تذكرة


تذكرة

تطوير الذات يبدأ بمعرفتها .... فتعرف علي نفسك في جوانبها.

?????? ?? ???????

الجديد في المدونة

الإبتلاء- قصيدة رثاء - قصة واقعية - قصة نجاح غرويون - من وحي الساحة السياسية - الإسلام هو الحل - مهلاً أيها الشامتون - إعدام الدعاة في بنجلاديش إلي متى؟
  حبيبتي



أحــــــبُ أبـــدأ قـصــــــَـــــتـي فَـرِحَــــاً مَـسْــروراً بـزوجَـتِي



فَـوجُـودُهـا مَعِـي فِـي عِـشَــتي صَــارِتْ بِـهَــا الـــدُنْـيَـا جَـنْتَي



فَفِي الصَبَاحِ تُوقِـظُنْي حَبِـيـبَتي لصَلاةِ فَـجْـرٍ وإعِـدَادِ حَـقْـيِـبَتي



لِي عِـنْـدَهَا طِعَـامٌ يَـمْلأُ مِعَـدَتي وَقُـبْـلَـةٌ قَــبْـلَ مُغَـادَرةِ غُـرْفَـتي



يَطْـيِـبُ بِـهًـا يَـومِـــــــــــــــــي حَـتـْـــي أعـُـــودَ لِــشَـقْـــــــتِـي



ورسَـائِـلـُــهـا طُــوَالَ وَقْـــــتِـي تـَصـِــلُ بـَريِـــدَ جَــــوَالـَــــتـِي



كـَلامُهـا شَـهْـدٌ يَـضْبطُ سُـكْـرَي تَطْـمَــئِنُ رَنَــاتُـهَـا عَليَ صِحَتِي



******



لِـحُـبـِهـا غَـــــرَامٌ فِــي مُهْجَــتِي وَيـَـرِقُ قَـلْـــبِي فِــي وَقْـــفَــــتي



أمَـامُـــهـا تـَطْـــرفُ مُـقْـلـَـــــتي لِـنُــورِهــا أرَهــــا مِــــــــــرْأْتِي



وَردُ خَـدَيْـهـَـا يُـزَيـُـنُ صُــورُتي بَـسْـمَـةُ شِــفَـاهَــا نـَـــــــــوَارَتي



طُـوْلُ قَــوَامُـهَـا يـَـرْفَـعُ قَـامَــتِي ســُبْحَـانَ مَـــنْ صَـوَرَ حَـبِـيـبَـتي



******



لــِـــيْـنُ كـَلاَمِــهَــا رَاحَــــــــــتي وطُــوْلُ حَـدِيــثِهـا أُنْـسُ وِحْــدَتي



مـَـا كِــدْتُ أَبـْـــــــرَحُ جـَـلْـسَـــتي إلا لِــعُــذرِي أو شُــغْـلـَـــــــــــتي



وعـَـقْـــلـِـي فِــيـِــهــا طَـــوَافَـــتي يــَهـِــيمُ فِـــيـْهَا مَـحْـبُـوبـَــــــــتي



ويَـنْطـقُ لِسَانِي حَبـْيبِـَتي حَبـْيبَـتي شــَــــوْقِـي إلــيْـكِ وعَـــــــــودَتي



حـَـــــــتَي أَرَاكِ عَـــــرُوسـَـــــتي




فـِـــي عِـبَـادْتـِـهـا مَـا فَــرَطَـــــتْ لِـصَـلاةِ فَــجْــرٍ إن أَخْــــــــــرَتْ



قـامــت تـصــلــي حــتي قــضـتْ أوعـشــاء لحـرسـهـا مـاقــصرتْ



وإن فَــاتـَـهــا فَــرضٌ عَــوَضَـــتْ حـَــتـي أتـَــمـتْ مَـــا رَحـَـلَـــــــتْ



حـُــبُ طَـاعَــتِـها لـِـربٍ أسْـلَـمَــتْ فـَعِـبـَادتُــه فِــي قَـلـْبِـهـا رُسِــخَــتْ



مَـا أجْــمَلُها بـالحِـجَـابِ تَـنَقْــبَــــتْ طَــوعَـا لـِـزوجٍٍ فِـي سُـنْـةٍ وَجَـبَتْ



فِـي حُـبِهـا لـِديـنِـهـا إنْـشَـغَــلـــــتْ فَكِـدْتُ أَغِـيِرُ لَـوْلاَهَا مِـنْي قُـسِمَـتْ



فدَعوتُ رَبِي لَهَا بِالكُـرُوبِ فُـرِجِتْ وَلِـضِـيـْـق صَــدْرٍ وُسـِـعـَـــــــــتْ



ولِــحَـــوَائِـــجَـــهــا قُــضَــــــــــتْ ولِـلــخَـــــيـْــرَاتِ رُزِقـَــــــــــــتْ



ويَـكْـفِـيِـنــي بِـهَـا زَوْجَــةٍ نُسْـبـِـــتْ



فـَـيـَـــــا حَـبِـيْـبـَــــــــــــــــــــــتــي يَـا مــَــنْ إخْـتَـرتُـك شَـرِيـِكَــَــــتي



فَـصِـــرتِ بِـالـحـُـــبِ زَوجْـــــتِي ويـَــامَـــنْ جَــمََــلـْـــتِ صُـــورَتـي



يـَا مُــــــرَبـِــيـَــةَ فَــلـْـــــــذَتـِـــــي إنْ قـَـصَــــرْتُ مُـــهـْــمََــــــــتــي



أوصَـارَ غـَـضْــبٌ عـَـلي وَجْـنَـتي أو بـَــدَي لـَـفْــظٌ مِـــنْ فـَـوَاهَـــتِي



أوغِــبْـتُ عـَـنْـكِ لِــشُـغْـــلـَــــــتي فَــأُعْـــفِ عَــنْ هَــفـْـــــــــــوَتِي



فـَـأرْجُـــو قـُـــبْـولَ تَــوبـَـــــــتِـي مـِــنْ رَبٍ يـَـمْــحُـــو ذِلـَـــــــــتي



ويــَغْــفِــرُ ذَنـْـبَ صَـحِــيـفـَــــتي يــَـوْمَ الــقِــيـَـامَـــةِ فـِـي وَقْـفَــتي



فَــالسـُـــؤالُ عَــنْـكِ فـَـاصـْــــــلٌ بـَيــْـنً عَـــــذَابـِـــي وَجـَــنـْـــــتِي







                                     خليل الجبالي



عندها ينهار الجدران



العلاقة الزوجية من أسمى العلاقات التي حثَّ عليها الإسلام الحنيف، وجعلها الله - سبحانه وتعالي - آيةً من آياته ؛ فقال عَزَّ من قال : ( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ )[ سورة الروم: 22].


ويقوى كيان الأسرة بالمودة والرحمة، وتضبطه الأخلاق والسلوكيات الإسلامية التي بيَّنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في العلاقة بين الزوجين.


والتسامح والتغافر بين الزوجين هو بلسم العلاقة الزوجية المحفوفة بالمبادرة إلى تنازل كل طرف عن بعض حقوقه للآخر حرصًا على دوام العلاقة بينهما، وسعيًا لتحقيق الرسالة المرجوة في بناء الأسرة المسلمة.


وتقوى الروابط الزوجية بالحبِّ الذي يزداد بين الزوجين مع إشاعة روح البهجة والسرور في أركان عُشِّ الزوجية، وتظهر روح التعاون في عطاء الزوج وتدبير الزوجة لنفقات بيتها اليومية.


وتمرُّ الأيام في هذا الجوِّ الأسري السعيد، ويمنُّ الله عليهما بالذرية الصالحة ،أو يمنعها إن شاء - سبحانه وتعالى - رحمةً بهما، فأيـَّنْ كان العطاء أو المنع فمِن الله تعالى : ( لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إنَاثاً ويَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ ، أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وإنَاثاً ويَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيماً إنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ)[الشورى : 49،50 ].


ومن طبائع بعض الأزواج أنهم يحبُّون المنح ولا يحبُّون المنع، فيفرحون لعطاء الله لهم بالذرية، ويحزنون إذا أجَّل الله منحه لهم، وينظر كل منهما للآخر على أنه الْمُتَسَبِّبُ في عدم الإنجاب، فتتولد بينهما الشحناء، ويتدخل الشيطان بحباله وأدواته حتى يدبَّ الخلاف بينهما، ويتحول البيت من سعادة إلى كآبة، ومن فرح إلى حزن، فتسير الأمور إلى الندم على هذه العلاقة، ولسان حالهما يقول: ( يا ليتها لم تكن )، وينسَون حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ ، وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ ؛ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ ؛ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " ) رواه مسلم في كتاب الزهد والرقائق).


وينتظر كل منهما الآخر أن يبدأ بطلب االطلاق حتى يرتاح قلباهما، ويبحثا عن الذرية مع زوج آخر (ويا ليتها تُوجد) وعندها ينهار الجدران.


وبيت آخر يسير بصورة طبيعية، بعد أن عرف كلٌّ من الزوجين ما له من حقوق وما عليه من واجبات، ولكن المفارقة حينما يعترض الزوج على أمْرٍ ، أو يتناقش مع زوجته ، فينطلق لسانها طالبًا الطلاق، في كل صغيرة وكبيرة تجد الزوجة طالبة الطلاق، الطلاق، الطلاق، حتى يفيض الكيلُ ويقع المحظورُ ، فيلبي الزوج طلبها، عندها ينهار الجدران.


وبيت ثالث تجد فيه الزوج لا يتحدث حديثًا مع زوجته أو مع أصحابه إلا ويزينه بعبارة: (وعَلَيَّ الطلاق) ، ولا يبيع بيعًا ، ولا يشتري شراءً إلا بالطلاق.


وتمرُّ الأيام على الزوج الذي لا يكاد يشرب شربة أو يأكل لقمة إلا بالطلاق، وَيْكَأَنَّ لفظ الطلاق له كالماء والهواء، فلا يبالي بتبعات ما يقول حتى يقع في المحظور فيُطَلـِّق على أَتْفَهِ الأقوال، عندها ينهار الجدران.


والخطأُ كل الخطأ أن يستخدم أحد الزوجين الطلاق وسيلةً للضغط أو العناد حتى يصل إلى بغيته.


فالطريق الأفضل أن يحفظ كل منهما لسانه من أن ينطق بالطلاق أو يطلبه، وأن يتخذ كل منهما الإقناعَ وسيلةً مع الآخر.


لا شك أن الطلاق هو الحلُّ الفيصل في العلاقة التي تصل إلى الطريق المسدود ، أو عندما تَفقد الرابطةُ الزوجيةُ هدفَها وقيمتَها، وهو مشروع في الإسلام ، على الرغم من بغضه؛ فالله - سبحانه وتعالى - لا يحب هذا ؛ فعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " أَبْغَضُ الْحَلالِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الطَّلاقُ ") رواه أبو داود وابن ماجة والحاكم من حديث محارب بن دثار عن ابن عمر مرفوعًا(.


وليس من الضروري أن ينجح كلُّ زواجٍ ، فيختار المرء شريك حياته ويظنُّ أنه سينجح ويوفق فيه ، ويتبين له عكس ذلك ، فالاختلاف في الطِّبَاع أو العادات أو التقاليد أو المفاهيم قد يكون من منغِّصات الحياة الزوجية ، فيُحِيلها إلى جحيم لا يُطاق، وإذا لم يُشْرَع الطلاق في هذه الحالة ستكون النتيجة أن يعيش المرء مع من يكره ، فيكبت غيظه، ويُمْسِي في نكد، ويصبح في كبد، وهذا ليس المراد من الحياة الزوجية.


وعبَّر عن ذلك المتنبي بقوله : ( وَمِنْ نَكَدِ الدُّنْيَا عَلَى الْحُرِّ أَنْ يَرَى **** عَدُوًّاً لَهُ مَا مِنْ صَدَاقَتِهِ بُدُّ )، وهذا ما فعلته بعضُ الأديان والمذاهب ؛ فالمسيحية مثلا ترى أن الطلاق لا يجوز ، وأن الزواج عشرة دائمة، وبعض الأناجيل تُجيز الطلاق لعلَّة الزِّنا ، إذا ثبت على المرأة ، وقال بعض المسيحيين: إن المرأة أحيانًا تتخلَّص من زواجها باتهام نفسها بالزِّنا ، وبعضهم لا يجيز الطلاق حتى لعلة الزِّنا.


إن الهمَّ والنكد نتيجة عدم التوافق بين الزوجين قد يستمرُّ لسنة أو اثنتين ، ولكن من المستحيل أن يستمرَّ طول العمر ، وفي هذا قال حكيم: ( إن من أعظم البلايا مصاحبة من لا يوافقك ولا يفارقك ).


حينما شرع الإسلام الطلاق كان واقعيًّا بعد أن يستنفد كل من الزوجين جميع الوسائل المتاحة لديهما ، ولم يشرعه لأوَّل مشكلة أو أوَّل نَفْرَةٍ ، كلَّا ؛ فقد قال الله تعالى : (وعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُوا شَيْئاً ويَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً) [النساء : 19].


فالإنسان يجاهد نفسه ويحاول قدر الإمكان المحافظة على هذه العلاقة، ولا يظنُّ أن صمت الآخر وصبره ضعفًا أو قلةَ حيلةٍ ، ولكنه محاولة للمحافظة على الأسرة التي بُنِيَتْ، فإن لم يكن وِفَاقٌ ففراق : (وإن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وكَانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً) [النساء : 130].


والإنسان قبل حالة الطلاق كالذي يشعر بألم في جسده، فلا يُسَارِعُ الطبيبُ بإجراء عملية جراحية له، إنما يحاول علاجه بالأدوية المناسبة، فإن لم يُشْفَ واحتاج لإجراء جراحة حينئذ فلا بد من أن تُجرى له ، فالطلاق آخر الحلول بعد أن يستنفد الزوجان والمصلحون كل الطرق والوسائل في الإصلاح ، وعندها ينهار الجدران.


خليل الجبالي
 
كلانا يكمل الآخر‏



أن أقرأ ما قرأت عن المشاركة بين الزوجين وكونها محور السعادة وأصدقه ثم أنفيه البتة متحايلة علي ذاك القانون السخيف.


ثم أستمع إلي شيخ جليل - أقتنع دوماً بأي شيء يقوله- وهو يتحدث عن التكافؤ بين الزوجين أو التوافق، وأثر عدم توفره في إنعدام نجاح الزواج .


فهذا أشبه بالطرق علي الحديد وهو ساخن


نعم عدم التوافق بين شريكي الحياة في الاهتمامات و النظرة إلي الحياة في القناعات لشيء قاسٍ.


وهذا يجعلني محقة بشأن ما يراودني عند كل خلاف، فيبدو أحياناً الإختلاف بيننا كبير، فزوجي يتميز بأشياء مستحيل أن أدركه فيها،ويتمسك عقلي بأشياء يأبي هو أن يدركني فيها.


أتمني في كل لحظة أن نتفق في شيء من الإهتمامات ، أتخيل دوماً كيف سيكون الحال إذا كان زوجي موافقاً إليَّ ،محباً لهذا الشيء أو ذاك.


بل أذوب إحباطاًعلي تأكيد إدراكي بإصراره علي عدم إهتمامه بأمور أهتم بها جدا ، عندما يعلنها بكل جوارحه( القلب واللسان والعين واليدين) فيقول : أنا لا أحب هذا، أنا أكره هذا.


ما يمنحني وقتها بعض الزاد من الصبر هو إنعطافي بفكري إلي ذاك النصف الممتليء من الكوب والذي يأبي العقل أحيانا أن يعترف بوجوده ، حينها فقط تتبدل الأوضاع رأساً علي عقب،وأراه وإذا به مني مناط الثريا


نعم فلكم أبهرتني أفعاله،ولكم أعاد إلي ذكري فضائل اندثرت عن الوجود،


بل كل عجبي حين يأبي أن يشاركني مناقشة قناعاتي التي أتمسك بها جداً ويصول ويجول خاطري بها دوماً، وأزهو بها جداً في نفسي ،ثم أنسي عندما يحين وقتها أن أحققها وأعمل بها ،وإذا بها واقعاً ملموساً بين يديه دون بنت شفه


نعم قد يكون بيننا تفاضل ،لكن الأكيد أن هذا التفاضل يؤدي بنا في النهاية إلي تكامل


هذا التكامل هو أكسجين حياتنا السعيدة، موجود دائماً في الجو من حولنا،فالتكامل يتحقق تلقائياً في ظل تفاضلنا،ولكني أنا من يغلق فمه وأنفه رافضة أن أتنفسه،أحتاج إلي قليل من الرأفة بنفسي قبل أن تكون رأفة بزوجي وأسمح لكل أركاني أن تتنفس السعادة من حولي بعمق.


الاختلاف بين البشر هو سنة الحياة، وعدم تواجد الكمال في بشر هو أيضا من سنة الحياة ،بل من طرائف الدنيا أن صفة الكمال ليست ثابتة مطلقة بل هي نسبية تتفاوت تعريفاتها لدي الجميع ،فما عندك أو في معتقدك صفة جيدة قد تجده عند الاخر صفة مرفوضة، يقول الله عز وجل


(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ" الحجرات الآية 13 )


فعلي -وعلي أي زوجة تحسب نفسها علي خير- أن أتقي الله في زوجي وأدرك أنه من الصعب أن يكون زوجي صورة لما في الخيال، فأقبل الصورة كما هو عليها ، تماما كما يقبل هو الصورة التي أنا عليها .


كل إنسان،أي إنسان يحمل الخير والشر معاً والاختلاف يكمن في تفاضل نسب الخير إلي الشر.


ومهما كانت نسبة الخير فإنها تستحق تسليط الضوء عليها ووضعها في بؤرة الفكر والبصر


من فضل الله أن الزوجين يكملان بعضهما البعض في حالة الاختلاف، فأنا أحيانا أستمتع بتنبيه زوجي لشيء لم يكن يدركه، وأسعد عندما أراه يحققه، وأسعد أكثرعندما ينبهني هو لشيء لم أكن أدركه،ولولا اختلافا بيننا لما أدركته


رغم أوقات كثيرة أشعر فيها بحاجتي الشديدة لأن يهتم ويحب بعض مما أحب ،إلا أني لازلت أحاول جاهدة أن أتعلم وأكتسب منه صفات كثيرة لا أملكها حقا .


إذا كنا نتمتع بنفس الصفات الحسنة، فبعملية حسابية بسيطة سيكون مجموع الصفات الحسنة التي نملكها=1


ولكننا وأنا أتمتع بصفات وهو يتمتع بصفات أخري مختلفة سيكون مجموع ما نملكه معا من صفات حسنة=2؛ ذلك لأن أي زوجين من المفروض أنهما كيان واحد، تماماً كالأواني المستطرقة ما يصب هنا يفيض به هناك، تماماً كالبحر والسحب، وكالنهر والمطر


كلهم مختلف ولكن لن يكون أحد بدون الاخر .


أختكم

نورهان محمد

المجادل



المجادل شخصية قررت ألا تعيش في سلام نفسي مع الآخرين، وهي في حالة حرب نفسية مع ذاتها، وتحول النقاشات البناءة والفعالة إلي نقاشات هدامة.


شخصية تحب أن تتشابك بالأفكار والأراء وتنتقل من النقاش والحوار سريعاً إلي الجدال والخلافات أياً كان نوعها.


الشخصية المجادلة تصرُّ علي ألا تخرج من المعركة مهزومة، ولن تخرج أبداً منتصرة.


صفاته:-


 صفته يقع فيها الكثيرون دون قصد.


 يصاب أحياناً بالعناد.


 يضع الآخرين في موقف الدفاع عن أفكارهم وآرائهم ويعتبرونه تحدياً لهم.


 يهمل أدب الحوار والحديث .


 يصر على رأيه ويحاول فرضه على الآخرين .


 يأخذ المتحاورين معه من موضوع النقاش إلي موضوعاته المتفرقة.


 يخرج من حواره دون إتفاق مع المتحاورين معه.


 يستخدم أساليب عديدة منها التعمييم أحياناً والتخصيص أحياناً أخري .


 ينشغل بما يرد به المتحاورين، وكل همه كسب جولة منهم.


 يعلق نتائج كلامه علي شروط يطبقها الآخرون.


 يجيد التراشق بالأسئلة.


 يزهق منه الآخرون ويكرهون لقاءه.






كيف تتعامل معه:-


 الأفضل ألا تحاوره وتجنب لقاءه.


 اشغل نفسك بالذكر والإستغفار إذا جمعك معه مجلس.


 تعلم فن الإقناع لأنك سوف تحتاجه كثيراً مع هذه النوعية من البشر.


 إنتبه عندما تحب أن تتحاور مع مجادل فأعلم أن الطيور علي أشكالها تقع.


 تعلم كيف تعرض أراءك وأفكارك علي الآخرين.


 حدد هدفك من النقاش معه والمدة الزمنية المتوقعة.


 تحلى بالهدوء والصبر وطول البال وألا تستفز.


 فكر ثم فكر ثم فكر جيداً قبل الرد عليه.


 اجعل كلامك يتسم بالمنطق ووضوح الحقائق التي لالبس فيها .


 حدد نقط الإتفاق معه وابدأ بها حديثك.


 واصل حديثك بهدوء وقوة صوت لو قاطعك ولا تلتفت لكلامه.


 لخص كلامك معه في نهاية حديثك.


 لا تدعه يوزع الإتهامات والظنون علي الأخرين بل أرفض كلامه جملة وتفصيلاً.


 أكسبه في صفك بأخلاقك ورفقك ، ولا تكن كالطبيب الذي نجحت عمليته ومات مريضه.


 إنسحب من مجلسه إذا إشتد وطيس المعركة.


 جرب محاورته وتذكر أنني قلت لك من الأول تجنب لقاءه !!!! .






وأخيراً قل له :-






<<< الجدال لا يأتي بخير ...وما أفلح مجادل>>>

خليل الجبالي



ماذا تعرف عن فلسطين ؟
هل تعلم أن فلسطين ...؟

هي ارض المحشر والمنشر .

هي اول بلد اقسم بها الله عز وجل في كتابه .

ان نبي الله ابراهيم دفن هو وابنيه في مدينة الخليل بفلسطين.

ان ارض فلسطين كانت الاكثر تعرضا للغزوات في تاريخ البشرية .

ان دولة فلسطين وجدت قبل ان يوجد المكابيون او الاسرائيليون .

ان الفينيقيون هم نفسهم الكنعانيون الا ان الاسرائيليون اطلقوا عليهم ذلك الاسم لاثارة النزعة الانفصالية بينهم.

ان اول مجلس تشريعي وجد في العالم كان في فلسطين حيث كان مجلس يضم ممثل عن كل قبيلة .

ان اول اتحاد رياضي في اسيا هو اتحاد كرة القدم الفلسطيني واسس بتاريخ 2 حزيران 1928 .

ان فلسطين هي اول دولة عربية لعبت الكرة ضد انكلترا عام 1929 وخسرت 2-1 في القدس .

ان عيسى عليه السلام ولد على ارض فلسطين وقال بوركت الارض التي انا عليها ،وهو من الناصرة اصلا وولد في مدينة بيت ساحور قرب بيت لحم في حقل الرعاة.

ان اللغة الفلسطينية القديمة احتوت على اكثر من 34 حرفا هجائيا ولكن اغلبها اندثر في طي النسيان وقد سرق الاسرائيليون عشرات الالفاظ والاحرف وادعو انها العبرية التي نزل بها كتاب الله .



ان فلسطين تحوي على 4 مناخات .. صعب وجودها في مساحة صغيرة كمساحة فلسطين والمناخات هي المناخ الساحلي والمناخ الصحراوي والمناخ الجبلي ومناخ الاغوار او البقاع.

ان 15% من علماء الولايات المتحدة الامريكية هم فلسطينيو الاصل والمولد .

هل تعلم ان مصطلح الزراعة النادرة ابتكر عالميا ليصف فقط نوعية الزراعة في فلسطين .

ان الجبل الابيض هو جبل في نابلس يقول الجيولوجيون انه يتحرك 1 ملم يوميا مما دفع البلدية الى اقامة حاجز بالاسمنت الا ان ذلك لم يثنه عن التحرك فحطمها مرة اخرى .

انه بالتوراة وجدت اية تقول ليضربنكم زلزال كبير ويخرج بعدها المسيح وتسمعون صوت في اقاصي الارض وادنيها فاذا سمعتموه فتيقنو انكم الغالبون . وهنا يقول علماء المسلمين ان مسيحهم هو الاعور الدجال اما بالنسبة للصوت فقد قال الجيولوجيون ان ثمة شيء غريب يتحرك تحت صفيحة فلسطين... وانه سينفجر في الوقت المناسب ، والله اعلم ، ولكن بعدها سيغلب اليهود بعدها ويقتلون شر قتلة عندما ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ويقتل المسيح الدجال كما وعدنا الله عز وجل.

ان ثمة 8 صفائح تكون العالم 7 منها حول العالم والثامنة تبدأ من جنوب صيدا (شمال فلسطين) وتنتهي في ايلات (جنوب فلسطين) .

ان العنب الفلسطيني هو اجود انواع العنب في العالم وخاصة عنب الخليل.

ان زيت الزيتون الفلسطيني هو اجود انواع الزيوت في العالم وخاصة زيت مدينة خاراص..

ان الفلسطينيون اول من اكتشف التمر والبرتقال والليمون والشمام.

ان اول مدينة في العالم هي مدينة اريحا بفلسطين تليها مدينة الخليل.

ان اول سور وجد في العالم هو سور مدينة اريحا .

ان اول صيدلية وجدت هي السيرين والسيرين هو البناء الذي يبنى على اعلى الجبل ويزرع بداخله النعنع والميرامية والزعتر .

ان 4 مدن كانت في الماضي من المدن الاثني عشر في عهد الاغريق وهم بيسان ونابلس وعكا ويافا .

ان نابليون انهار على ابواب عكا .

ان امبراطور رومانيا الفلسطيني الاصل هو الذي امر بطرد اليهود من القدس وذلك لقلة ادبهم وحقدهم على المسيحية والمسيحين آنذاك .

ان اول مؤرخ في العالم هو سيوس كاسيروس وهو فلسطيني ولا زال كتابه بلستينو محفوظ في متحف اللوفر ..

ان الفلسطينيين هم اول من مارس مهنة الحدادة ..

ان العموريين هم اول من روض الاحصنة والفرس والكلاب.

ان اقدم ما اكتشفه البشر هو حجر منحوت عليه اثار حجر اخر يعود للعصر ما قبل الحجري يعتقد ان احدا استخدمه لاشعال نار وقد وجد في احد جبال القدس .

ان الفلسطينيون القدماء اول من رعى الغنم .

ان اليطوريون هم اول من مارس النجارة وكانو يعيشون في جبال الخليل ...

اول قبلة للمسلمين كانت القدس .

ان جرة ماء وجدت في احد جبال رام الله عام 1897 وقال علماء الاثار انها اقدم جرة ماء وجدت حتى الان .

ان اول حرب وقعت بين جيشين حدثت على ارض فلسطين .

ان قوم يأجوج ومأجوج سيقتلون على ارض فلسطين بعد ان يدعي علهيم سيدنا عيسى عليه السلام .

ان الاعور الدجال سيقتل على يد عيسى ابن مريم عليه السلام على الباب الجنوبي لمدينة اللد .

ان اول البشر عاشوا في فلسطين وان اخرهم سيعيشون في فلسطين .

ان انبياء الله جميعا صلو خلف سيدنا محمد في المحراب تحت الصخرة في داخل قبة الصخرة في تلك الغرفة التي اعتقد ان معظمكم رأها التي في الاسفل ومضاءة .

ان الفلسطينين أول من مارس في السابق رياضة السباحة .

ان الالعاب الفلسطينية التراثية هي العاب من عهد الفلسطينين والكنعانيين .

ان هيكل سليمان هدم واندثر وضاع ولم يكن مبينا اصلا مكان المسجد الاقصى .

ان جبل المكبر هو المكان الذي دخل منه عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى القدس ليتسلم مفتاح المدينة من البطريرك النصراني فكانت أول مدينة يتسلمها خليفة المسلمين مباشرة .

ان في فلسطين اكثر من 15 طائفة مسيحية ولا يوجد أي مسيحي في مدينة الخليل

هل تعلم أن الطائفة (البهائية) اتخذت من حيفا مقرا لها في عهد الانتداب البريطاني والآن يرعاها ويدعمها اليهود ودولة إسرائيل رعاية تامة وذلك لضرب الإسلام والمسلمين بما لديهم من معتقدات فاسدة وخبيثة .

هل تعلم أن السلطان المسلم عبد الحميد رفض أن يتنازل عن ذرة من تراب فلسطين المقدس لليهود قائلا ان فلسطين ليست ملكي ولا ملك آبائي ولكنها ملك للمسلمين جميعا فتحها الصحابة بدمائهم

إليك رسول الله

إلــيـك رســـولَ اللهِ أرسـِـلُ تــَحَـيـَـــتـي

بالـحــبِ والـتـَبـْجِـيــلِ فـاقــبـلْ هَـدِيَـتـي

ســلامٌ مــنَ اللهِ إلـيـك يُـفـَّرِحُ مُهْـجَــتـي

وصـلاة ٌلـك في العالـمين تفـَّرِجُ كُرْبَتي

وتـُعـطـِّـرُ بـالــــوردِ فـَمــي ودُنـْـيـَـتــي

بـذكــركِ رســولَ اللهِ تـُـقـــرُ مُـقـْـلـَـتـي

وتـطـوفُ رُوْحِـي فِي صَـبَاحِي ولـَيلـتي

بـِـوردِ الــربــاطِ كـــدعــاءِ الـمـرشـدي

ذِكــرُك دومــاً حَـبـيـبـي يـَرفـعُ هَـامَـتي

ويـَخْـشَى الـقـَلـبُ ربـي وتـزدادُ طاعـتي

فيك قـُدوة ُالمتـقـينَ في ذهابي وريحـتي

أرجـُـو لـِقــاكَ نـبـيَ الـهُـدي فِـي جَـنـتـي

بـِعَــفْــوٍ مِـــنَ الرحـْمَـن ِلـذنـبـي وذلـتي

وقـُـبـولِ دُعـَـاكَ... رَبـــي أمَــتـي أمَــتـي

في ظـل عرش الرحمن سجدتَ لشفاعتي

لِـيرْضَى الـكـَريـمُ وتـُمــحَـي خَـطِـيـئـَتـي

فمـالي سِــواك شـَـفِـيـعِـي وَأنـْسَ وِحـدَتي

وتـَشــمـلُ رَايـَـتـُكَ وُقـُــوفـي وجَـلـْـسَـتـي

وعـلـي الحـوض ِتـَحـنـو وتـَروي ظـَمئتي

رسولَ الهُدي فِيك رَجَائي فـَاقـْبـَلْ كـَسْرَتي

فـَيـَـداكَ الـشَـــريـــفَـة ُتـَمْــسَــحُ دَمْـعَـــتي

وتـُحْـي فـي قـَلــبِـي رُوحــي وفـَرْحـَـــتـي

شعر/خليل الجبالي

التعصب الديني والحقد الممقوت
حافظ الإسلام على العقائد الدينية المختلفة، وجعل الإيمان بالأنبياء جزءًا منها، وفرض على المسلمين الإيمان بالرسالات السماوية جميعاً ، فقال الله تعالى: ( قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ). (البقرة:136)

وبيَّنت الشريعة الإسلامية علاقة غير المسلمين في ظل دولة الإسلام ، ما لهم من حقوق وما عليهم من واجبات ، حتى صارت الحياة بين المسلمين والأقباط هي علاقةَ أخوة في الوطن، وسماحة في التعامل ، ودعوة إلى الحرية في كل الأوقات.


وفتحت الدول الإسلامية أبوابها على مرِّ العصور لغير المسلمين لمن أراد أن يتعايش أو يتزاور أو يسيح في أرجائها ما دام يُكِنُّ في قلبه الودَّ والسلامَ للمسلمين، وجعل القرآن الكريم التعامل معهم أمرًا مُوجَبَ التنفيذ ما داموا مسالمين لنا ؛ فقال عَزَّ من قائل: ( لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ). (الممتحنة:8) .


وعلى الرغم من الحملات الصليبية التي شنَّهَا الغربُ على ديار المسلمين وقُـتَلَ فيها مَنْ قـُتل بعد سَلْب أرضهم، ونهْب أموالهم، وتهريب ثقافتهم وآثارهم، ما زال غير المسلمين يتمتعون ويأكلون من خيراتها ويكنزون ثرواتها بحجة أنهم أبناء الوطن ومسالمين لا يُكِنُّون عداوة للمسلمين.


إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرَّت به جنازةٌ فقام ، فقيل له : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنها جنازة يهودي ، فقال - صلى الله عليه وسلم - : ( أليست نفسا؟!). [رواه البخاري]


إن عبد الله بن عمرو بن العاص لمَّا اعتدى على قبطي ، وقال له : أنا ابن الأكرمين، ورُفِعَ ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أمر بالقصاص من عبد الله بن عمرو ، وقال للقبطي : اضرب ابن الأكرمين.


إن القرآن الكريم يحمل بين طياته سورة باسم (سورة مريم) نسبة للسيدة الطاهرة أم المسيح عليه السلام، ولم يحمل سورة باسم السيدة خديجة أو عائشة رضي الله عنهن ، فأين التعصب في الإسلام إذن؟.


لم يشهد الزمان على مرِّ العصور اضطهادًا من المسلمين لغيرهم أو سلبًا لحقوقهم، أو منعًا للتعبد في دُور عبادتهم، أوتمزيقاً لإنجيل أو توراة.


والناظر إلى حال المسلمين في دول الغرب اليوم يجد العجب في أحوالهم نتيجة التنوع في اضطهادهم، وسلْب حقوقهم، والتضييق عليهم في عبادتهم وعقيدتهم وتعليمهم، والاعتداء على مظاهرهم الإسلامية التي يتسمون بها، والأدهى والأمرُّ الاعتداء على نبيِّهم بالألفاظ والرسومات والتمثيل والتشبيه.


فإذا حصرنا ما يقوم به الغرب من أنواع الاضطهاد والتضييق للمسلمين فلن تحصرها كتبٌ ولن تخطَّها أقلام ، ولكننا نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :


- تحريم بناء المآذن في سويسرا.


- منع النقاب في فرنسا.


- نشر صور مسيئة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم - في الدانمرك وبولندا وبلجيكا وسويسرا وغيرهم.


- إلغاء خطط بناء المساجد في بريطانيا بحجة حماية التراث.


- رفض إنشاء مقابر للمسلمين في سويسرا.


- قتل الشهيدة مروة الشربيني في ألمانيا.


- قتل المواطن المصري أحمد ممدوح في إيطاليا.


- إعتقال الإسلاميين في أمريكا مثل المنشد الإسلامي المعروف أبو راتب بتهمة دعم حركة المقاومة الإسلامية ( حماس ).


- اضطهاد المسلمين في أمريكا والتضييق عليهم في دخول البلاد وخروجها.


- رفض الإتحاد الأوربي إنضمام تركيا إليه.


- غض طرف الحكومات والشعوب الغربية لما يفعله اليهود والأمريكان في فلسطين وأفغانستان والعراق وحمايتهم من الشجب والإعتراض عما يمارسونه من ظلم واضطهاد للمسلمين، بل ومعاونتهم بالعتاد والعدة تحت مظلة القضاء علي الإرهاب.


إن النغمة التي يرددها الغرب في حرية الرأي والعقيدة تتكسَّر على أعتابهم وبأيديهم بعد أن ملأ الحقد قلوبهم نحو الإسلام والمسلمين.


إن الصهيونية المارقة والغرب الصليبي ليسمحون بالإباحية الجنسية بمختلف أشكالها، فالمعاشرةُ الجنسية الجماعية، والعلاقاتُ المِثْلِيَّة مباحةٌ عندهم، وعبادةُ البقر والنار والشيطان مسموحٌ بها ، أما عبادات المسلمين وعقيدتهم فهي عارٌ أن تكون على أرضهم.

إن إثارة الفتنة والتعصب الديني لينبع من قلب المسيحية المتعصبة والصهيونية المارقة في عقر دارهم.


قال الله تعالي (ولَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ ولا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الهُدَى ولَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن ولِيٍّ ولا نَصِيرٍ) (البقرة : 120)


إن تبني أمريكا وأوربا لأقباط المهجر في إثارة الفتن والقلاقل وإشاعة التعصب الديني ضد الحكومات الإسلامية لأمرٌ دُبِّرَ بليل وفُضِحَ بالنهار، وأصبح نغمةً على أعواد مكسورة لا تُصدر إلا الضوضاء والصخب، فطريقة الابتزاز التي ينتهجونها في تلبية مطالب القلة القبطية في ديار المسلمين لن تسمح بها حكومةٌ ، ولن ترضى عنها شعوب.


إن عُمي الضمائر ومُغلَقي العيون ومخترعي التعصب الديني في أوربا وأمريكا عليهم أن يطبِّقوا ما ينادون به غيرهم من التسامح الديني وحرية العقيدة والمحافظة على مقدسات الغير وحرية الرأي والفكر حتي يخلعوا عباءة تعصبهم الديني وحقدهم الممقوت بدلاً من رمْي الآخرين بما ليس فيهم.


إننا نؤكد - نحن المسلمين - أن موقفنا من الأقباط موقف ثابت ومفروض على المسلمين بموجب إسلامهم وإيمانهم، مؤكَّد بنصوص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهذا الموقف يتلخص فى عِدَّة نقاط منها :


1- هم جزء من نسيج المجتمع المصري .


2- هم شركاء في الوطن والمصير .


3- لهم مثل ما لنا وعليهم مثل ما علينا .


4- حرية الاعتقاد والعبادة محترمة للجميع ومكفولة لهم، والتعاون فى كل ما يخدم الوطن ويحقق الخير لكل المواطنين أمرٌ إلزامي.


5- الحرص على روح الاحترام التي ظلت تربط أبناء الوطن الواحد مسلمين وأقباطا ، وإشاعة الأصول الداعية إلى المحبة والمودة .


6- التأكيد على الوحدة الوطنية وعدم السماح لأي نشاط يؤدي إلى إثارة مشاعر التفرقة الدينية أو التعصب الطائفي.


7- الحرص على روح الأخوة التى ظلت بين أبناء الوطن على مرِّ القرون مسلمين وأقباطا لتمكين الأمة من العمل المتكامل لبناء مستقبلها وحماية أرضها من الصهيونية المعتدية والمسيحية المتعصبة، وعدم السماح لأي محاولات تؤدي لإثارة مشاعر الفرقة أو التعصب الطائفي.


إن الأنظمة العربية والإسلامية تحتاج اليوم لأن تقف مع نفسها موقفاً عادلاً حتى تُنصف جهدها، وتحمي سُمْعَتها، فعلى الرغم مما تقدِّمه للغرب من تنازلات وغض الطرف عن الكثير، كيف تقبل أن يصفها هؤلاء الحاقدون المارقون بالتعصب الديني والاضطهاد العقائدي، وإشاعة الفتن الطائفية وهم الذين يرتدون عباءتها ليلاً ونهارًا ؟!



خليل الجبالي
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً". رواه مسلم .



معاني المفردات:


الهدى: ما دل الدليل الشرعي على أنه حق كالدعوة إلى إفراد الله بالعبادة.


ضلالة: ما دل الدليل الشرعي على أنه باطل كالدعوة إلى الغلو في الأولياء والصالحين.


من فوائد الحديث:


1- وجوب التثبت قبل دعوة الناس إلى شيء، خشية أن يكون ضلالة فيلحق الداعي وزر من اتبعه.


2- سعة فضل الله حيث يؤتي العبد مثل أجور من اتبعه في الخير دون أن ينقص من أجر التابع شيء.


3- الترغيب في الدعوة إلى الخير وإن قلّ ، والترهيب من الدعوة إلى الباطل وإن قلّ.


4- ضرورة البداءة بالتعلم قبل التصدي للدعوة لأن الدعوة على الجهل من أسباب نشر الباطل.


5- الهدى والضلال لا يعرفان المعرفة التامة النافعة إلا من قبل الشرع، فعلى الداعي إلى الله التجرد من التعصب ومتابعة الهوى واستفراغ الوسع في معرفة الحق قبل الإقدام على الدعوة إلى الله .


6- أعظم الهدى الذي يدعى إليه دعوة الناس إلى إفراد الله بالعبادة، وأعظم الضلال الذي يحذر منه اتخاذ شركاء مع الله كدعاء الأولياء والاستغاثة بهم والذبح والنذر لهم.


7- الحذر من إصدار الأشرطة أو الكتب أو المجلات أو إنشاء القنوات أو المواقع على شبكة الانترنت أو غيرها من وسائل الإعلام إلا إذا كانت لنشر الخير لعظيم تأثيرها في الناس خيراً وشراً .


8- إذا تاب من كان قد دعا الناس إلى ضلالة وبقيت ضلالته تنتشر في الناس كمن دعا إلى بدعة أو إشاعة فاحشة أو غناء وطرب ونحو ذلك ولا يزال الناس يتناقلون كتبه أو أشرطته. فهل تقبل توبته؟ الصحيح أنه إذا صدق في التوبة وتبرأ من خطأه وتمكن من تحذير الناس منه فليس عليه شيء. ومن أهل العلم من قال باستمرار أوزاره وهذا يدل على خطر الأمر فليتق الله تعالى من وقع في شيء من ذلك والله أعلم.


من هو ؟


 يستمع إلى الأخرين دون أن يتكلم .


 قد يصعب عليه التعبير عن أرائه .


 تبذل جهداً ووقتاً لتعرف ما بداخله .


 هادى الطبع، ينعزل بنفسه أحياناً.


 يزهد في قدراته و يقلل من شأن ذاته.


 يتسم بوقار ورزانة.


 ضعيف الثقة بنفسه ( وثقيل شوية ).


 لا تظهر عليه إنطباعات المواقف أحياناً.


 شخصية خجولة نوعاً ما.


 يصعب التعامل معه أحياناً .


 لا يحب الاختلاط بالناس .


 لا يعترض علي الإخطاء.


 يميل إلي تطبيق القوانين واللوائح حرفياَ.


 يميل طابعه إلي الكآبة والتشاؤم.


 يتجنب الإجابة علي الأسئلة.


 لا يظهر أعتراضه أو رضاه.



هل عرفته؟


-----------



إنه............... الصامت

الصامت شخصية طبيعية جداً تميل إلي الإنطوائية في ذاتها، يتجنب العلاقات مع الأخرين ، يمتنع عن الكلام في وقت يطلب منه، يضر نفسه أحياناً والأخرين كذلك ، يعتبره الأخرون شخصية سلبية، فيبخل بعطائه البدني والذهني لخدمة المجتمع والناس ويؤثر التنحي جانباً، يصل بالأخرين إلي أبواب وطرق مغلقة فلا يستطيعون محاورته أومجارته.


يحتاج إلي وقت وجهد مضاعف لإيجاد الطرق والوسائل المناسبة لعلاجه .


أما الصمت المرتبط بالحذر، المتفادي للكلمات التي لا تفيد، المصحوب بالتفكير الجيد، المدعوم بالثقة في النفس، المنتظر للوقت المناسب لإبداء أراءه وأفكاره، فهذا ما حث عليه رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم في مواقف وأحاديث كثيرة ( من كان يؤمن بالله واليوم الإخر فليقل خيراً او ليصمت ) .

كيف تتعامل معه:-


 اجمع أكبر معلومات عن شخصيته قبل لقاءه.


 تجنب المواقف المحرجة له.


 اجعل الجلسة بينكما في جو من المرح والفرح .


 صادقه وتبسط معه ( لآخر حد ).


 ابتعد عن إحراجه أو تسليط الضوء عليه .


 لاتتعامل معه كأنك محقق، بل اجعل حوارك معه مفتوحاً .


 استخدم الصمت أحياناً من جانبك لتضطرة الى الإجابة والحديث.


 حاول إشراكه فى الأعمال والزيارات الإجتماعية.


 اشعره بأهمية أرائه ومشاركاته .


 إبدأ الناقش معه من نقاط الإتفاق بينكما.


 حدثه عن نفسك وعملك ومشكلاتك حتى يبادلك الحديث.


 اجعل أسئلتك مباشرة وواضحة له ولا تقف عندها كثيراً ( لا تتنظر إجابته).


 اقترح عليه بعض الإجابات إذا تعثر في الرد .


 ساعده في الحديث لعله يلتقط الحوار.


 لا تعدْه بأشياء ليس فى نيتك تنفيذها، أو لا تقدر على تنفيذها.


 عوده على تحمل المسؤولية.


 تصابر عليه كثيراً، فعلاجه يحتاج إلي وقت طويل.



وأخيرا قل له :-



<<< اعقل لسانك إلا عن حق توضحه، أو باطل تدحضه، أو حكمة تنشرها، أو نعمة تشكرها، أو علم تعلمه، أو دعوة ترعاها ، أو فائدة تعطيها، أو جهد تبذله، أو طفل تؤدبه، أو مصلحة تقضيها، أو دعاء تطلبه،أو زوجة توعيها، أو مناقشة تثريها، أو مواهب تظهرها، أو...... >>>


يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اذْكُرُوا اللهَ ذِكْرًا كَثِيرًا (41) وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً (42) هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلاَئِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا (43) [سورة الأحزاب].

هيبة شيخ الأزهر واحترام مكانته


مكانة شيخ الأزهر لها هيبة في قلوب الشعوب العربية والإسلامية ، وتَلْقى احترامًا وتقديراً من العالَم أجمع؛ ولذا فإن المحافظة على هذه النظرة التي يراها الناس يجب أن تستمر بل تزداد يوماً بعد يوم.


إن طريقة دفن شيخ الأزهر لم تَلْقَ القدر المناسب لمكانته، فلم يحضر من رؤساء الدول العربية والإسلامية أحدٌ أو من الشخصيات الإسلامية العالمية إلا عددًا يُعَدُّ على أصابع اليد الواحدة، فحضور هؤلاء الشخصيات مثل يُضْفِي علي المناسبة التبجيل والتقدير.


وتزداد الحسرةُ عندما لم يتقدم رئيس الجمهورية ( بالإنابة ) أو من يُنِيبُهُ، أو أحد من الوزراء، أو قيادات الحزب الوطني، أو الأحزاب السياسية المختلفة حضورَ الجنازة مثلما يحدث مع بعض الشخصيات العامة أو ذات المناصب العليا الدولة علي الرغم من أن مكانة شيخ الأزهر بمثابة رئيس الوزراء، فكيف يكون ذلك؟!!


إن الأسى يملأ قلوبنا من إهدار هيبة علمائنا، وخاصةً في مثل هذه المناسبات التي يجب أن لا يتأخر عنها القيادات المسئولة.


إن ما حدث مع فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله - من إعلان حالة وفاته ووقت دفنه ونقله بصورة سريعة من قلب القاهرة دون الصلاة عليه في أيٍّ من المساجد الكبرى إلى قريته يتكرر اليوم مع فضيلة الشيخ سيد طنطاوي على الرغم من أنه يحمل صفة شيخ الأزهر التي لها مكانتها العظيمة في العالم أجمع.


إن الحزن والحداد ليملآن القلوب عندما نفقد عالماً من العلماء في المجالات المختلفة فكيف بفقداننا علماء الدين ورموزه؟!


والأدهى والأمَرُّ من ذلك تعامل وسائل الإعلام المحلية مع الحدث على أنه عادي وعابر، فاستمرت في بثِّ برامجها الممتلئة بالغناء والرقص والأفراح والطبول، ولم تراعِ مكانة شيخ الأزهر ولا مكانة عالم جليل في مثل هذا الظرف، على الرغم من تقرُّبه المستمر من السلطة ومحاولته إرضائهم بكل الطرق.


ومما يُثير الدهشةَ والاستغرابَ حديثُ مراسلي القنوات الفضائية ( صغار السن) في تغطيتهم لحادث الوفاة أن يذيلوا أقوالهم بعبارة : ( إن شيخ الأزهر المثير للجدل في الفترة السابقة... )، فعلى الرغم من اختلاف كثير من العلماء وعموم الناس مع فضيلة الشيخ سيد طنطاوي - رحمه الله - إلا أنه لا ينبغي الحديث عنه بهذه الطريقة التي تخلو من الإحترام والتقدير؛ فهو عالم دين، و يمثل شخصية شيخ الأزهر التي يجب أن يكون لها مكانة في قلوب الناس.


ومما يعيد لمكانة شيخ الأزهر هيبتها هو مراجعة الفتاوي والمواقف التي صدرت في عهد الشيخ سيد طنطاوي والتي لم يتفق معه كثير من العلماء، وتعارض بعضها مع السلوكيات والأخلاقيات الإسلامية أحياناً مما جعلها تلاقي رفضاً من المسلمين، والحديث عن تلك الفتاوي والمواقف لا يتعارض مع حرمة الموتي كما يذكر البعض في كتاباتهم وأحاديثهم، فلن نخوض في شخصه ولكننا نتحدث عن صفته، فالشخصيات العامة والمسئولة وخاصة في مكانة شيخ الأزهر يجب أن تصحح مواقفهم وفتاويهم وتراجع طبقاً لمصادر الشرع، ومنها قضية الربا وكيفية التعامل مع البنوك، موقفه من حصار غزة، نقاب المرأة المسلمة في دول الغرب وخاصة فتواه لفرنسا عندما سؤال عن النقاب، إستقباله الحاخامات اليهود داخل الجامع الأزهر، مصافحته الحارة لشمعون بيريز رئيس دولة اليهود التي تقوم علي أنقاض فلسطين ودماء شهدائهم، صفعه أحد موظفي الأزهر، نزع النقاب عن وجه الطالبة وتوبيخها والتطاول عليها بالقول، وفتوي جلد الصحفيين وغيرها من الموضوعات الأهم وأكبر من ذلك.


لعل القلوب تسع لما نقول، ويسعي علماء الأزهر لاستعادة مكانتهم وهيبتهم والتي تتمثل في مكانة شيخهم، وأن ينتفضوا من وضعهم الحالي ليستلموا الراية داعين إلي الحرية والجهاد ونصرة المسلمين في كل مكان.


خليل الجبالي



16/3/2010

التغيير بين أهل الفكر وأهل الجمود

 

التغيير سنة من سنن الله تعالى في كونه، فدورانُ الكواكب حول بعضها، وتعاقبُ الليل والنهار، والمراحلُ المختلفة التي تمرُّ بها المخلوقات، لدليلٌ على حتمية تحقيق تلك السنة الكونية التي بيَّنها ربُّنَا تبارك وتعالى في كتابه الحكيم، فقال : (إنَّ فِي اخْتِلافِ اللَّيْلِ والنَّهَارِ ومَا خَلَقَ اللَّهُ فِي السَّمَوَاتِ والأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَّقُونَ) [سورة يونس: آية 6].


وقوله تعالى: (إنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ والأَرْضِ واخْتِلافِ الَليْلِ والنَّهَارِ والْفُلْكِ الَتِي تَجْرِي فِي البَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ ومَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِن مَّاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ والسَّحَابِ المُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ والأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) [سورة البقرة : آية 164].


وإن المصلحين على مرِّ الزمان ، وعلى رأسهم الأنبياءُ - عليهم السلام - يسعون نحو التغيير الأفضل، يقول عزَّ من قائل: (إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وإذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ ومَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن والٍ ) [سورة الرعد: آية 11].


ويبدأ المصلحون بالتغيير الفكري قبل المادي؛ فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يكسر الأصنام التي كانت تعبدها قريش في المرحلة الأولى من الدعوة، على الرغم من أنه مطلوب ، وأن التغيير المادي سريع أثرُهُ ، لكنه محدودة نتيجتُهُ ، وضيق مكانُهُ، أما التغيير الفكري فعميق أثرُهُ وواسع انتشارُهُ.


ومن هنا فإن الطموحين والمثقفين لديهم الاستعداد الأكبر نحو التغيير من غيرهم.


وتظهرالمشكلة عندما لا يسعى الإنسان إلى التغيير، ويرضى بالواقع، ويرضخ له حتي يحكمه ويأسره، فتظهر العداوة بين أهل الفكر وأهل الجمود، وعندها سيستخدم كل منهما أدواته التي يملكها ليسعى أن يثبت ذاته ويتفوق على منافسه.


وعندما يوضع الطرفان في ميدان المواجهة لإقناع الناس فستكون الغلبة لأهل الفكر لا لأهل الجمود، فالعقل والمنطق لن يُوَلِّدَا إلا الحجةَ والبرهان، ولذا فلن يسمح أهل الجمود لمنافسيهم بالحوار معهم أو عرض افكارهم.


والطَّامَّةُ الكبرى عندما يمتلك أهلُ الجمود سلطانًا على غيرهم ، فيسعَوْن بسلطانهم أن يُقنعوا الناس بمكانتهم، وأن يضعوا حول أعناقهم الولاء لهم بالطرق المشروعة وغير المشروعة، فيضيقون عليهم عيشهم، ويستخدمون الأزمات وسيلةً لهم، فيخرجونهم من ضيق إلي أضيق ومن مشكلة إلي مصيبة ، ومن مصيبة إلي أزمة حتي يقنعوهم بعدم التغيير الذي يأتي بالأسوء، فيرضون بالمُرِّ والعلقم، ويصيحون فيما بينهم : (من تعرفه خيرٌ ممن لا تعرفه).


أمَّا قهرُ أهل الجمود الذين يملكون السلطة لأهل الفكر فيكون بتكميم الأفواه إن استطاعوا إلي ذلك سبيلاً، فيغلقون منابرهم ووسائل إعلامهم، ويقصفون أقلامهم، ويحرمونهم من التعبير عن آرائهم وأفكارهم، ويصدرون القوانين بسلطانهم حتي يتخلصوا من منافسيهم، فإن لم يكن فليس أمامهم إلا مصادرة أموالهم والتكبيل لهم، والتنكيل بهم، فيعتقلون شبابهم، ويرهبون أزواجهم، ويُخيفون أولادهم، فيفتحون عليهم السجون ويزجُّونهم فيها دون ذنب اقترفوه أو جرمٍ ارتكبوه، غيرَ أنهم أصحاب فكرٍ لا أصحاب هوى ، أصحاب رأي لا يُحبون العيش في سلبية مميتة أو جمود مُجْحِفٍ ، فهم أصحاب فكرة وعقيدة ، لا تضحدها إلا الفكرةُ مثلها.


أمَا وإنَّ أهل الجمود لا يملكون فكرًا، فلن يُخلوا لمنافسيهم - بيُسر وسهولة - ميادين المواجهة مثل انتخابات الشورى والشعب والنقابات التي يتحاكمون فيها إلى الناس، ولذا فَلْيَعِ أصحابُ الفكر أنهم عند كل مواجهة في ميادين الحرية والتعبير عن الرأي فسيلقون مثل ما لاقوا في المرات السابقة أو أشدّ، وليعلموا أن شمس الحرية لن تشرق إلا على أكتاف المضحين المبتلين الصابرين حتي تنتشر الفكرةُ ويقتنع الناس بها، وعندها فسينتفض جموع الناس لنصرة فكرتهم في التغيير نحو الأفضل، وسيكون لهم ما أرادوا.


( ويَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً ) [سورة الإسراء: آية 51].



خليل الجبالي






اللَّهُمَّ وَفِّقْ أَبْنَاءَنَا وَبَنَاتِنَا فِي اخْتِبَارَاتِهِمْ وَأَنِرْ بِالعِلْمِ بَصَائِرَهُمْ وَعُقُولَهُمْ وَاكْتُبْ لَهُمْ النَّجَاحَ وَالفَلاَحَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَحَقِّقْ آمَالَهُمْ وَآمَالَنَا فِيِهِمْ.


من هو ؟


 تقليدي و لا تغريه الأفكار الجديدة و يصعب حثه عليها.


 لا يبالي بالآخرين لدرجة أنه يترك أثراً سيئاً لديهم .


 لا يثق في الآخرين لذا تجده سلبياً في طرح وجهات نظره.


 شخصية غير مجددة فلا مكان للخيال عنده.


 عنيد ، صلب ، يضع الكثير من المعوقات.


 متعالي أحياناً ويظهر ذلك في مواقفه.


 يحب السيطرة في الحوار و يميل إلى السخرية أحياناً.


 يرفض إقتراحات الآخرين وأرآئهم ، و يتمسك برأيه.


 يتحدث دائماً عن أراءه وأفكاره الماضية.


 يتحدث عن الشخصيات التي عارضت أرآئه وأفكاره (كنوع من الإضطهاد ).


 يسعي لضعف وجهة نظر الآخرين ويفتتها.


 يلتزم باللوائح و الأنظمة نصاً لا روحاً.


 لا يميل للمخاطرة خوفاً من الفشل .


 يضيع الوقت كثيراً ويجهدك في العصف الذهني.


 كثيراً ما يفتقد الحجج والبراهين.


هل عرفته؟


-----------

إنه............... المعارض


المعارض ينطلق بأرآءه وأفكاره دون تدقيق في صحتها ومدي إمكانية تحقيقها، ويُجهد من حوله جسدياً وفكرياً، علاوة علي أنه يضيع الوقت دون فائدة تذكر.


والمعارضة إما أنها إيجابية لرفع المستوي أو تحسين الأداء أو لتطوير العمل وهذه لها ضوابطها التي تحكم إدارة الحوار وكيفية العرض ليصل الجميع إلي الهدف المرجوة.


أما المعارضة السلبية التي نحن بصددها ينتج عنها تعويق الأعمال وضعف الأداء وتشتييت الأفكار وتغوير الصدور وتقطيع العلاقات فصاحبها يحتاج إلي معاملة خاصة وعلاجاً فكرياً أحياناً في ترتيب أرآءه أكثر منه طبياً معالجاً.


كيف تتعامل معه:-


 التعرف على وجهة نظره جيداً ودراستها.


 دعم وجهة نظرك بالأدلة للرد على إعتراضاته .


 أكد له على الشواهد والبراهين التي تؤيد أفكارك.


 عدم إعطائه فرصة لمقاطعتك عند الحديث .


 قدم أفكارك الجديدة بالتدريج بعد دراسة أبعادها.


 كن صبوراً دائماً في تعاملك معه.


 استعمل معه أسلوب : نعم ...... ولكن.


 تماسك أعصابك و حافظ على هدوئك التام معه (علشان بيغيظ شوية) .


 تقبل تعليقاته ( عدِّيها ) وتصابر في عرض وجهة نظرك .


 إلجأ أحياناً إلى الثناء و المدح عليه ( إذا كان يستاهل ذلك ).


 اختر الوقت المناسب لمقاطعته حتي لا يستنفذ وقتك .


 كن واقعياً وحازماً معه دائماً.


 لا تفكر في الإنتقام حتي لاتكون مثله تعارض أي شئ.


 لا تكن معه جامداً فتكسر أو ليناً فتعصر.


 ذكره بالله واجعل الجو بينكما إيمانياً ( بقدر الإمكان ).




وأخيراً : قل له



<<< هيا بنا نؤمن بالله ساعة >>>