقد البناء وهدم النفوس

ما أسهل أن تنطق بكلمة نقد فيمن حولك، تخرج من فيك بسهولة، قد تلقي لها بالاً، فتتحمل تباعتها، وتدرك أبعادها، وتصوب أهدافها، فتخرجها وأنت موقن بها، كلمة قد تبني بها نفوساً أو تصوب بها أخطاءاً ، أو توجه بها مساراً، أو تكمل بها بناء شخصية فتسعي لتطويرها أو تحسين صورتها أو تعديل رأيها، أوتعرض وجهة نظرك بناءً علي ماسمعته أو قرأته عمن حولك من البشر ، كلمة طيبة ، إيجابية ترفع بها أقواماً أو تعلوبها هامات، فيُسَروا أصحابها بمقولتك أو نقدك لهم ويسعدوا بحوارك معهم، لأنك تضع لبنات في حياتهم لتكمل بها بناءهم، فيفرحوا دائماً بنقدك البناء لهم.
وما أصعب أن ترجع فيما قلت، حتي وإن كان نقدك بناءاً ،فالكلمة التي خرجت لن تعود، وستتحملها بحلوها ومرها، بإيجابياتها أوسلبياتها، فاحذر في نقدك وفكر فيه جيداً قبل أن تتكلم به، فلن تعود الكلمة إلي فيك مرة أخري.
فالنقد البناء هو النقد الإيجابي الذي تدفع به عجلة العلم والمعرفة وبناء الشخصيات التي ننتقدها إلي الأمام.
نمر بالنقد في حياتنا اليومية إما بالنظرة أو الكلمة أو الإشارة أو بالهمس واللمز، المهم أن لك رأياً فيما حولك، والأهم أن يكون إيجابياً.
أما النقد السلبي، فهو هدمٌ للنفوس ، فيخرج صاحبه بفقد ثقة الناس في رأيه ومشورته بعد أن يبرز سلبياتهم ونقاط ضعفهم.
والنقد السلبي يوقف مسيرة تطوير الأشخاص أو الهيئات أو الأمة. وهدم النفوس ما أسهله في كلمة تحطم عزيمة الأفراد أو تظهر عيوبهم ، أو تفقد الأمل في بناء مستقبل مشرق أوتعوق تحقيق أهداف مرجوة، أو تضعف إرادة أشخاص فتؤدي إلي هزيمتهم وفشلهم.
فبناء الصروح يحتاج إلي وقت وجهد وتضحية ، أم هدمها فلا يحتاج إلا إلي لحظات تصطدم فيها بالأساس فتخوره وتجعل عاليه سافله.
ما أسهل الهدم وما أحقره!.
والنفوس الواثقة من نفسها المحددة لهدفها لن تتأثر بما يقال عنها من نقد سلبي.
والناقد الفاهم لدينه، المدرك لما حوله، الإيجابي في نقده يحتاج إلي عدة أمور تستوجب عليه أن يراعيها في نقده ومنها :
- أن يوقن في نقده الفائدة للآخرين.
- أن يقصد في نقده أمراً بمعروف أو نهياً عن منكر أو تصحيحاً لأخطاء الآخرين.
- أن لا يتسبب بنقده في إيجاد مشاكل جديدة أو أكبر ممن ينتقدها.
- أن لا ينشأ بنقده عداوة أو بغضاء لدي الآخرين.
- أن يفكر كثيراً في نقده ويراجع دوافعه لذلك، ويحدد الهدف منها قبل أن ينتقد .
- أن يسعى بنقده إلي تعليم مهارة أو معرفة جديدة أو تصويب خطأ، أو تحسين أداء.
- أن يبتعد في نقده عن المساس بالأشخاص أو التجريح فيهم، ولكن النقد يكون في السلوك والأفعال والأقوال.
- أن لا يتتبع العثرات والهفوات وخاصة لأصحاب العلم والفضل ممن يشهد لهم بالعمل العام الإيجابي .
- أن لا يطعن في النيات ولا يدخل في المقاصد، فالسرائر وما خفي لله سبحانه وتعالي ، وعليه في نقده الإيجابي بما رأته عيناه وصدقه الموقف لا أقوال الآخرين.
وأخيراً:
علي الناقد أن يقصد بنقده النصيحة لوجه الله فيجردها من هوى النفس حتي تخلص لله تعالى (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا للهِ وَرَسُولِه)سورة التوبة.
خليل الجبالي
إلي أخي ومعلمي المهندس/ خيرت الشاطر
سـلـمـت يـــداك
سلمت وسلمت يــداك من كل سوءٍ بحــفــظ ربٍ حـليـــــمٍ عـلـيـم
وصــرت رمـــــزاً للحـــق يعلــــــو بحب الناس فأنت ذو قلب رحيـم
عهـــدنا فــيــك جــــــود الـكـــرام وســخــاءً بــكـــل عـــظـــيــــــم
رأيت فــيـك إخــــــاءً شامـخـــــــاً تعــلــوك بـســـمــة كــل رحـــيــم
وعـلـي الأعــادي قــويـاً لا تلــيـن وفــي المـحـافــل ظــلـك لا يـغـيم
ويمــــــلأ القـلــبَ أمــــالٌ فــــيــك لنـصـرة الـحـق وردَ كـل غـشيـمِ
دعــوت اللــه أن يـرزقـــك عـلـماً فـــــوق عـلـــــمٍ فأنـت حـكـيــــــم
وثـــق فــي اللــه بـأن ربـاطــكــم لـن يــضــيـع يـومـاً ولا يـضـيـم
عـشت وعاشت لـك الإخوان دوماً محـضـنـاً تــزود عـنك كــل رجيـم
الشـوق يحــنو إلـيك حـبـاً ودعـاءً راجــيـاً شـفـاك مــن كــل سـقــيـم

***************
أختاه عودي إلي الرحمن واحتشمي
**********************
قالت وفي عينها من رمشها كحل  قف وانتظرني فقد أودى بي الحول

أنا الغريبة يا عمري وكم نــظرت  إليك عيــــني بقلب ملؤه الوجل

والولهى على مضـــضأنا المحبة  فكن رحيمـــــا وقف يا أيها الرجل

لاتتركني فإني بت مغرمــــة  بحسن وجهـــــك لما اختاره الخجل

صددت عني فكاد الصد يقتلـــني  وغبت عني فكـــــاد العقل يختبل

فكرت أنساك لكني كواهــــمة  ظنـــت بأن قلوب الغيد تنتقل

فرحت أرسل طرفي في الوجوه فما  علـــمت قلبي إلا فيك يشتغل

ينام كل الورى حولي ولا أحــد  يدري بأن فؤادي منك يشتعل

فكن شفوقا وجد لي بالوصال فمـا  أريـد غيرك أنت الحب والأمل

جد لي ولا تك مـــغرورا فما أحد  رأى جــــمالي إلا إغتاله الغزل

ألا ترى قدي المياس لو نظـــرت إليه أجمل مـن في الأرض تختجل

ووجهي الشمس هل للشمس بارقة  إذا شخــصت إليها فهي ترتحل

فقلت والحزن مرسوم على شـــفتي  وفي فــــؤادي من أقوالها دخل

أختاه لا تهتكي ستر الــــحياء ولا  تضيعي الدين بالدنيا كمن جهلوا

والله لو كنت من حور الجــنان لما  نظرت نحوك مهما غرني الهدل

أختاه إني أخاف الله فاســـــتتري  ولتعلــــمي أنني بالدين مشتمل

تمسكي بكتاب الله واعتصـــــمي  ولا تكوني كمن أغراهم الأجل

أختاه كوني كأسماء التي صـــبرت  وأم ياســــــر لما ضامها الجهل

كوني كفاطمة الزهراء مؤمنــــة  ولتعلمي أنــــها الدنيا لها بدل

كوني كزوجات خير الخلق كلهمو  من علم الـناس أن الآفة الزلل

من صانت العرض تحيا وهي شامخة  ومن أضاعـته ماتت وهي تنتعل

كل الجراحات تشفى وهي نافـــذة  ونافذ العرض لا تجدي له الحيل

من أحصـنت فرجها كانت مجاهدة  كمريم ابنت عمران التي سألوا

ومن أضاعته عاشت مثل جاهلة  تريـد تسير من قد عاقه الشلل

أختاه من كانت العلياء غــــــايته  فـــــليس ينظر إلا حيث تحتمل

أختاه من همه الدنيا سيخسرها  ومن إلى الله يسعى سوف يتصل

أختاه إنا إلى الرحمان مرجعنــــا  وســــوف نسأل عما خانة المقل

أختاه عودي إلى الرحمان واحتشمي  ولا يـــــغرنك الإطراء والدجل

توبي إلى الله من ذنب وقعت به  وراجعي النفس إن الجرح يندمل


قيل ان من القاها هو شاب سوري القاها في الحفلة الختامية للدراسة في جامعة دمشق فأبكت جميع الفتيات