تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟
ودق ناقوس الخطر



الزواج آية من آيات الله يعظِّمها سبحانه وتعالي، والتوافق بين اثنين نعمة من الله يمنُّ بها علي من يشاء من عباده ، فبها ترفع رايات الأفراح، وتعم السعادة في قلوب الأحباب ، وتتكاتف الأيادي لإنجاز المطلوب، ويصب الممتلئ بالرضا علي الآخر حتي تتكافئ الرؤوس – وإن إختلفت في جوهرها – فالرضا والقناعة يجعلان العلاقة بين الزوجين حميمة قوية، لتسير المركب إلي الشطئان في أمان ، وبالقبول تنتهي الفوارق، وتصبح الحواجز التي بينهما كالجليد تذيبها حرارة العرس والدعاء بالتوفيق من الأهل نحو إقامة بيت سعيد مصحوباً بالرفاق والبنين.


أيها الزوجان حافظا علي الوفاق الذي صار بينكما ، والرضا الناتج عن القبول ببعضكما، وأذكرا نعمة الله عليكما بالزواج فهل من بعد آيات الله آية؟


- قد تفطر العلاقة بينكما ويصاب أحدكما أو كليكما بالملل والفطور ، فعودا إلي بداية حياتكما دائماً، فاملئا القلب بجهة وسرور، وإلا فيسحل مكانهما العبس والكأبة، ويزداد الفطور، فابحثا عن الفرحة والسعادة وخذا بالأسباب دون الإعتماد علي الآخر في الإنطلاق نحو السرور.


بشاشة الوجه ومقابلة الآخرين بالإبتسامات حث عليهما نبينا الكريم صل الله عليه وسلم فقال: ( تبسمك في وجه أخيك صدقة) فأنتما أيها الزوجان أولي ببعضكما البعض ، فإياكما من العبس والكآبة فهما خفافيش الظلام إن حلَّ علي الوجه فلن يخرجا إلا بتشويه الشكل، فقد استعاذ النبي صل الله عليه وسلم منهما فقال ( اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل، وأعوذ بك من الجبن والبخل، وأعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)سنن أبي داوود.


- أنتما جزءان من الأهل ، فعليكما بالود وصلة الأرحام قبل فوات الآوان، والتراشق بالأقوال، وإنتهاء الآجال، فتزداد الفجوة بينكما ، ويغضب الرب من قطيعة أرحامكما، ويحل الشقاق في عشكما وإن تظاهرتما بين الأهل بالرضا والقبول.


فاحذرا قول الله تعالي في حديثه القدسي ( الرحم شققت لها اسماً من اسمي ، من وصلها وصلته ومن قطعها قطعته).


ومهما كان الخلاف بين الأهل فإياكما باستخدام الأولاد وسيلة للضغط أو تأكيداً للكره والنفور.


- جفاف العلاقة بينكما من جفاف الطاعة سوياً لله وحب العمل له والدعوة فيه، فاجعلا لكما طاعة تجمعكما في محراب الرحمن تصفوا بها القلوب، وتهدئ بها النفوس، فالقلوب الطائعة لربها ، الساجدة لخالقها، الذاكره لبارئها مطمئنة، والجود علي الأقارب ومن حولكما يمحو الذنوب ، فالطاعة تزيل الران من فوق القلوب (وأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وزُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إنَّ الحَسَنَاتِ يُذهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَاكِرِينَ (114) واصْبِرْ فَإنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَالمُحْسِنِينَ (115))سورة هود.



- تجنبا الخلاف والبعد عن تضخيم المشكلات، واسعا لحلها حفاظاً علي المشاعر التي تحابت فأخرجت أفضل ما عندها من معاني الحب والعطف والحنان ، فلا يبيتن أحدكما وفي صدره شيئ ، وإن حدث ذلك وتحاملت النفوس فالتصافى بينكما، فسلامة الصدر تجبر الكسر، وتعيد الود، وتدخل الجنان.


وإياكما والخوض في مشكلات أو خلافات في وجود الأولاد، فالهدم في النفوس أشد وأنكى من بناء الدنيا في الماديات.


- والحذر كل الحذر من خروج مشكلة مهما صغر حجمها، أوخف وزنها بعد عتبة البيت، فالجروح الداخلية يسهل إلتئامها ، فإن تفتحت من الخارج صار علاجها أصعب، ولن يعود الجسد علي ماكان عليه فهو إلي التشوية أقرب، ويحتاج إلي وقت وعناء وخاصة بعد تدخل أصابع أخرى لتساعد علي التمضيد وإن فلحت!.


- لينا الجانب لبعضكما، فلا تكونا كالجبال يصعب تسلقها ، وكونا كالجمال تخضع ظهورها ليمطاتها الصغير قبل الكبير، فما وضع اللين في شيئ إلا زانه، وما وضع الكبر في شيئ إلا شانه. فكونا باللين كاليدين تمسح بعضهما بعضاً، وتملس أحداهما علي الأخري حتي تنظفها وتطهرها .


- البخل يهدم القلوب قبل هدم البيوت، فاحذر أيها الزوج الحنون فأنت الراع عن رعاياك فمن أين لهما بالحاجات والأموال إن دب الشح في جيبك، وصار البخل من سماتك، فالجود والكرم من سيم الرجال، وعليك بحديث حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي ) الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب.


- الإسراف صفة الشيطان ، وهي تهدم المستقبل للأولاد وإن عاش المرء لحظة ترفٍ فسيعيش بعدها دهر من القحط وذلة في العيش بين الأهل والجيران، فاحذري أيتها الزوجة من الإسراف في الكماليات ، وقلب الأولويات والنظر إلي من حولك لتعيشي عيشة الأميرات وتندمي بعدها ندم العبيدات ، وسيأتي اليوم الذي تبحثين فيه عن مال بين يديك ولكن قد فات الآوان (وآتِ ذَا القُرْبَى حَقَّهُ والْمِسْكِينَ وابْنَ السَّبِيلِ ولا تُبَذِّرْ تَبْذِيراً (26) إنَّ المُبَذِّرِينَ كَانُوا إخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُوراً (27) وإمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِّن رَّبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُل لَّهُمْ قَوْلاً مَّيْسُوراً (28) ولا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إلَى عُنُقِكَ ولا تَبْسُطْهَا كُلَّ البَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً (29) إنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ ويَقْدِرُ إنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيراً (30)) سورة الإسراء.


نصائحي إليكما أيها الزوجين الكريمين أدق بها ناقوس الخطر حتي لا تتفتت الأسرة ويدب الخلاف بينكما ، عسى الله أن يمنّ علي بيوت المسلمين بالحفظ والأمان والإستقرار.


خليل الجبالي

الإنهـزامــي

الإنهزامي ضعيف الشخصية، سلبي، متشائم، باحث عن الأخطاء، محبط، كسول، وسواس، متردد، متشكك، معارض، سيئ الظن بالله والآخرين، لا يخطط ، ليس عنده أمال ولا طموحات مستقبلية، قليل الفعل، كثير الكلام، كثير الشكوى ضد الظروف وينحني أمام أبسط العواصف .


الإنهزامي شخصية متواكلة , تنتظر من الآخر كل صغيرة وكبيرة , مسلوب الإرادة ، ومن سلبت إراته فلا تنتظر منه شئ . فهو شخصية يعيش في ضياع .


كل الصفات التي تحب أن تتجنبها في شخصيتك تجدها في هذه النوعية من الشخصيات فلا تجعلها تهزمك نفسياً، وانتصر علي نفسك بالبعد عن هذه الصفة.


صفاته:


 يخشي المواجهة ولا يقبل التحدي.


 ضعيف الهمة ، مضطرب نفسياً.


 لا يحب التنافس خوفاً من الهزيمة.


 يوقع نفسه في الخطأ والذلل.


 يفقد الأمل في كل شئ، يشعر باليأس ويرجح الخسارة .


 ضعيف الإيمان ، بعيد عن ذكر الله ، يميل إلي الهوان.


 يطالب الآخرين بالعمل أكثر مما في طاقاتهم حتي يعجزهم.


 شخصية مشلولة لديها إستعداد للفشل أكثر من إستعدادها للنجاح.


 محبط للآخرين, يفكر في سفاسف الأمور، عضو غير فعال في المجتمع.


 شخصية إستهلاكية مادياً ومعنوياً وإجتماعياً.


 مسلوب الإرادة، متقاعس، ويسوف الأمور.


 يعيش ضائعاً في حياته منزوياً، ليس له هدف في الحياة.



كيف تتعامل معه:-


 لا تعرفه ولا تتعرف عليه ولا تجعله ضمن صحبتك أو مجلسك.


 ثق في معية الله وكن مع المؤمنين المجاهدين المجتهدين العاملين.


 ثق في نفسك ، في إمكانياتك وقدرات وعقلك وتفكيرك فأنت أهلاً لذلك.


 حدد أهدافك ووسائلك وخذ بالأسباب وتوكل علي الله.


 ثق فيمن حولك، ممن أخترتهم لصحبتك أو العمل معك.


 لا تتردد في اتخاذ قرار بعد دراسة، ولا ترجع في أمر عزمت عليه بعد توكل.


 واصل عملك ونجاحاتك وتطوير ذاتك دون الإلتفات إلي كلام الإنهزامي أو أفعاله.


 إحذر أن يستدرجك إلي إنهزاميته وتخاذله، فيحب أن يصبح الآخرين مثله.


 لا تسمح له بمناقشة رأيك حتي لا يفتته أو يشكك فيه.


 إدرس سيرة السلف والصالحين في الإنتصارات وتحقيق ما أرادوا.


 تعلم بعد دراسة الفرق بين التوكل والتواكل.


 لا تحمل نفسك أكثر من طاقتها ولا تهدر إمكانياتك وقدراتك فلا تستفيد منها.


 أصلح قلبك بذكر الله وطاعته، يمتلأ يقيناً بالنجاح والفلاح.


 لا تعيره أي اهتمام متي قابلته.


وأخيراً قل لنفسك :-


<<< الشخصية المؤمنة لا تعرف روح الإنهزامية >>>


خليل الجبالي
 
فضل الحب في الله
الحب في الله رابطة من أعظم الروابط ، وآصرة من آكد الأواصر ، جعلها سبحانه ,وتعالى أوثق عرى الإسلام والإيمان ، فقال - صلى الله عليه وسلم : (أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحب في الله والبغض في الله عز وجل ) رواه الطبراني وصححه الألباني .


بل إن الإيمان لا يكمل إلا بصدق هذه العاطفة ، وإخلاص هذه الرابطة قال صلى الله عليه وسلم : ( من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) رواه أبو داود .

ومن أراد أن يشعر بحلاوة الإيمان ، ولذة المجاهدة للهوى والشيطان فهذا هو السبيل ، ففي الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : (ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ).

والمرء يفضل على صاحبه بمقدار ما يكنه له من المحبة والمودة والإخاء ، قال - صلى الله عليه وسلم - : (ما تحاب اثنان في الله تعالى إلا كان أفضلهما أشدهما حبا لصاحبه) رواه ابن حبان وصححه الألباني .

وأما الجزاء في الآخرة فهو ظل الرحمن يوم لا ظل إلا ظله ، وقد أخبر - صلى الله عليه وسلم - أن من بين السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله : (رجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه) أخرجاه في الصحيحين .

 
أخرج الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( إن الله يقول يوم القيامة : أين المتحابون بجلالي ؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظلَّ إلا ظلِّي ) .

وأخرج الترمذي عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله عز وجل : (المتحابون في جلالي لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء) .

وقفة مع المتدينين

 
سيتذرع الغاصبون المعادون للإسلام بكل الطرق لمناهضة المتدينين وإطفاء نور دعوتهم، وسيستعينون في ذلك بالحكومات الضعيفة والأخلاق الضعيفة والأيدي الممتدة لهم بالسؤال وإلي المتدينين بالإساءة والعدوان، وسيثيرون حول دعوتهم غبار الشبهات، وظل الاتهامات ، وسيحاولون أن يلصقوا بهم كل النقائص، وأن يظهروها للناس في أبشع صورة ( إرهابيين، متزمتين، متشددين، جهلاء، قتلة، ضعفاء، خونة، و... ) معتمدين على قوتهم وسلطانهم ووسائل إعلامهم ورجالهم من بني جلدة المتدينين، ومعتدين بأموالهم ونفوذهم وعلمهم الذي وصلوا إليه في غفلة من المتدينين بعد أن تركوا إجتهادات أسلافهم من العلماء المسلمين.


{ يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ واللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ ولَوْ كَرِهَ الكَافِرُونَ (8)}سورة الصف.


وسيدخل المتدينون بذلك ولاشك في دور التجربة والامتحان، فيسجنون ويعتقلون ويقتلون ويشردون ويحاصرون وتصادر مصالحهم وتعطل أعمالهم وتفتش بيوتهم، وقد يطول بهم الامتحان والبلاء { أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) ولَقَدْ فَتَنَّا الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَذِينَ صَدَقُوا ولَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ (3) }سورة العنكبوت


ولكن الله مع ذلك وعدهم نصرة المجاهدين ومثوبة العاملين المحسنين إذا أخذوا بأسباب النصر وصاروا علي نهج العاملين المخلصين.


فهل المتدينون مصرون علي أن يكونوا أنصار الله؟.


[وعَدَ اللَّهُ الَذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ولَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَذِي ارْتَضَى لَهُمْ ولَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً ومَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ (55)] سورة النور.

خليل الجبالي
هكذا تغضب



كان حكيم يسير فى الطريق يوماً ما فسمع بكاءً شديداً ، بكاء لم يعهده من قبل ،لدرجة أنه اخذ يلتفت حوله ليرى

مصدر ذلك البكاء،فرأى فتاً أمامه يبكى كثيراً ،فبادر الحكيم وسأله لما البكاء أيها الفتى ؟،فأجاب الفتى وكان فى حاله صعبة قائلاً : من كثرة الدماء التى تسيل ،ومن الحالة السيئة التى يمر بها أهل الدار المجاورة لدارنا ،فحالتهم صعبة للغاية كما اخبرنى اخى الذى استثاره المشهد فاخذ يتحسس ليعرف ما يحدث ،واكمل الفتى قائلاً العجيب انه لا احد يواسيهم ماذا يحدث لنا واخذ يبكى ويبكى ويعلو صوته ماذا يحدث ويتسأل كأنه يخطب امام حشد من الناس قائلا ايها الخلق ماذا يحدث بنا؟ لما السكون ؟ لما تبلد المشاعر ؟


فما كان من الحكيم الا أن رد قائلاً له: افرغ شحنة غضبك، افرغها وان اردت ان تجرى متلهث وتدق الأبواب، لتفيق الناس فى الديار الآخرى المجاورة فلا تترد، افرغ ولكن لا تفرغ كل ما بداخلك فان افرغتها دفعة واحدة فانى اخشى عليك من اصابتك بالتبلد، تبلد المشاعر كالشخص الذى من كثرة التفكير الذى اصدع راسه قرر الا يسمع اى كلام حتى لا يفكر فتصدع راسه ،ارفق بذاتك وجه جزء منها لغضبك وجزء لفكرك حتي لا يختال توازنك، وتٌصاب بالتبلد او الجنون، أو تصبح أصم رغم كمال أعضائك.


وأكمل الحكيم متحدثاً للفتى أعلم أنك مندهش تتسأل عن الذي اقوله،إنها هى البداية :البداية الصحية للتوازن بين ان تفكر وان تعبر عن مشاعرك.


وترك الحكيم الفتي واختفى ويكأنه شبح ظهر له فى حلم أثناء نعاس من تعب البكاء ،ومرت الايام وعاد الفتى لحياته الطبيعية وخاصة عندما علم من أخيه أن الوضع هدأ ولا شىء يلفت انتباهه هناك.


و فى يوم مشابه لليوم الذى ابكى الفتى فيه، بدا فيه الفتى انسان عادى امام ماشهده من قبل فأبكاه.


فتوجه الحكيم للفتى الذى اخذ ينظر اليه محدقاً محاول تذكره ،حيث ان هيئته ليس بالغربية عليه ،ليقول له الحكيم الم أقل لك افرغ الشحنة وكن كالميزان لا تجعل كفة تخل عن الاخرى ،ولكنك لم تاخذ نصيحتى حتى نفذت كل شحنتك ولم يبقى لك أى قدرة على رد فعل،فللأسف تبلدت مشاعرك وصٌمت آذانك، فلو اخذت بقولى لما جف دمعك، وما وقف عقلك، وما تراجعت أقدامك، ولرأيت ما لم تراه عيون غيرك ، ولأدركت عمى البصر رغم قوة النظر.


فرد الفتى متسائل كيف هذا؟ ،وما هذا ؟، فرد الحكيم وقال له: طالما أنك تنتظر من يأتى ويدق بابك من اهالى الديار الاخرى التى تقنط نفس الحى ويقول حالى هذ او ذلك ،فاعلم انك بذلك لن تحيأ إلا لنفسك، ومن حى لنفسه أصبح غريب عن اهل داره ،قبل ان يكون غريب عن اهالى الديار الاخرى فلا يشعر بحزنهم ولاجراحهم ،وإن شعر بهم فسيألم للحظات ثم يستأنف حياته كما هى ، فيا من تالم قلبك فى مرحلة عبرة لجراح اهالى الديار المجاورة لك فهل دارك سليمة بلا جراح ام يصرخ وانت لا تشعر , ويا من صرخ أثر جراح أٌحلت بأشقائك الملاصقين لك ،وعلى بكائه حتى اسمع الخلق فاندهشوا لفعله


هل تحسب انهم مع خفوت أصواتهم الطالبة للاغاثة ،التى جعلتك ظاناً بأن حالهم قد استقر موضعه ، قد وقف نزيفهم وغمضت أجفانهم ؟، لا،ثم لا ، .إذا أردت أن تتحقق من قولى فانزل وابحث فى حالك وحالهم ووازن بين غضبك لهم، وتفكيرك فى حالهم ،واجمع بقايا صور الاحداث الماضية لهم التى تناثرت. فاجمعها حتى ترى الصورة كاملة ،واحمل رسالة انقلها لمن تقابلهم أن غضبك وغيرتك على جراح غيرك اى اخواتك له صور وأشكال جمة من بكاء ورثاء وغناء وحكى وإلقاء وأن تلك الاشكال ان لم يصحبها عمل فابحث عن الخلل فى عقلك أو قيمك.



بقلم أختكم / صفا صبري

الذكاء العاطفي
هو القدرات والمهارات في التعرف على مشاعرنا الذاتية ومشاعر الآخرين لنكون أكثر تحكمًا، وقدرة الإنسان على التعامل الإيجابي مع نفسه والآخرين، وهو: الاستخدام الذكي للعواطف؛ فالشخص يستطيع أن يجعل عواطفه تعمل من أجله أو لصالحه باستخدامها في ترشيد سلوكِه وتفكيرِه بطرق ووسائل تزيد من فرصة نجاحِه في العمل والبيت وفي الحياة بصورة عامة، وعواطفُنا هذه تنبع من أربعة أسس:



الأول: القدرة على الفهم والتقدير الدقيق والتعبير عن العاطفة فلا نبقى عبيدًا للمشاعر.


الثاني: القدرة على توليد المشاعر حسب الطلب عندما تسهِّل فهم الشخص لنفسه أو لشخص آخر.


الثالث: القدرة على فهم العواطف والمعرفة التي تنتج عنها.


الرابع: القدرة على تنظيم العواطف لتطوير النمو العاطفي والفكري.


هذه الأسس الأربعة تساعد على تطوير المهارات المعنية التي تشكِّل معًا ما يسمي بالذكاء العاطفي، فهو ينمو ويتطور بالتعلم والمِرَان على المهارات والقدرات التي يتشكَّل منها.


إذن هو: يجمع بين المنطق والعواطف في حل المشكلات، يساعد على زيادة المرونة والتأقلم مع المتغيرات، يتجاوب بلطف مع الأشخاص الذين يصعب التعامل معهم.


إذن هو: التعرف على المشاعر وتوظيفها بطريقة إيجابية، أي تضع يدك على مشاعرك وتضع لها عقلًا.
يا أمتي وجب الكفاح..
من أشعار القرضاوي

 
يا أمتي وجب الكفاح فدعي التشدق والصياح

ودعي التقاعس ليس ينصر من تقاعس واستراح

ودعي الرياء فقد تكلمت المذابح والجراح

كذب الدعاة إلى السلام فلا سلامُ ولا سماح

ما عاد يجدينا البكاء على الطلول ولا النواح

لغة الكلام تعطلت إلا التكلم بالرماح

إنا نتوق لألسنٍ بكم على أيد فصاح

***
يا قوم.. إن الأمر جدُ قد مضى زمن المزاح

سموا الحقائق باسمها فالقوم أمرهمو صراح

سقط القناع عن الوجوه ، وفعلهم بالسر.. باح

عاد الصليبيون ثانيةً.. وجالوا في البطاح

عاثوا فساداً في الديار كأنها كلأ مباح

عادوا يريقون الدماء ، لا حياء من افتضاح

والباطنية مثلوا الدور المقرر في نجاح

دور الخيانة وهو معلوم الختام والافتتاح

عادوا وما في الشرق (نور الدين) يحكم أو (صلاح)

كنا نسينا ما مضى لكنهم نكئوا الجراح

لم يخجلوا من ذبح شيخ, لو مشى في الريح طاح

أو صبية كالزهر لم ينبت لهم ريش الجناح

لم يشف حقدهمو دم سفحوه في صلف وقاح

عبثوا بأجساد الضحايا في انتشاء وانشراح

وعدوا على الأعراض لم يخشوا قصاصا أو جناح

ما ثم (معتصم) يغيث من استغاث به أو صاح

أرأيت كيف يكاد للإسلام في وضح الصباح؟

أرأيت أرض الأنبياء, وما تعاني من جراح؟

أرأيت كيف بغى اليهود, وكيف أحسنا الصياح؟

غصبوا فلسطينا وقالوا: مالنا عنها براح

لم يعبأوا بقرار (أمن), دانهم أو باقتراح

عاد التتار يقودهم جنكيز ذو الوجه الوقاح

عادت جيوشهمو تهدد بالخراب والاجتياح

عادوا ولا (قطز) ينادي المسلمين إلى الكفاح

لولا صلابة فتية غر, بدينهمو شحاح

بذلوا الدماء, وما على من يبذل الدم من جناح

***

عاد المروق مجاهرا ما عاد يخشى الافتضاح

نفقت هنا سوق النفاق تروج الزور الصراح

فيها يباع الفسق تحت اسم الفنون والانفتاح

وترى الفساد يصول جهرا في الغدو وفي الرواح

من كل أكذب من مسيلمة, وأفجر من سجاح

وجد الحصون بغير حراس, لها فغدا وراح

ومضى يعربد, لا يبالي, في حمانا المستباح

وتعالت الأصوات تدعو للفجور وللسفاح

مسعورة, إن رحت تزجرها تمادت في النباح

ما من (أبي بكر) يؤدبهم ويكبح من جماح

ويعيدهم لحظيرة الإيمان قد خفضوا الجناح

***

يا أمة الاسلام هبوا واعملوا، فالوقت راح

الكفر جمع شمله فلم النزاع والانتطاح؟

فتجمعوا وتجهزوا بالمستطاع وبالمتاح

يا ألف مليون, وأين همو إذا دعت الجراح؟

هاتوا من المليار مليونا, صحاحا من صحاح

من كل ألف واحدا أغزوا بهم في كل ساح

من كل صافي الروح يوشك أن يطير بلا جناح

ممن يخف إلى صلاة الليل بادي الارتياح

ممن يعف عن الحرام, وليس يسرف في المباح

ممن زكا بالصالحات, وذكره كالمسك فاح

ممن يهيم بجنة الفردوس لا الغيد الملاح

من همه نصح العباد وليس يأبى الإنتصاح

يرجو رضا مولاه, لم يعبأ بمن عنه أشاح

مر على أعدائه ولقومه ماء قراح

إن ضاقت الدنيا به وسعته (سورة الإنشراح)

*****

لا بد من صنع الرجال ، ومثله صنع السلاح

وصناعة الأبطال علم فى التراث له اتضاح

ولا يصنع الأبطال إلا فى مساجدنا الفساح

فى روضة القرآن فى ظل الأحاديث الصحاح

فى صحبة الأبرار ممن فى رحاب الله ساح

من يرشدون بحالهم قبل الأقاويل الفصاح

وغراسهم بالحق موصول, فلا يمحوه ماح

من لم يعش لله عاش وقلبه ظمآن ضاح

يحيا سجين الطين, لم يطلق له يوما سراح

ويدور حول هواه يلهث ما استراح ولا أراح

لايستوي في منطق الإيمان سكران وصاح

من همه التقوى وآخر همه كأس وراح

شعب بغير عقيدة ورق تذريه الرياح

من خان (حي على الصلاة) يخون (حي على الكفاح)

***

يا أمتى , صبراً، فليلك كاد يسفر عن صباح

لابد للكابوس أن ينزاح عنا أو يزاح

والليل إن تشتد ظلمته نقول: الفجر لاح
بنو إسرائيل في القرآن الكريم



إعداد: الأستاذ / حسام العيسوي

في ظل الذكرى الحزينة على مرور 62 عامًا على احتلال فلسطين، لا بد أن نقف على حقيقة الصراع بين الحق والباطل مع آيات القرآن الكريم الذي تحدثت عن اليهود أو "بني إسرائيل".

فالقرآن الكريم تناول "بني إسرائيل" في آيات كثيرة، حتى قيل إن أحدًا لم يُذكر في كتاب الله- من الأنبياء ولا من المرسلين ولا من الملائكة المقربين- كما ذكر موسى عليه السلام في كتاب الله، فقد ذُكر نحو مائة وثلاثين مرة، كما أن قصة بني إسرائيل تكررت في القرآن الكريم كما لم تتكرر قصة أخرى عن الأمم الأولى، عن الأقوام الذين تلقَّوا الوحي واستمعوا إليه، إما استماع طاعة أو استماع معصية، وسوف يكون الحديث في إطار تحديد:

1- من هو إسرائيل؟


2- من هم بنو إسرائيل؟


3- لماذا خاطبهم الله بهذا الاسم؟


4- ما العبرة من كثرة الحديث عنهم؟


5- ما صفاتهم من خلال آيات القرآن الحكيم؟

بدايةً يقول ابن كثير في تفسيره (1) إن إسرائيل هو نبي الله يعقوب ويناديهم الله بأبيهم كأنه يقول لهم يا بني العبد الصالح المطيع لله، كونوا مثل أبيكم في متابعة الحق كما تقول: يا ابن الكريم افعل كذا، يا ابن الشجاع بارز الأبطال، يا ابن العالم اطلب العلم ونحو ذلك، ومن ذلك أيضًا قوله تعالى: ﴿ذُرِّيَّةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا شَكُورًا (3)﴾ (الإسراء)، فإسرائيل هو يعقوب، والدليل على ذلك ما رواه ابن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود نبي الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: "هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب؟" قالوا: اللهم نعم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم اشهد"، وقال ابن عباس: إن إسرائيل كقولك: "عبد الله".

وقبل التدقيق في العبرة من تكرار هذه القصة في القرآن، يجب أن ندقق في أن القرآن تحدث عن بني إسرائيل في مراحل تاريخهم، فمرة يتناولهم بالمدح وإعلاء الشأن والتنويه بالمكانة ففي سورة الدخان يقول رب العزة: ﴿وَلَقَدْ نَجَّيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ الْعَذَابِ الْمُهِينِ (30) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كَانَ عَالِيًا مِنْ الْمُسْرِفِينَ (31) وَلَقَدْ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ (32)﴾ (الدخان)، فقد كانوا ذات يوم الشعب المختار، وأن اختيارهم لم يكن عن مجازفة أو عن إيثار فيه محاباة بل اخترناهم على علم، وفي سورة الجاثية يقول سبحانه وتعالى: ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ (16) وَآتَيْنَاهُمْ بَيِّنَاتٍ مِنْ الأَمْرِ فَمَا اخْتَلَفُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (17)﴾ (الجاثية).
وفي آيات أخرى يذمهم المولى تبارك وتعالى، فقال جل شأنه: ﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167)﴾ (الأعراف).

ومن الغباء أن يحسب أهل جيل أن الفلك تسمَّر، وأن من ارتفع اليوم ستبقى رفعته له غدًا، ومن الغباء أن يظن الناس أن كتاب التاريخ صفحة واحدة تبقى ماثلةً أمام الأعين.

إن التاريخ صفحات متتابعة، يُطوَى منها اليوم ما يُطوَى، ويُنشر منها غدًا ما يُنشر!! هنا ما بدٌّ من أن نفهم العبرة، العبرة أن الله- جلَّ شأنه- يختبر بالرفعة والوضاعة.. يختبر بالزلزلة والتمكين.. يختبر بالخوف والأمن.. يختبر بالثروة يعطيها وبالفقر يرسله.. يختبر بالضحك والبكاء.. قال تعالى: ﴿وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى (42) وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى (43) وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا (44)﴾ (النجم).. يختبر بالأمرين، وعندما يختبر هو عالم بخلقه، ولكن القاضي لا يحكم بعلمه، وإنما يحكم بين العباد بما يظهر من أمرهم حتى تنقطع الأعذار، وتخرس الألسنة التي مرِّنت على الجدل، فإن ناسًا سوف يبعثون يوم القيامة وهم مشركون ويقولون لله: ﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ (الأنعام: من الآية 23)، فما بدٌّ من إقامة الدليل على الناس من عملهم هم.. يعطي المال ويقول لصاحبه أعطيتك المال لا لأنك عبقري؛ لأن عباقرة يمكن أن يموتوا جوعًا!! ولكني أعطيتك المال أختبرك!! نجد اقتصاديًّا كبيرًا مثل قارون يقال له إن الله موَّلك ومنحك.. اعرف حق الله فيما آتاك.. اتق الله فيما بسط عليك من رزق.. اطلب الآخرة بما أوتيت في الدنيا لا تنسَ الله.. يضيق الرجل بالله وذكر الله ورقابة الله وتقوى الله ويقول لهم: ما هذا بعطاء الله، هذه عبقريتي أنا!! ﴿إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي﴾ (القصص: من الآية 78)، هذا المال لم يأتني منحةً من السماء، ذكائي وعبقريتي وتجربتي وخبرتي بشئون الأسواق والمال هي التي جعلتني كذلك.



هذا الشعور كان بداية الدمار الذي طواه.. ﴿فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ﴾ (القصص: من الآية 81).. هذا اختبار سقط فيه رجل من بني إسرائيل.. اختبار آخر لرجل من بني إسرائيل هو "سليمان" اختبار بالسلطة.. فإن سليمان- وهو في فلسطين- طلب أن يجاء له بعرش بلقيس، وجيء له بعرش بلقيس، ونظر الرجل العظيم فوجد أن سلطانه واسع، وأنه أوتي بسطةً في القوة غير عادية فهل اغترَّ؟ لا.. تواضع لله، وقال ﴿هَذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ﴾ (النمل: من الآية 40).


الحقيقة أنه بالنسبة للأفراد والجماعات، كلنا يُختَبَر، ثم يقول شيخنا رحمه الله: هل قص الله علينا قصة بني إسرائيل تسليةً للمسلمين؟ لا.. بل توعيةً للمسلمين، كأنه سبحانه وتعالى يقول للمسلمين هذا تاريخ من سبق، يُقرأ عليكم وحيًا معصومًا، وتتلونه في الصلوات وفي مجالس الرحمة قرآنًا يذكر الناسين، ويوقظ الغافلين لكي يتعلَّموا، فهل تعلَّمت الأمة الإسلامية من تاريخ بني إسرائيل أن تستبقي أسباب المدح وأن تستبعد وسائل القدح؟

ويقول صاحب الظلال (3) وقصة بني إسرائيل هي أكثر القصص ورودًا في القرآن الكريم، والعناية بعرض مواقفها وعبرتها عنايةٌ ظاهرةٌ توحي بحكمة الله في علاج أمر هذه الأمة الإسلامية وتربيتها وإعدادها للخلافة الكبرى، والقرآن لا يعرض هنا قصة بني إسرائيل إنما يشير إلى صور منها ومشاهد باختصار أو بتطويل مناسب، وقد وردت القصة في السور المكية بغرض تثبيت القلة المؤمنة في مكة بعرض تجارب الدعوة وموكب الإيمان الواصل منذ أول الخليقة، وتوجيه الجماعة المسلمة بما يناسب ظروفها في مكة، وأما ذكرها في القرآن المدني بغرض كشف حقيقة نوايا اليهود ووسائلهم وتحذير الجماعة المسلمة منها، وتحذيرهم كذلك من الوقوع في مثل ما وقعت فيه قبلها يهود وبسبب اختلاف الهدف بين القرآن المكي والمدني اختلفت طريقة العرض، وإن كانت الحقائق التي عرضت هنا وهناك عن انحراف بني إسرائيل ومعصيتهم واحدة، ومن مراجعة المواضع التي وردت فيها قصة بني إسرائيل هنا وهناك يتبين أنها متفقة مع السياق التي عرضت فيه متممة لأهدافه وتوجيهاته.

أما عن نظرة القرآن لليهود فيمكن تلخيصها في:


أولاً: اليهود وبني إسرائيل صنفان:

صنف مؤمنون صالحون، وصنف ظالمون عصاة فاسقون، وقد مدح القرآن مؤمنيهم كما ذمَّ فاسقيهم، ولا يتعامل القرآن مع بني إسرائيل أو اليهود باعتبارهم جنسًا أو قومًا يُقبل بأكمله أو يُرفض بأكمله، وإنما باعتبارهم أفرادًا ينتمون إما إلى معسكر الإيمان أو معسكر الكفر قال تعالى:﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ (23) وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ﴾ (السجدة)، وقال تعالى: ﴿فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا (160) وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (161) لَكِنْ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ أُوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا (162)﴾ (النساء).

 
ثانيًا: إن الظاهرة الغالبة على بني إسرائيل السابقين كانت الكفر والعصيان:

قال تعالى:﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ (66)﴾ (المائدة)، وقال تعالى: ﴿وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمْ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمْ الْفَاسِقُونَ﴾ (آل عمران: من الآية 110)، وقال تعالى: ﴿لَيْسُوا سَوَاءً مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ (113)﴾ (آل عمران)، وقال تعالى: ﴿بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ﴾ (البقرة: من الآية 88).


ثالثًا: ذم الله سبحانه وتعالى عددًا من سلوكيات وأخلاق تلك الفئة الغالبة من اليهود:

وكشف العديد من صفاتها حتى ينتبه المؤمنون في التعامل معها، منها:-

 
1- شدة العداوة للمؤمنين وبغضهم:

قال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة: من الآية 82)، وقال تعالى: ﴿.... قَدْ بَدَتْ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمْ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ (118) هَاأَنْتُمْ أُوْلاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمْ الأَنَامِلَ مِنْ الغَيْظِ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (119)﴾ (آل عمران)، وقال تعالى: ﴿وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ﴾ (البقرة: من الآية 120).



2- قتل الأنبياء والرسل:

قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلاً كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ (70)﴾(المائدة)، وقال تعالى: ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنفُسُكُمْ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ﴾ (البقرة: من الآية 87).


3- تحريف التوراة وتزييف كلام الله والإفتراء عليه:

قال تعالى: ﴿أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75)﴾ (البقرة) وقال تعالى: ﴿مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ﴾ (النساء: من الآية 46) وقال تعالى: ﴿وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ (آل عمران: من الآية 75) وقال تعالى: ﴿الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ﴾ (آل عمران: من الآية 181)، وقال تعالى: ﴿وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا﴾ (المائدة: من الآية 64).


4- اتخاذ الإلهة والوقوع في الشرك:

فقد عبدوا العجل فقال تعالى: ﴿وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمْ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ (51)﴾ (البقرة)، وقال تعالى: ﴿وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138)﴾(الأعراف) وقال تعالى ﴿وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾ (المائدة: من الآية 18)، وقال تعالى ﴿وَقَالَتْ الْيَهُودُ عُزَيْرٌ ابْنُ اللَّهِ﴾(التوبة: من الآية 30).


5- نشر الفتنة والفساد:قال تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ (المائدة: من الآية 64).

6- الغيرة والحسد وعدم حب الخير للمؤمنين:

قال تعالى: ﴿إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا﴾ (آل عمران: من الآية 120) وقال تعالى: ﴿وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ﴾ (البقرة: من الآية 108).
 7- نقض المواثيق والعهود:

قال تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83)﴾ (البقرة)، وقال تعالى: ﴿أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (100)﴾ (البقرة)، وقال سبحانه وتعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ (المائدة: من الآية 13).
8- الاستهزاء بالدين وشعائره:

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ﴾ (المائدة: من الآية 57).
 9- أكل الربا والمال الحرام:

قال تعالى: ﴿وَتَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمْ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (62)﴾ (المائدة).

وقال تعالى: ﴿وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ﴾ (النساء: من الآية 161).

10- قسوة القلب:

قال تعالى: ﴿فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً﴾ (المائدة: من الآية 13). وقال تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً﴾ (البقرة: من الآية 74).

11- الجبن وحب الدنيا:

قال تعالى: ﴿وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا يَوَدُّ أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ﴾ (البقرة: من الآية 96)، وقال تعالى ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا﴾ (المائدة: من الآية 22)، وقال تعالى: ﴿قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24)﴾ (المائدة)، وقال تعالى ﴿لا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعًا إِلاَّ فِي قُرًى مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرَاءِ جُدُرٍ﴾(الحشر: من الآية 14).

12- وحدتهم ظاهرية وحقيقتهم اختلاف:

قال تعالى: ﴿بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ (الحشر: من الآية 14).

 
13- الذلة والمسكنة:

قال تعالى: ﴿وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ﴾ (البقرة: من الآية 61). وقال تعالى: ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنْ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنْ النَّاسِ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنْ اللَّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمْ الْمَسْكَنَةُ﴾ (آل عمران: من الآية 112).

 
رابعًا: نبه الله سبحانه وتعالى إلى أن الصراع مع اليهود صراع مستمر وأن عداوتهم دائمة:

قال تعالى: ﴿وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنْ اسْتَطَاعُوا﴾ (البقرة: من الآية 217)، وقال تعالى: ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا﴾ (المائدة: من الآية 82).

 
خامسًا: أشار الله سبحانه وتعالى إلى مرحلتين من علو بني إسرائيل في الأرض:

كما في فواتح سورة الإسراء يرافقهما فساد كبير قال تعالى: ﴿لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمْ الأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ (111)﴾ (آل عمران)، وخاطب سبحانه وتعالى بني إسرائيل مخبرًا لهم عما يفعله المؤمنون بهم ﴿فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا﴾ (الإسراء: من الآية 7)، وهناك رأيان لهما وجاهتهما في فهم العلو اليهودي الحالي إن كان هو العلو الأول أو الثاني.. فيرى كثيرون أن العلو الحالي هو العلو الثاني، لكن يختلفون في العلو الأول، فيرى بعضهم أنه كان في أثناء دولة بني إسرائيل في فلسطين، التي قضى عليها الأشوريون والبابليون (قضى على مملكة إسرائيل سنة 722 ق.م على يد الملك الأشورى سرجون الثاني، وقضى على مملكة يهودا سنة 586 ق.م على يد الملك البابلي نبوخذ نصر)، ويرى البعض الآخر أن العلو اليهودي الأول كان في عصر النبي صلى الله عليه وسلم عندما قضى عليهم في المدينة وخيبر.


وهناك من يرى أن العلو اليهودي الحالي هو العلو الأول، مدللين أن علو بني إسرائيل أيام داوود وسليمان عليهما السلام لم يكن فسادًا ولا إفسادًا، وبعد ذلك كان شأن اليهود ضعيفًا غير مؤثر بين الحضارات والأمم سواء عندما استمرت مملكتهم أو حكمهم الذاتي في فلسطين، أو حتى في العهد النبوي إذ كان شأنهم ضئيلاً مقارنة بفارس والروم، وإن تحقق فيه فساد إلا أنه لم يشمل الأرض أما الآن فيرون أن فسادهم وإفسادهم يشمل الأرض كلها من خلال قوتهم ونفوذهم الدولي، وتأثيرهم في مراكز القرار في أقوى دول العالم.


-------------

المراجع:

1- مختصر تفسير بن كثير ش- محمد علي الصابوني.

2- خطب الشيخ محمد الغزالي- دار الاعتصام.

3- في ظلال القرآن للشهيد سيد قطب.

4- فلسطين للدكتور محسن محمد صالح.



غير تفكيرك

أفكارُك هي البذور التي تنمو منها حياتك.. تلك هي البداية، أفكارك هي الأساس الذي به يمكنك أن تغيِّر حياتك سواء للأحسن أو للأسوأ، وللوصول للأحسن في أي شيء يجب أن تفكِّرَ بما يسعدك ويسعد الناس معًا، وهذا لن يحدث إلا باستخدام الذكاء العاطفي.


يقول أبو الحسن الندوى: "إن الإنسان ليس عقلًا مجردًا ولا كائنًا جامدًا يخضع... لقانون أو إدارة قاصرة، ولا جهازًا حديديًّا يتحرك ويسير تحت قانون معلوم أو على خطٍّ مرسوم، إن الإنسان عقلٌ وقلب وإيمان وعاطفة وطاعة وخضوع وهيام وولع، وحب وحنان، وفي ذلك سر عظمته وشرفه وكرامته، وفي ذلك سر قوته وعبقريته وإبداعِه وسرُّ تفانيه وتضحيته، وبذلك استطاع أن يتغلب على كل معضلة ومشكلة، وأن يصنع العجائب والخوارق، واستحقَّ أن يتحمل أمانة الله التي اعتذرت عنها السماوات والأرض والجبال فأبَيْن أن يحملنها، وأشفقن منها وحملها الإنسان ووصل إلى ما لم يصل إليه ملك مقرَّب ولا حيوان ولا نبات ولا جماد.


إن صلة هذا الإنسان بربه ليست صلة قانونية عقلية فحسب يقوم بواجباته ويدفع ضرائبه ويخضع أمامه ويطيع أوامره وأحكامه، إنما هي صلة حب وعاطفة كذلك، صلة لا بد أن ترافقها ويقترن بها ويتحكم فيها في حنان وشوق وهيام ولوعة، وتفانٍ وتهالك، والدين لا يمنع من ذلك بل يدعو إليه ويغذيه ويقويه، قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ) [البقرة: 165].


إذَن هي العاطفة والعاطفة الذكية

 
والعاطفة هي: الاستعداد النفسي الذي ينزع بصاحبه إلى الشعور بانفعالات معينة تجاه شخص أو شيءٍ أو فكرة.
انطلق من نقاط قوتك



مهما حلَّ بك من ضعف فاعلم أنك تمتلك نقاط قوة بداخلك لا يملكها غيرك.


فأنت قوي بأسلوبك .. بكلماتك... بأفكارك.. بمعتقداتك.


ابحث عن نقاط قوتك وعززها.. وابحث عن نقاط ضعفك وتغلب عليها.


لا تدع أي شي يضعفك مهما كان هذا الشيئ